“تلك الايام” .. بين زعل المخابرات ، والحقيقة !

اثار الفيديو الذي تحدث فيه الزميل الاعلامي الدكتور حميد عبد الله عن اسباب ودوافع اعدام مدير الامن العام سابقا (فاضل البراك) ردود فعل واسعة انقسمت بين فريق من المعجبين بتناول الموضوع وفك طلاسم واقعة مهمة كما يراها اصحاب هذا الرأي الذين اثنوا كثيرا على كشفه تفاصيل هذه القصة وكذلك قصص ووقائع اخرى جرت خلال السنوات التي حكم فيها العراق الرئيس الراحل صدام حسين قبيل احتلال العراق ..
بينما رأى فريق اخر من المعترضين ان هذه الواقعة وسواها تخلو من المصداقية او تشوبها مغالطات بسبب عدم ذكر اسماء المصادر والشهود الذين يؤكدون تفاصيلها بالدقة المطلوبة ،، كما انحى هذا الفريق باللائمة على الاخ والزميل عبد الله بسبب تناوله لوقائع محصورة فقط في فترة حكم الرئيس صدام حسين دون غيرها ..
لربما كان هذا الفيديو او الحلقة التي هي جزء من برنامج اسمه (وتلك الايام..) ويبث عبر اليوتيوب ، من اكثر الموضوعات حساسية او جرأة ـ كما يصفها البعض ـ بسبب علاقتها بأخطر واهم مؤسسة كانت في العراق بتلك الفترة ، الا وهي جهاز المخابرات ..
فقد انبرى تشكيل استخباري حالي (كما يشير منشورحصلت عليه) له علاقة بجهاز المخابرات السابق ويعمل حاليا بشكل سري في العراق وتبنى قبلها بشكل غير مباشر استهداف احد منفذي اعدام الرئيس السابق ، انبرى لتكذيب ماورد في هذه الحلقة ، بل وأهاب بضباط المخابرات السابقين بالمحافظة على مايمتلكونه من اسرار وعدم البوح بها للبرامج التلفزيونية او الاعلامية على حد سواء ..
كما اعتبر المنشور المذكور وثائق واسرار الخزينة الاستخبارية بأنها ارث العراق الذي ينبغي الحفاظ عليه وعدم السماح بالعبث به من قبل اخرين لاعلاقة لهم به ، في اشارة واضحة لما تناوله البرنامج الفيديوي المذكور ..
وبغض النظر عما اثاره الموضوع من زوبعة غير قليلة ، هناك اراء اخرى تميل الى ان الزميل عبد الله قد اقحم نفسه في جدلية غير موفقة لحساب تحقيق انتشار واسع ، لكنها قد تنعكس سلبا على سمعته ومكانته كصحفي مستقل ، الا ان اراء اخرى تتمحور في احقية الصحفي بالخوض في اية موضوعات مهما بلغت حساسيتها وخطورتها مع الاخذ بنظر الاعتبار اعتماد الحقائق المثبتة تحاشيا للتشكيك بها ..
لم اكن شخصيا اشأ الخوض في ثنايا حلقة ” وتلك الايام” ، الا بعد ان تهدأ حلبة صراع الاراء ووجهات النظر لكي اتناول الموضوع بحيادية تامة واكون بذات المسافة بين الفرقاء المختلفين ..
اذن .. اي الفريقين من هو على صواب ؟

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى