ثورة ام انقلاب ام مجزرة

في مثل هذا اليوم من كل عام يحتفل كثير من العراقيين بذكرى ما يسمى ثورة ١٤ تموز التي اعتبرها البعض بعد اكثر ٦٠ عام انقلاب دموي خرب البلاد والعباد نظراً للويلات التي حلت بالعراق من بعدها .. وبعد الوعي الفكري النابع من التجارب المريرة التي مرت على الكثير من شعوب دول العالم الثالث اصبح من الخطأ تسمية التغيير العسكري لنظام الحكم في اي دولة بأنه ثورة والمفارقة اذا فشلت تسمى مؤامرة .. الثورة تصنعها الشعوب وليس مجموعة عملت في الظلام وهي تتقن فن القفز على الدبابات وتروج لفعها باسم الشعب _ البيان الاول .. كما هو الحال في هذة الذكرى التي اعتاد الناس على تسميتها ثورة ١٤ تموز بل هي ذكرى لمجزرة ١٤ تموز التي قتل فيها عائلة مسالمة جلهم من النساء لا علاقة لهم بشأن من كان يدير دفة الحكم من ساسة بات الجميع يترحم عليهم وعلى حنكتهم .. هذة المجزرة التي فتحت الباب لمجازر اخرى راح اول ضحاياها الثوار انفسهم الذين صنعوا المجزرة الاولى وهكذا توالت الاحداث سلسلة من المجازر كل امة تلعن اختها وتصفها بالعمالة والخيانة والمنتصر لا يأتي بجديد غير الجديد في فنون القتل والتعذيب .. حتى اصبحت كل ثورة تاكل ابنائها قبل خصومها الى ان وصل العراق الى ما نحن علية .. وهنا لا يمكن ان نعفي الشعب الذي اعان الظالم على هذة المجازر لانة شعب يعشق الدم ولا احد من ذلك الجيل ينسى الحبال والسحل والمشانق وهتافات ماكو مؤامرة تصير والحبال موجوده .. حتى تعود الشعب ان يعشق الحاكم الدموي الذي يزرع الخوف والذل والهوان في نفوس الناس الى ان اصبح حال القلوب المرتعشة تنبض رحباً لذابحيها من شدة الهلع والخوف .. نعم الشعب المصفق يتحمل الخراب الذي اعان الحكام على الظلم بالسكوت والخنوع .. والسجود .. والتأليه ..
والشيئ المؤسف كثير من المذكرات التي كتبها صناع الاحداث او من كان مشارك فيها وعلى اطلاع بتفاصيلها نجد فيها الكثير من التناقضات التي ضيعت الحقائق وعلى سبيل المثال كثير من كتب عن ما يسمى بثورة ١٤ تموز في العراق من قبل الضباط المشاركين فيها فقد ورد في اغلب كتاباتهم تناقض واختلافات ضيعت الحقائق بسبب كتابة الحدث من خلال وجهات نظر نابعة من الافكار والعقائد التي يؤمن بها الكاتب وليس سرد للوقائع حسب وقوعها .. بمعنى ان اغلب المشاركين في الحدث لم ينقلوا الحقيقة كما هي لانه اكيد لا يمكن ان يقولوا نحن حنثنا في القسم وغدرنا في العائلة المالكة فلابد وان يكونوا مدافعين على ما قاموا بة من اخطاء حسب رؤيتهم في تلك المرحلة .. بمعنى ان ما نريد ان نصل اليه من دروس وعبر في تدوين الاحداث بهذا الشكل من التناقضات والاختلافات في تاريخنا الحديث والمعاصر فكيف هو الحال في التاريخ القديم وما سطر من قصص واكاذيب وتدليس وروايات مفبركة كتبت من بعد قرون ..

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى