عادت الأمور الى السيطرة في بغداد بعد ساعات معدودة فقط من إعلان مقتدى الصدر اعتزاله السياسة نهائيا، بعد ان وصل الإنذار من الولي الفقيه في طهران ودخول حسن نصرالله القابع في ضاحيته الجنوببة في بيروت على السواء، بعد ان خشي المحور الممتد من إيران إلى لبنان من خسارة كل مكتسبات ما بعد سقوط صدام حسين .
تقول الصحافة الايرانية انه لم يكن من خيار سوى التدخل الايراني عبر قناة المرشد خامنئي مباشرة ، وتزامن ذلك مع دخول أمين عام حزب الله حسن نصرالله مباشرة عبر الاتصال بمقتدى الصدر لإقناعه باحتواء الموقف، والتهدئة فورا ، والا ستكون العواقب وخيمة وخطيرة على الشيعة بشكل عام .
اذا هي مساعي اللحظة الاخيرة هي التي انقذت الموقف ، وواسطات جرت من قبل حزب الله اللبناني للسيطرة على الموقف قبل تدحرج الأوضاع إلى حرب أهلية شيعية شيعية غير مسبوقة .
تقول ذات المصادر الاعلامية الايرانية ان خطا تقدير مقتدى الصدر لموقف ايران من بيان تنحي آية الله كاظم الحائري عن موقعه الديني، والرسالة التي وصلت مباشرة لمقتدى بتحمل عواقب ذلك هي التي اجبرت الاخير في نهاية المطاف الى التراجع الفوري .
ايران ومنذ البداية كانت ترى ان إعلان الصدر اعتزاله السياسة نهائيا،مجرد استعراض فارغ لنيل سمعه وتعاطف شعبي تاركا جماهيره بلا قيادة قادرة على ضبط تصرفاتهم ، يصولوا ويجلوا ويخربوا ، ويفتحموا المنطقة الخضراء ، ليعيثوا فيها خرابا وفوضى ، معتبرة أنّ وجود قوى أجنبية في العراق يجعل مسارات التفاهم الوطني أكثر صعوبة بسبب اختلال التوازن الداخلي ، وهو ما افرزته العملية الانتخابية مؤخرا ، وفي مثل هذا الوضع، يمكن لأية قوة سياسية أن تتهم إيران-كما تزعم – بسهولة بالتسبب بالمشاكل وتتحدث ضد إيران وتستهدفها”، داعيةً لإعادة النظر في السياسات الإيرانية ، وترتيب سياساتها هناك ، بحيث يتم ضمان عدم حصول ذلك مجددا ، مؤكدة
أنّ “اجبار مقتدى الصدر” قد أفشلت تكرار سيناريو خطير في بغداد، خاصة ان طهران تقول ان لديها معلومات استخبارية تشير الة إنّ المدة التي كانت مفترضة للأزمة الأخيرة في العراق كانت أقصر بكثير مما توقعته الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل التي ارادت جر العراق الى الفوضى،وتأسيس عراق فاقد للاستقرار … وكان الشرط المسبق لذلك هو استمرار الأزمة لمدة ستة أشهر على الأقل.
692