عدت الولايات المتحدة الأمريكية الاسلام والأمة العربية حاملة راية الاسلام، العدو الاول لها.
من المشاريع، التي تبنتها امريكا، تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى دويلات وكانتونات صغيرة
تتقاتل فيما بينها، ولأمد طويل.
بدأت أمريكا بتنفيذ هذا المشروع ، منذ احتلال العراق العام ٢٠٠٣، مستخدمة أدوات مختلفة لتحقيق ذلك، وكانت إيران الملالي من أهم هذه الأدوات، لأنها ترفع راية الإسلام وراية المذهب الشيعي (والشيعة العرب منهم براء)، حتى تستغل ذلك بالتغلغل في الجسد العربي والسيطرة عليه.
أمريكا عندما احتلت العراق، تصدت لها المقاومة العراقية الباسلة، وكبدتها خسائر جسيمة، مادية وبشرية، مما اضطرها إلى الانسحاب من العراق، وسلمته إلى إيران لإكمال مهمة تدميره ونهب ثرواته، وتم ذلك من خلال التشكيلات الميليشياوية وتشكيلات الحشد الشعبي، بحيث وصلت إلى أكثر من ١٠٠ ميليشيا ٤٠ منها إيرانية، يمولها ويقودها الحرس الثوري الإيراني، وكان الدور الموكل لهذه المليشيات هو البطش بالشعب العراقي وقتله، وزج شبابه في السجون والمعتقلات، وتمزيقه، وإذلاله، إلى درجة لا تطاق على الاطلاق.
كانت أمريكا على علم ودراية بذلك كله، وهي في الكثير من الأحيان، مساندة وداعمة لما يحدث، من ظلم واضطهاد وتدمير.
ذلك كله يقع ضمن اللعبة الصهيونية الأمريكية، حتى أوصلوا الشعب العراقي إلى القبول بأي جهة كانت تساعده للخلاص من هذا الوضع المأساوي، وقد تحقق ذلك
فالشعب العراقي يقبل اليوم، بحكومة الكاظمي العميلة، التي فرضتها أمريكا، على أمل التخلص من الواقع المأساوي الذي يعيشه، وكما يقول المثل الشعبي ( اللي يشوف الموت يرضه بالصخونة)، أي الذي يرى الموت يرضى ان يصاب بالحمى بدل أن يموت.
هذه هي اللعبة الأمريكية الجهنمية، فعلى الشعب العراقي
أن يعيها وأن يقف ضد العملية السياسية، التي جاءت بها أمريكا بالتعاون مع ايران، برمتها.
إن الدور الذي أوكل إلى إيران بتدمير العراق وإرجاعه إلى ما قبل عصر الصناعة، وكذلك دور إيران في لبنان واليمن وسوريا، قد انتهى وحقق أهدافه المرجوة. وعلى ايران أن تغادر المنطقة، التي هي من حصة أمريكا فقط، إن شعب العراق يخوض معركة تأريخية معقدة، تتطلب تظافر الجهود الخيرة جميعها في العراق والأمة العربية.
إنها معركة المصير الواحد، معركة العرب كلهم، وهي التي تحدد مستقبلهم وخلاصهم، مما يحاك ضدهم.

739
تعليق واحد