بمناسبة ٢٢ بهمن … ثورة الشعوب ١٩٧٩، سرقت بيد الملالي، و٤٢ عام من التخلف

المجلس الوطني لقوى الثورة الأحوازية

قامت الشعوب غير الفارسية التي كانت مقموعة بشدة في ثورة شعبية عارمة في عام ١٩٧٩ و قلبوا نظام الحكم الملكي الطاغي في إيران وحاولوا بثورتهم الكبيرة التي ضحوا فيها كثيرًا من أجل أن يعوضوا مافات خلال ٥٤ عام من الحكم الشاهنشاهي، لكنها سرعان ما انقلبت على ابناء الشعوب و رفضت ادخال ابناء الشعوب غير الفارسية الى سدة الحكم و اعطاءهم حق تقرير المصير بل و تم استخدام العنف ضدهم من اول أشهر الثورة في سبيل اخضاعهم لمشروع الولي الفقيه و مفاهيم الدولة الايرانية الديكتاتورية الجديدة التي سرقت تلك الثورة و حرفت مصيرها منذ ٤٢ عامًا.
كُتِبَ الدستور الايراني الجديد بعد الثورة بواسطة ملالي الفرس بعنصرية تامة إذ لم يشيروا لحقوق الشعوب غير الفارسية إطلاقًا بشىء سوى مادتين في الدستور تسمح بتدريس لغة الشعوب الإيرانية وهذه المواد لم تفعل حتى هذا اليوم .
إن الاستبداد الحديث الذي سيطر على إيران بعد الثورة افقد تلك الشعوب حتى حقهم بتسمية أبناءهم بالاسماء المحلية بلغاتهم الذي كان ولو بشكل خجول في ظل الحكم الملكي و فرضوا عليهم ان يختاروا من بين الاسماء الفارسية بعناية وفي افضل الأحوال مسموح بإنتخاب اسماء الأئمة أو ذويهم.

بفعل تلك التغييرات السلبية بعد سرقة الثورة و حرف مصيرها و نظراً لأن الشعوب اعترضت بقوة على الإجرائات التعسفية والإختناق ومنع جميع الحريات، هاجمت دبابات وطائرات المحتل الفارسي مراكز التجمع الشعبية في مناطق الشعوب ونفذوا مجازر في الأحواز أولاً وبعده في كردستان وثالثاً بحق التركمان إذ سقطوا المئات في كل مجزرة وهذا كله تم في الثلاثة الى الستة اشهر الأولى لإنتصار ثورة الشعوب.
حصلت هذه الاضطرابات و الاضطهادات في نفس التوقيت الذي بدأت استفزازات الإحتلال الفارسي للعراق لدفعه لدخول الحرب حتى يبدأ القمع الدموي لكل متحرك في ايران، إذ اغلقت الصحف، اغلقت المراكز الثقافية، منعت كل الأحزاب و ملئت السجون بالمعتقلين حيث خصصت عنابر كبيرة للمعتقلين وشكلت المحاكم وعلقت المشانق وخلال عام واحد لم يبقى معارض يقول شىء أو يكتب ، أما توقف عن الحراك أو دخل السجن.

خلال ٤٢ عام، تحول نظام ولي الفقيه الى حكم فردي لولي الفقيه يسنده الحرس الإرهابي وثلاثة مجالس انتصابية تشريعية هم مجلس الشورى الذي اول شرط للدخول فيه هو ان يكون المرشح مزكى من الاستخبارات ومن القائم مقامية ومن الدائرة السياسية للمحافظ، ومجلس صيانة الدستور ومجلس تشخيص مصلحة النظام الى جانب مجلس القضاء الذي ينتخب المرشد اعضاء كل هذه المجالس.

فيما يخص السياسة العامة للنظام وكيفية تعامله مع الشعوب غير الفارسية فتجاوزت كل قيم الأخلاق والإنسانية و العدالة في الأحواز خصوصًا حيث تم التخلص واخراج الموظفين والعمال في كافة الشركات الى حدود ٨٠٪؜ ومنع استخدام و تعيين موظفين الى اكثر من ٢٠٪؜ و تشغيل عمال اقل من ٤٠٪؜ في الشركات واعطيت الوظائف والمسؤليات الرئيسية كلها للفرس و تم اتخاذ قرارات بطرد وسجن أي معترض أو مشارك في أي مظاهرة مناهضة أو أي نشاط في التواصل الاجتماعى .
اليوم و بعد مرور سنوات عديدة على تلك الثورة تحاول الشعوب غير الفارسية في إيران ان تخلق ثورة بمفاهيم ثورية جديدة و تطورت في تغييرات جذرية نوعية في مستوى توعية شعوبها بحقوقهم الضائعة و تناشد تلك القوى المجتمع الدولي بكل إمكانياته أن يساند تلك التحركات و المباركة عليها في سبيل تدويل ملف الشعوب بغية الوصول الى حق تقرير المصير لمستقبل ابناء الشعوب في جغرافيا ما تسمى بإيران.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى