كشف تقرير لموقع «ناشونال إنترست» الأمريكى عما وصفه بإستراتيجية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب « الكبري» فى الشرق الأوسط، التى تقوم على نظرية «تأثير الدومينو» بمعنى أن زعزعة استقرار دولة بعينها ستؤدى إلى سلسلة اضطرابات فى عدة دول أخرى ممن تعدها الولايات المتحدة عدوة لها.
وذكر التقرير أن ترامب يعمل ببطء، ولكن بانتظام، لتنفيذ سياسته الخارجية القائمة على الصراع مع الصين وردع إيران والتغلب على نفوذ روسيا، كل ذلك من خلال «لعبة كبرى جديدة» فى الشرق الأوسط، أساسها زعزعة استقرار إيران، التى ستؤدى «أوتوماتيكيا» إلى الإضرار بمصالح روسيا والصين وتعزيز المصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط، لتتحقق بذلك إستراتيجية ضرب الأهداف كلها برصاصة واحدة.
وأوضح التقرير تلك العلاقة قائلا: إنه على سبيل المثال، فإن استهداف أمريكا إيران يهدد الصين بخسارة وارداتها الأساسية من البترول الإيرانى الرخيص، وسيجبر بكين على البحث عن بدائل لشراء البترول بأسعار السوق، الأمر الذى سيؤثر سلبا على السمات التنافسية للسلع الصينية فى السوق الدولية.
وبالنسبة لروسيا، فإن زعزعة استقرار إيران سيؤجج الأوضاع فى دول شمال القوقاز وبحر قزوين. وبانسحاب ترامب من معاهدة الأسلحة النووية مع روسيا، يوجد ذلك الفرصة للولايات المتحدة لكى تنشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى جديدة فى هذه الدول. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تطلب دولة مثل جورجيا مساعدة القوات الأمريكية لحماية حدودها من الأخطار المقبلة من إيران المضطربة.
وتابع التقرير أن قرار ترامب بالانسحاب من سوريا يعد أيضا عاملا مهما فى الإستراتيجية الأمريكية ضد إيران. فوفقا لمنطق واشنطن، فإن طرد إيران من سوريا هو مهمة الأطراف الإقليمية المتضررة من تنامى النفوذ الإيرانى فى المنطقة. وإذا كان ترامب قد انسحب من سوريا فإنه أبقى فى الوقت نفسه على الإستراتيجية الأمريكية القديمة المتمثلة فى الإبقاء على الوجود العسكرى الأمريكى فى دول أخرى بالمنطقة بهدف التصدى لإيران. فقد اتفق وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، مع قطر على زيادة أعداد الجنود الأمريكيين فى القاعدة الأمريكية الموجودة بقطر، كما تخطط واشنطن لإرسال 5 آلاف جندى إلى العراق.
وبالنسبة لأفغانستان، فعلى الرغم من إعلان ترامب عزمه الانسحاب منها، فإن التقرير أوضح أن الرئيس الأمريكى ينتظر الفرصة لإيجاد ذريعة لعدم الانسحاب.
وأوضح أن واشنطن تسعى للتفاوض مع حركة طالبان لكى تقضى على علاقات التعاون بين طالبان وإيران، التى تمد الحركة الأفغانية بالأسلحة والعتاد. وأشار إلى أن نجاح المحادثات بين الحكومة الأفغانية وطالبان سيؤدى فى النهاية إلى أن الطرفين سيطالبان بأنفسهما الولايات المتحدة بالتدخل لحمايتهما من تنظيم «داعش».
وبالنسبة للعراق، كشف التقرير عن أنه على الرغم من رفض العراق الوجود العسكرى الأمريكي، فإن ترامب سيلجأ إلى طريقة الضغط والابتزاز من خلال استخدام ورقة «الأكراد» بإقليم كردستان العراق، الذى يتمتع بالحكم الذاتي، والذى تدعم قياداته البقاء الأمريكى فى الإقليم.
وحذر التقرير من اتخاذ الصين وروسيا وإيران ردود فعل انتقامية مع بدء تنفيذ ترامب إستراتيجيته الكبري، ونوه إلى أنه إذا وجدت روسيا الطريق مسدوداً أمام إيقاف تلك الإستراتيجية الأمريكية فربما تندلع حرب كبري، وقد بدأ العد العكسى لها.