ثمانية عشر عاماً والعراق لا زال محتلاً

ايهم السامرائي

بايدن مشغول هذه الايام مع الصين وغير مستعجل في العودة للمفاوضات مع ايران الملالي الا اذا لاحظ أنهم مستعدون للموافقة على شروطه الاربعة. ايران تعرف ان الموافقة على الشروط الاربعة معناه تغير نظامها بالكامل. حكومة بايدن تقول ان المعارضة الايرانية اصبحت قوية ومتحدة وجاهزة لحكم ايران وهذا تهديد واضح للملالي. بايدن وحلفائه الاوربيين ( الناتو) وفي المنطقة يفكرون بانهاء المليشيات العراقية بالكامل واعادة ترتيب القوى الامنية على الاسس والضوابط الدولية وتقسيم العراق لاقاليم ثلاث.
بدؤا العمل بارسال اعداد من رجال الامن الامارتي مع خطة كاملة ومدروسة من قبل الحلفاء الى بغداد لاعادة تنظيم جهاز المخابرات العراقي واعادة ترتيبه بحيث يعاد كما كان في عهد الجنرال الوطني محمد عبد الله الشهواني الذي قاد الجهاز لاكثر من ٦ سنوات بعد ٢٠٠٣ والذي اصبح في عهده جهازاً قوياً ووطنياً بامتياز، واستطاع الرد بحزم على الكثير من الهجمات المعادية من قبل ايران الملالي ومليشياتها. أبعد الشهواني من قبل المالكي باوامر من اسياده في قم والذي استباحوا الجهاز بعدها وانهى مهمته الوطنية بتحويله لجهاز تابع للمليشيات الولائية.
هذه الخطوة موفقة ومحسوبة من قبل الحلفاء الاوربيين لانهم حقاً الاكثر تأثرًا من الامريكان في وضع العراق والشرق الاوسط المزري حالياً. في الايام الاولى لوصول ممثلي الحلفاء تم طرد ٣٠٠ ميليشياوي ملاوي عميل من الجهاز وبموافقة الكاظمي وهذه خطوة في الطريق الصحيح.
الجهاز سيعيد عافيته بسرعة ليخدم العراق واهله اولاً وليس الكلاب المسعورة القادمة قيادتها من خارج الحدود وتعمل عبيد لخامنئي وازلامه بالحرس الثوري. الخطوة القادمة القريبة هي اعادة ترتيب وتقوية جهاز مكافحة الارهاب الذي يقوده الجنرال الوطني عبد الوهاب الساعدي، بالاضافة الى الفرقة الذهبية المدربة ومعروفة جيداً من قبل الامريكان، ستجعل حكومة الكاظمي اكثر قوة اذا ما عزم وتوكل حقاً على العمل مع الاصدقاء والحلفاء لاعادة بناء العراق.
الحلفاء يريدون تنظيف العراق من مليشياتها المسلحة الان ويحتاجون مساعدة العراقيين الشرفاء لذلك، واذا ما بدؤا بأعمالهم الجوية ( كما فعلوا مع القذافي في حرب اسقاط نظامه) فسيجدون وطني العراق في كل مكان من عراقنا الحبيب يساعدون الاصدقاء في بناء وطنهم امنياً واقتصادياً.

الصين وروسيا يتصارعان مع امريكا للحصول على عقود غاز الانبار العملاقة والتي اعلن عن احتياطياتها مؤخراً والذي يجعل العراق المصدر الاول للغاز بالعالم، وهذا خير جديد يضاف لخيرات العراق التي لا تحصى اذا ما تم ادارته من قبل أشراف ومهنيي ووطني العراق.
المليشيات الولائية والسلاح المنفلت واحزاب الدين السياسي والعمامة الاجنبية كلهم اصبحوا عالة كبرى في وجه تقدم العراق من اجل جيله الحالي والاجيال القادمة. لو كان العراق محكوماً من قبل وطنيه لاستغل الصراع الدولي هذا حول خيراته في بنائه السريع والصحيح ولتفجرت فيه العشرات من المشاريع الاستثمارية العملاقة التي تنهي البطالة لشبابنا المتعطش للعمل والعطاء وتضعهم في مسار العمل البناء من اجل تقدم الوطن والامة.
صراع الكبار يجب ان لايخيفنا اذا استطاعت قوى التغير التي ذكرتها اعلاه وقوى تشرين البطلة واحرار الغربية وابناء كردستان ان يسيطروا على دفة البلاد خلال الاشهر القليلة القادمة. العالم سوف لن ينتظرنا وعلينا ان نقوم بدورنا الوطني المطلوب منا الان.

ثورة تشرين اليوم اقوى بكثير من ايامها الاولى بوعيها وباتحادها وبتنظيمها، وهذا كان ملاحظاً من قبل المراقب الدولي والعراقي، حيث كلمني بعض الكتاب المعروفين هنا في امريكا عن ذلك وكانوا مبهورين في كيفية انتقال الشرارة ( المعلومة) من بابل لتصل لكل محافظات العراق وفي بضع ساعات بحيث يخرج الالاف وفي نفس الوقت، تطالب جميعها تقريباً باقالة محافظيها التابعين لايران الملالي ومليشيات الجهل، الذين ينفذون اوامر قم من خلال سفيرهم في العراق والذي يتنقل بين الدوائر الحكومية ويعطي ارشاداته اكثر من الكاظمي نفسه.
الثوار اصبحوا اكثر وعياً ودهاءً من السابق وبدءوا اكثر استعداداً لرصاص عملاء السلطة، عرفوا عدوهم جيداً وبدؤا يعرفون كيف يطردونهم وينتصرون عليهم في اماكن الاشتباك. حان وقت التصعيد، وحان وقت الاشتباك…..العالم كله قادم لطرد العتاكة وعلى الثوار ان يثبتوا انهم رجال الغد المشرق الجميل، وانهم اهلاً لقيادة البلاد في مرحلة بنائه وتطوره.

بعد مرور اكثر من ثمانية عشر عاماً من الاحتلال الايراني (٢٠٠٣-٢٠٢١) وثمانية اعوام من الاحتلال الامريكي (٢٠٠٣- ٢٠١١)، والعراق لازال يحكم من قبل العتاكة والجهلة وخونة الوطن والمليشيات الولائية واحزاب الدين السياسي والمعممين الاجانب الذين قتلوا وجرحوا اكثر من ٤٠ الف خلال عام واحد من ثوار تشرين فقط، وقتلوا وهجروا واغتصبوا واختطفوا اكثر من ٤ ملايين عراقي من المناطق الغربية، وقتلوا وهجروا اكثر من ١٥٠ الف عالم وطبيب ومهني وضابط وسرقوا اكثر من ١,٢ ترليون دولار من المال العام، وقاموا بتفكيك ونقل الى ايران اكثر من ٥٠ الف مصنع متوسط وكبير، وانهوا امكانية الاكتفاء الزراعي، ودمروا التعليم بكل مراحله، وانهوا ما يسمى بالمستشفيات والوقايه الصحية، وخربوا جمالية المدن العراقية، واخيرها انهوا وزالوا بلد كان يسمى العراق.

وبعد فقدان الامل من ان يصلح العراق على ايدي سراقه: قرر الشعب بكل منظماته الوطنية انطلاق ثورة الجياع يوم ١ / ٤ في كل مدن العراق مطالبين بإقالة الحكومة وتشكيل حكومة انقاذ وطني واعادة لحمة الوطن واعادة السيادة وطرد الدخلاء وسحق المعممين الغير عراقيين وعلى الله نتوكل وعلى الجميع المشاركة لانها من اجلك واجل اولادك واحفادك، والله دائماً معنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى