في مؤشر واضح على حالة التاهب الايراني ازاء ما يجري من تطورات دراماتيكية في العراق ، و ترويج وسائل الإعلام الايرانية المحسوبة على استخبارات الحرس الثوري الامس واليوم من تداعيات احتجاجات التيار الصدري ، وانعكاساته على حلفاء ايران ، وحسابات التصعيد وما بعدها ؛ رسمت تسريبات الاعلام الايراني خارطة الطريق وخطة العمل الواعدة لاجهزة الاستخبارات الايرانية للتعامل مع هكذا تداعيات ، والتي بدأت ملامحها تتوقع التحذير من احتمالية عودة التنظيمات التكفيرية وبقوة الى الساحة العراقية عبر ضخ اعلامي ممنهج ومدروس يتصدره اعتراف طهران امتلاكها لمعلومات استخبارية تشير الى عزم واشنطن وتل ابيب ودول اقليمية لم تسمها الى اعادة بعث داعش والقاعدة الى المشهد العراقي مستغلة ما يجري من تطورات متسارعة هناك ، لكن بطريقة واستراتيجية نوعية مختلفة هذه المرة .
المعلومات الايرانية -المزعومة- اشارت الى ان هذا التطور يتزامن مع الاستهداف الذي جرى بالامس لقوات الحشد الشعبي ضمن مخطط جهنمي قوى اقليمية ودولية مدفوعا من حملة اعلامية تقودها قنوات العربية والحدث وقنوات عراقية موجهه هدفها التحريض على الاقتتال الطائفي ،و جر المؤسسة العسكرية والامنية العراقية الى حرب اهلية لاتحمد عقباها .
التحليلات الايرانية اعتبرت ان الدفع باتجاه الاحتجاجات المنفلتة وغير المسؤلة ، مع ما صاحب ذلك من قصف احد مقار الحشد الشعبي ياتي ضمن مسلسل اوسع واشمل لاستهداف الأمن العراقي برمته ،و تسهيل مهمة بعث عناصر من تنظيم القاعدة وداعش الإرهابي ، الامر الذي سيؤثر على الاستقرار، وربما تسهيل تسللها الى الاراضي الايرانية .
الرؤية الايرانية اعتبرت ازمات العراق الأمنية، ومحاولة تأزيمها سببها الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل وحلفائهم في المنطقة ، حيث تريد من خلال ادواتها المختلفة في النهاية دفع العراق للتطبيع مع الكيان الصهيوني … متعهدة بافشال هذا المشروع بكافة الوسائل والطرق بدعم ومؤازرة الحشد الشعبي وقوى المقاومة الحية العراقية على حد تعبيرها .
تتزامن هذه التصريحات مع تزايد المخاوف الايرانية من اثارة الراي العام الداخلي العراقي ؛ خاصة مع تكرار الاعلام المحسوب على الحرس الثوري عن وجود مؤامرة تتمثل بخلق اجواء التصعيد والتوتر في المشهد العراقي، عبر تحريض القوى الشيعية ضد بعضها البعض ،وخلق مواجهة بين القوى المحسوبة على ايران في العراق ،في الوقت الذي جددت فيه استعداد الحرس الثوري لمشاركة الجيش والقوى الامنية وقوى الحشد الشعبي الوقوف بوجه هذه المؤامرة الشيطانية اذا تطلب الامر .
يمكن تفسير “الاستنفار الايراني ” بأنها تعود بالاساس لاسباب متعلقة بمحاولة طهران الدخول للبوابة العرافية بشكل اكبر واوسع ،عبر غطاء دعم حلفائها ويعكس محاولة لتعزيز الوجود الايراني العسكري والاستخباري في العراق خشية من اية تطورات في اعقاب مظاهرات التيار الصدري ، وربما تسرع ايران عودة داعش والقاعدة وبشكل نوعي . المحتمل ان ترويج ايران لاحتمالية عودة داعش والقاعدة في هذا التوقيت يعود لعدة اسباب من أبرزها ؛الرهان على احداث فتنة طائفيه ومذهبية
داخل العراق واحياءها مجددا لغرض استغلالها ضمن مسلسل خلط الاوراق واتخاذها ذريعة للوقوف ضد محاولات اضعاف دور ايران ، اضافة الى سعيها لتحجيم حكومة الكاظمي واثناءها عن سياستها التي تعتبرها طهران مضره بمصالحها .
بالمقابل ان الترويج الايراني لوجود مخططات مدروسة لنقل داعش الى ايران من البوابة العراقية لاعتبارات هدفها النهائي هو الضغط والتدخل لجهة محاولة تحقيق أهداف سياسية وأمنية عديدة ، اضافة الى تخويف الاجهزة الأمنية العراقية واشغالها عن التعاطي مع المخططات الايرانية ،وربما تمهيد الارضية لاجهزة الاستحبارات الايرانية ووكلائها في العراق للقيام بسلسلة من عمليات الاغتيال والتخريب، والتي قد تطال شخصيات مهمة سياسية وعسكرية وامنية واعلامية ومذهبية ، وقد تقوم بتفجير مقار قنوات اعلامية وفي مقدمتها الهربية وسكاي نيوز والحرة …..ونسبها لداعش والقاعدة، الى جانب ارتكاب عمليات تخريب واسعة النطاق للضغط على الصدر واتباعه .
733