منذ عام 1934م إلى عام 1944م، ومن عام 1952م إلى عام 1959م تعرضت كوبا إلى حكم استبدادي من قبل الدكتاتور باتيستا ومجموعة من السياسيين السراق والسفاحين وأجهزته الأمنية القمعية بقتل المعارضين لسياسته والبطش بهم وممارسة الاستبداد والفساد، إضافة إلى إرتفاع معدلات البطالة والفقر وضعف الخدمات، و إهمال البنى التحتية، فكان لقوى المعارضة الوطنية دورا كبيرا في الانتفاضات الشعبية ضد السلطة، و
الطلاب والفلاحين والطبقة العمالية والمتضررين ، والحزب الشيوعي الموجود هناك كان له دورا ضعيف في هذه الانتفاضات، وفي ظل هذه الأوضاع غير المستقرة كان فيدل كاسترو مرتبط بالحزب الأرثوذكسي الكوبي ولإستيائه من سياسة الحزب وقيادته ، تحول نهجه وأفكاره للخلاص من نظام دكتاتوري فاسد من خلال تبنيه عمليات الكفاح المسلح، ففي عام 1953م قام وجماعته بهجوم مسلح على ثكنات عسكرية حكومية إلا أنه فشل في هذا الهجوم وتعرض ورفاقه للسجن ثم أطلق سراحه والمشاركين معه عام 1954م، ونفي إلى المكسيك وهناك مارس نشاط سياسي وأسس حركة (26 يوليو) لتأثره بالماركسية، فاستطاع تجميع عدد من الشباب وتدريبهم على أساليب حرب العصابات كما أجرى علاقات مع الحزب الشيوعي الكوبي حتى إمتد نفوذه إليه، وعند عودته وجماعته إلى كوبا في 2 ديسمبر 1956م اعلن ثورته وإتخذ من الجبال والقرى البعيدة قاعدة لأنطلاق ثورته نحو المدن فالتحق به آلاف الفلاحين والعمال والساخطين على نظام الحكم وأصبحوا قاعدة شعبية والاساس الثوري للكفاح المسلح وحرب العصابات ورمزها فيدل كاسترو، وبعد عدة معارك مستمرة ضد القوات الحكومية ومعسكراتها ومقراتها أنهكت هذه المواقع وتكبدت خسائر جعلتها لا تستطيع المقاومة أمام ضربات المجاميع الثائرة التي حققت انتصارات على قوات باتيستا لعدم صمودها والتقدم بإتجاه المدن الكبيرة ولمدة عامين من القتال نحو العاصمة (هافانا) حتى تم دخولها في 1 يناير 1959م واسقاط حكومة باتيستا وعملاء المخابرات الامريكية وهروب الدكتاتور باتيستا إلى البرتغال، فتولى كاسترو رئاسة البلاد، وفي عام 1956م دمج كاسترو منظمته الثورية التي أسسها بالحزب الشيوعي الكوبي و
أصبح سكرتيره الأول و الحزب الأوحد في البلاد مؤمنآ بالمبادئ الماركسية وعمل على تحقيق مجتمع شيوعي. تمكنت كوبا من تحقيق نجاحات في الحياة العامة ومعالجة الأوضاع الاجتماعية والسياسية والقضاء على الأمية وتاميم عدد من الشركات الأمريكية، وتوزيع الأراضي على الفلاحين ونظام صحي ناجح..
ولد كاسترو لأسرة ثرية من ملاكي الأراضي، تلقى تعليمه في المدارس الكاثوليكية وكان مجدآ في دراسته، منح أفضل شاب رياضي ، كان متمردا منذ صغره على حالة الترف لشعوره بالتناقض الكبير بين حالة الترف التي كان يعيشها وبين قسوة الفقر والجوع في مجتمعه ، واصل دراسته حتى تخرج من جامعة (هافانا) ثم حصل على شهادة الدكتوراه في القانون مارس مهنة المحاماة . بعد نجاح ثورته أصبح رئيس كوبا وسكرتير الحزب الشيوعي الكوبي حتى التخلي عن الرئاسة لشقيقه ورفيق دربه في النضال (راؤول كاسترو) عام 2008م. وتوفى عام 2016م.
663