أولا: “الحشد الشعبي”
عندما نقول صفي الدين الحلي، فالمعني انه ينتمي للحلة، وأبو الحسن البصري للبصرة، ويحيى بن محمود الواسطي لواسط وهكذا.
و “الحشد الشعبي” طبقا لذلك ينتمي للشعب. ولأننا نتكلم عن دولة فهي مشطورة شطرين: الشعب والسلطة. إذن ان “الحشد الشعبي” يفترض ان ينتمي للشعب وليس للسلطة، طبقا للتسمية التي اطلقها على نفسه.
ها هو الشعب تظاهر ضد الضيم والذل والجوع والحرمان. فمع من يجب ان يقف “حشد الشعب”: مع السلطة أم مع الناس؟
وهنا نسأل: عندما تجاوزت حكومة الإسلام السياسي كل الخطوط الحمراء مكشرة عن أنيابها القذرة وصارت تقتل الشعب بلا رحمة، فما الذي فعله حشد الشعب للشعب؟
لا نقول انه شارك السلطة الدموية في قتل الشعب، لكن نقول انه لم يتدخل لحماية شعب ادعى انه حشده. كان على الحشد الشعبي الذي سلاحه من خيرات هذا الشعب ولم يشترها من جيبه ان يكون وفيا وأمينا للاسم الذي اختاره لنفسه وان ينزل، لا نقول ليحارب السلطة بل ليحمي الشعب ويصنع جدارا بينه وبين قتلته.
لو عدنا للأحداث الماضية أيام دخول داعش الأولى نجد أن الحشد هب مساندا الجيش ليحمي الشعب. لذلك كان فعلا حشدا شعبيا. فلماذا لم يحمهم الآن؟ إذن كانت محاربته لداعش الأولى من اجل حماية السلطة أولا وليس الشعب. فان قال قائل منهم لقد خرجنا ضد داعش لحماية الناس، فنقول له: ذوله انكس من داعش الأولى اللي جاي يقتلون شعبك چا وينك يحظي؟
النتيجة التي أريد أن اصل اليها ان من لم يخرج ليحمي شعبه من بطش السلطة لا يستحق لقب “شعبي”. ولأنه خرج ضد داعش الأولى ولم يخرج ضد داعش الثانية ويحمي أهله المظلومين، يعطينا الحق بالقول ان حربه ضد داعش الأولي كانت لحماية السلطة وكلابها وليس لحماية الشعب.
إذن هو “الحشد الرسمي” وليس الشعبي، وكاذب من يدعي ان الحشد حمى الأعراض والأرواح بل حمى أعراض اهل الخضراء وكراسيهم الخائسة.
ومن يحمي كراسي الخضراء ومراحيضها ويترك شعبه مكشوف الصدر لسلطة مأجورة وغريبة، لا يستحق لقب “مقدس” بل هو “مدنس” بتهمة حماية السلاطين من غضب الفقراء والمحرومين.
انتظروني في المقال الآتي لأكشف عن تسمية أخرى ثبت بطلانها