ما زلنا نتغنى بالثورة الفرنسية بوصفها أضخم ثورة شعبية اندلعت في دولة فرنسا خلال الحقبة ما بين ( ١٧٨٩- ١٧٩٩) ، حيث بدأت بأزمة اقتصادية حكومية ، ثم أخذت أبعادا سياسية حتى أصبحت حركة شعبية اتخذت التغيير العنيف منهجا لها ، ولأسباب مختلفة سياسية واجتماعية واقتصادية ، تمثلت بسوء النظام السياسي الفاسد ، الذي كان يسود البلاد ، واستغلال كبار الدولة والحكم المطلق للملك وارادته والذي كان يمنع الحريات العامة ، فضلا عن الصراع الطبقي ، والفوارق ، التي كانت تميز طبقة النبلاء وطبقة رجال الدين وطبقة العامة ( عامة الشعب ). وكذلك الوضع الاقتصادي المتردي والفساد المالي والاداري واستحواذ الطبقة الحاكمة على أموال الشعب.
وظهور رواد الحركة الفكرية في هذه الحقبة ، أمثال جان جاك رسو
ومنتسكيو وفولتير ، وأسهمت هذه الحركة الفكرية في زيادة وعي الطبقات المظلومة وإيقاظهم وتحفيزهم على نيل الحرية والتخلص من الظلم والاستبداد.
في هذه الحقبة كانت القوى الخفية المتمثّلة بدور الكنيسة وما تلعبه في إدارة دفة الحكم والبلاد مستغلة الدين وتظليل البسطاء من أبناء العامة ، حتى يستمرالملك لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت في الحكم.
هذا التحالف بين الكنيسة والنظام الملكي الفاسد ، وممارسة العنف والظلم وقتل الثوار وقادتهم وتجويع الشعب وسلب حرياتهم دفع الشعب الفرنسي الى ان يهاجم سجن الباستيل والحصن الملكي ،
الذي كان رمزا للظلم والقهر ، وتمكن أبناء الشعب من احتلاله والسيطرة عليه وعلى الحكم تاليا ، وتم إعدام الملك وزوجته والاف من مناصري الملك وشكلت هذه الثورة حدثا مهما في تاريخ أوربا والعالم.يا شباب العراق الثائر
يا شعب العراق العظيم
إن المعاناة التي نمر بها تكاد تكون مشابه تماما للثورة الفرنسية والفارق الوحيد ، هو اننا فقدنا وطننا ، فقدنا العراق بسبب الغزو الامريكي واحتلال العراق وتسليم العراق الى ألد اعدائه ، ايران وعملائها ومليشياتها ، وبسطت ايران نفوذها في العراق وعاثت في أرضه فسادا، وبَقى الشعب العراقي يعيش في أسوأ احواله واستكمالا لهذه السلسلة الخبيثة مارست حكومات الاحتلال قمع الحريات العامة وجوعت الشعب وعمقت الصراع الطبقي ما بين طبقة السراق والعملاء والجواسيس، الذين استحوذوا على المال العام والخاص وطبقة رجال الدين التي دعمت وتحالفت مع الطبقة الحاكمة ، وطبقة عموم الشعب ، وكذلك الوضع الاقتصادي المتردي والفساد المالي والاداري واستحواذ الطبقة المتسلطة على أموال الشعب وثروات الوطن.
وتمثل دور المرجعيات الدينية الموالية لإيران ، هو الاخر بدور القوى الخفية وأسهمت بنحو مباشر في إدارة دفة الحكم ، مستغلة الدين والمذاهب في تضليل البسطاء من أبناء شعبنا ، فدورها مشابه تماما لدور الكنيسة في فرنسا ايام حكم الملك لويس.
ينبغي ان نأخذ من تجارب الآخرين برغم اختلاف الزمان والمكان.
لذا علينا أن لا نراهن على أحد من شخصيات العملية السياسية فكلهم جاء مع الدبابة الامريكية وكلهم موال الى ايران ، والجواسيس والعملاء لا يهمهم العراق وشعب العراق ، بل يهمهم إرضاء أسيادهم وعلينا أن لا ننخدع بألاعيب الكاظمي وغير الكاظمي فالجميع من منبع وبيء
واحد ، يأخذون توجيهاتهم من منبع وبيء واحد. فليس أمامنا سوى أقتحام المنطقة الخضراء
وقلع الفاسدين جميعهم من الجذور وإنهاء هذه المهزلة حتى لو كلفنا ذلك تضحيات جسام.
المنطقة الخضراء هي باستيل العراق.