في مؤشر إلى تزايد المخاوف الايرانية من اتساع رقعة الهجمات الاسرائيلية على الوجود الايراني العسكري والاستخباري في سوريا ؛ حذر المستشار العسكري لخامنئي ” الجنرال رحيم صفوي” من وجود مخطط إقليمي تتزعمه اسرائيل لاستهداف قوى “المقاومة “في سوريا ولبنان والعراق تمهيدا لاستدراج ايران لهذه المواجهة واستهدافها .
ما تحدث به” صفوي ” سبقه اليه قائد الحرس الثوري “حسين سلامي ” الذي بات يرى ان تطور مسار الهجمات على محور المقاومة بات يشكل
تحديا استراتيجيا خطيرا للعديد من ركائز رؤية ايران لأمنها القومي من خلال محاولة ايجاد خلل في توازن القوى الاقليمية لصالح اسرائيل ؛ حيث بات من المحتمل -حسب الزعم الايراني – أن ينتج التطبيع مع بعض الدول الخليجية مجموعة من التحولات الدرماتيكية المهمة بالنسبة للأزمات الاقليمية ، عبر تعزيز قدرات اسرائيل بشكل جوهري لمواجهة النفوذ الايراني في سوريا ولبنان من خلال تعزيز تعاونها مع بعض الدول العربية ،والتي لها دور مهم ومحوري في هذه الأزمة ، خاصة مع ادعاءات طهران المتكررة عن وجود معلومات استخبارية إيرانية لسعي اسرائيلي بالتعاون مع دول المنطقة؛ لاسيما الخليجية منها ،والتي تعتبرها طهران ضمنا منخرطة في التعاون مع اسرائيل ضدها للمساعدة في توسيع نطاق عملياتها العسكرية ونوعيتها لجهة تحجيم مقومات الوجود الإيراني العسكري في سوريا،ولاحقا في لبنان .

ان اشد ما تخشاه ايران اليوم هو وجود استراتيحية فاعلة لتعاون اسرائيلي مع هذه الدول في مجال الاستخبارات و التمويل ،اضافة الى تعزيز التعاون مع الدول الخليجية على الأرض لمساعدة الجانب الاسرائيلي لتحقيق أهدافه؛ خاصة عبر الضغط على النظام السوري لمطالبة ايران بالانسحاب عسكريا من الاراضي السورية، مقابل اغراءات وضمانات اقتصادية وسياسية كبيرة تقضي باعادة النظام الى الجامعة العربية و تأهيله عربيا .
الرؤية الايرانية تتزامن في الوقت الذي
تزعم فيه طهران وتحذر من تزايد التعاون والنشاط الاستخباري الخليجي الاسرائيلي ضد مصالح ايران وانشطتها في العراق، بما قد يسهم كذلك في التأثير على خطوط الامداد والدعم الايراني لوكلائها في سوريا ؛ويهدد “الكردور “الايراني برمته .
اضافة الى ما سبق فان ايران ابدت تخوفها من ان تسهم هذه الاسترانيجية حال استمرارها ونجاحها في تعزيز مكانة اسرائيل اقليميا، وبسط نفوذها الجيواستراتيجي بشكل اكبر ، الامر الذي من شأنه تقوية مكانة تل ابيب ضمن المحيط العربي؛لاسيما الجغرافيا الخليجية ، الى جانب محاولة إحباط قدرات وكلاء ايران ، خاصة مع إحجام الاخيرة عن الرد بشكل مباشر على اسرائيل، وترك هذه المهمة لاذرعها ، والتي عادة ما ترد بشكل خجول .
بموازاة ذلك لا تتوانى طهران عبر اعلامها من التحذير من استمرار محاولة التأثير على النظام السوري، و ضرر الوجود الايراني عليه؛عبر استمرار قيام اسرائيل بسلسلة من العمليات العسكرية في سوريا، مستهدفة ممارسة المزيد من الضغوط عليه ،واجباره لمطالبة الايرانيين بالانسحاب من هناك .

ان ادراك طهران أن صمت روسيا على استهداف وجودها في سوريا معناه رضاها عن الاستراتيجية الاسرائيلية ضدها،الامر الذي اربك ايران ،واجبرها على محاولة تغيير استراتيجيتها ،والذي تم ترجمته فعليا بمرحلة اعادة الانتشار لقواتها ومرتزقتها على الرغم من نصيحة موسكو-التي ارسلت اول امس وفدا سياسيا وعسكريا الى طهران – بجدولة انسحاب قواتها من هناك ،خشية من تصاعد وتيرة الضربات العسكرية الاسرائيلية.
وفق هذه التطورات ومسار الاحداث، من غيرالمستبعد ان تتخذ ايران خطوات تصعيدية او عقابية استباقية ضد بعض الدول الخليجية، و ربما لاتوازي الفعل الإسرائيلي ضدها من خلال :
ا- توجيه اذرع ايران ووكلائها للتصعيد لاسيما الحوثي للانتقام من التعاون الخليجي المزعوم مع اسرائيل .
ب- تشجيع وكلائها وخلاياها استهداف المصالح الخليجية الخارجية وسفاراتها ودبلوماسيها …
ج-شن هجمات سيبرانية ضد مؤسسات دول الخليج وقطاعاتها الداخلية .
من المرجح كذلك ان تستغل ايران الترويج لذلك اعلاميا، لمحاولة رفع جاهزية وكلائها ،ومحاولة تعزيز قوتهم، ورسم استراتيجية واضحة للتعامل مع اية مستجدات ، على الرغم من التخوف الايراني من اية خطوات تصعيدية ضدها ؛ الا ان ايران ربما قد تسعى الى فتح خطوط للتواصل مع الدول الخليجية بما فيها السعودية لمحاولة دفع هذه الدول لعدم التعاون مع اسرائيل ومنع نشوب توتر خطير بين الطرفين ، ومن غير المستبعد ان تسعى ايران ربما توظيف وسطاء خليجيين كسلطنة عمان وقطر لتخفيف حدة التوتر مع هذه الدول، لضمان عدم دعم اية انشطة اسرائيلية معادية لايران في سوريا ولبنان ، على الرغم من ان سياسات ايران العدوانية لاتشجع دول الخليج؛ لاسيما السعودية بالتهدئة مع ايران، والانخراط ضمن هذا المسار، على ضوء دفع طهران للحركة الحوثية بالتصعيد ضد الرياض مؤخرا .