ايران تشكل قوة الحرس الثوري النووي

على الرغم من اعلان السلطات الايرانية مرارا وتكرارا بأن الامور الامنية الداخلية تحت السيطرة ، الا ان الوضع في المنشأت النووية يبدو انه قد اخذ منحى خطيرا ، وبات يتعارض مع التصريحات الرسمية التي يتم الاعلان عنها دوما ، وهو ما يعكسه
اعلان السلطات الإيرانية تأسيس قيادة الحرس الثوري النووي لحماية المنشآت النووية في البلاد، حيث تم الإعلان عن تشكيل قيادة الحرس الثوري النووي للمرة الأولى في تاريخ ايران ، وقد تزامن هذا الاعلان خلال التقرير الوارد بشأن الكشف عن شبكة كانت تعتزم القيام بعملية تخريب في منشأة فردو النووية.
يذكر انه قد أعلن سابقا ، أن حماية المنشآت النووية قد تم تفويضها لحرس الثورة، إلا أنها المرة الأولى التي يتم فيها بصورة رسمية تأكيد هذا الأمر والاعلان عن تأسيس “قيادة الحرس الثوري النووي .

المؤكد ان التطورات في ايران باتت تخرج عن السيطرة ، خاصة مع الابتعاد عن سياسة الصمت ، فيما يتعلق بمسلسل الهجمات الذي طال منشأة فوردو النووية ، وقبلها منشأة نطنز ، وكرمنشاه وغيرها الكثير ،حيث اعلنت ان الانفجارات الغامضة وعمليات التخريب
التي جرت وتجري بات مصدره داخلي، وان هناك شبكات تجسس وتخريب يتم تفكيكها تباعا ، دون اعطاء المزيد من التفصيلات .

لاشك بأن ما يجري بات يرتبط بمحاولة وضع حد للتحليلات عن فرضيات الهجوم الخارجي ، التي كانت تتم بالسابق عبر الطائرات المسيرة او
الصواريخ ، وتم التركيز مؤخرا على تطور مسار ذلك من خلال الاعلان عن سبب بعض الحوادث ، كان اختراقا امنيا، تم تحديده بدقة ،لكن لن يتم الاعلان عن مزيد من المعلومات حاليا لاعتبارات امنية صرفة.
المحتمل ان احتواء المخاطر الناجمة عن الافصاح عن المعلومات المتعلقة بطبيعة الخرق ،ربما لاسباب تتعلق باهمية تتبع خيوط ما جرى خشية من وجود شبكات اخرى معقدة من الاشخاص المتورطين ؛ خاصة بعد قرار السلطة القضائية واجهزة الاستخبارات ملاحقة المسؤلين المدنيبن العسكريين العاملين ببعض منشأت ايران النووية ، الذي قد يقود لمعلومات حول سلسلة عمليات التخريب الممنهج والاغتيال التي جرت وتجري في ايران .

لاشك انه وفي ظل تنامي المخاطر الامنية لاستهداف المزيد من المنشأت الحساسة داخل ايران خاصة من جانب اسرائيل التي ترى ان الاتفاق النووي المزمع توقيعه قريبا جدا ، يرجح ان تحاول طهران استغلال فرضية الاختراق الداخلي لتحقيق لتعزيز اجراءاتها العسكرية والاستخبارية لحماية منشأتها الحيوية ، هذا عدا عن قيام اجهزة الاستخبارات الايرانية ربما باعمال انتقام استعراضي بشكل مباشر، او بواسطة وكلائها ضد اسرائيل دون الافصاح عن بعضها اعلاميا كونها المتهم الرئيسي بهذا الاختراق ؛ لمنع تل ابيب وردعها عن ممارسة المزيد من عمليات الاستهداف للمنشأت الايرانية، وهذا ما تبرره ايران لعملياتها التي استهدفت اربيل مؤخرا على الرغم من علم الجميع انها لاتعدوا عن عمليات لاعادة الاعتبار لسمعة النظام ولحرسه الثوري بعد الخسائر التي تلحق به يوميا في سوريا .

المرجح ان الاعلان الايراني بوجود شبكات تجسس وتخريب تم تفكيكها الى جانب عملية الاستعراض التي قامت بها امس في العراق ، قد يحد من ضغط الرأي العام الايراني المطالب بالانتقام سريعا بسبب حاجة السلطات الايرانية الى التريث والمزيد من الوقت ، لتتبع خيوط الخرق الداخلي الذي جرى لاستهداف منشأتها ، هذا عدا عن ان الاعلان تأسيس الحرس الثوري النووي الايراني في هذا التوقيت ،قد يكون غطاء بخدم توجهات ايران لعسكرة برنامجها النووي …وللحديث بقية .

تعليق واحد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى