جيش ساخر لمحاربة العملية السياسية في العراق !

قبل أيام دشن ثوار العراق صفحة جديدة من المواجهة بينهم وبين اركان العملية السياسية واحزابها في المنطقة الخضراء تحت ضغط الإجراءات الحكومية التي تمنع التظاهر والتجمع بسبب جائحة كورونا والتزاما منهم منذ بداية الوباء باحترام التعليمات الوقائية والصحية. اذ قام الشباب بإنشاء صفحة على الفيسبوك سميت ” جيش الأضحكني” لتكون سلاحا ساخرا وفكاهيا يحاربون به الأحزاب والشخصيات السياسية وكذلك من يسمونهم بالذيول والمتملقين والمنتفعين من السلطة السياسية من اتباع بعض العمائم والاسماء الطائفية. وقد حظيت الصفحة خلال الأربعة أيام الأولى بمتابعة كبيرة وواسعة لفكرتها اللامعة والمتميزة من تأسيس جيش بقيادة وتراتبية ومهام وشعار أسلحته هي رموز “سمايلي” الضاحكة فقط والمعروفة في شبكات التواصل الاجتماعي. وشن هذا الجيش الذي وصل تعداده اليوم الى خمسين الف من المتابعين اول عملياته على اهداف معادية لثورة تشرين ولشبابها فقام بهجوم على اغنية تشوه المتظاهرين للمغني علي الدلفي وهو من اتباع مقتدى الصدر ولشدة الهجوم الذي بلغ تسعين الف من رموز سمايلي اضطر المغني لسحب الاغنية من التداول. اتجه بعدها الجيش للهجوم بواحد وسبعين الف ضحكة على المنشد بهاء الحسيني سليل العمائم الذي غنى اغنية تحريضية وعنيفة ضد المتظاهرين كلماتها سب وقدح بهم. بعدها استهدف “جيش الأضحكني” بخمس وعشرين الف ضحكة صفحة صالح محمد العراقي على الفيسبوك وهو ابن اخت مقتدى الصدر وصاحب هذه الصفحة وسبق للصدر ان سماه ” شعبوثي” وهو شاب في مقتبل العمر يدير حسابات الصدر على الفيسبوك وتويتر ويعطي فتاوى وتعليمات ليس فقط لاتباع خاله بل للشعب العراقي ويوقع ما يكتبه بوزير القائد. كما تمت مباغتة صفحة عمار الحكيم وقناته التلفزيونية قناة الفرات بواحد وعشرين الف وخمس مائه وتسع وسبعين ضحكة والمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وتم الهجوم ايضا على محمد الحلبوسي رئيس مجلس النواب الذي حظر عددا غير قليل منهم اثناء الهجوم والمجرم الطائفي أبو درع الذي أظهرت أفلام فديو له وهو يشوي مواطنين عراقيين ويشمت بهم قبل سنوات ونال أربعين الف ضحكة، إضافة الى قائمة طويلة من الأسماء ما تزال في دور الانتظار.
حمد فرحان، شاب ولد عام 1999 في محافظة المثنى كما قال لنا هو احد ادمنية الصفحة واحد مؤسسيها مع عدد غير قليل من الأصدقاء والصديقات بنفس الاعمار حدثنا عن فكرة الصفحة قائلا : فكرنا بعدة صفحات منذ عام 2019 واحدة اسمها جيش الاضحكني والثانية جيش الاغضبني ، بداية كانت أفكار ساخرة ومضحكة نتكلم بها فيما بيننا ونضحك عما يحصل في بلدنا وعن الذين يحكمونا والأشخاص الذين يتولون مناصب خطيرة دون كفاءة ولا قدرة تقرر مصائرنا ومصير بلدنا ، وراء ضحكاتنا كان هناك شباب تشريني حر ورافض للعملية السياسية ، عدو للمليشيات وايران وغيرها ، ليس لدينا ما نحاربهم به الا ضحكة ومع ذلك فقد اخافتهم هذه الصفحة : فمثلا عبر هجمتنا على المغني علي الدلفي عرف مقتدى الصدر ان هناك مائة الف شخص صوتوا ضده بأقل من ساعتين ! هذا واحد من النماذج التي نجحنا كصفحة في تثبيتها بعد أيام قليلة من انشائها. وعن شعبية الصفحة يقول حمد انها وصلت الي حد المليون على احد برامج التواصل وكانت في مقدمة الصفحات في اول ثلاثة أيام لها. هذا الشاب التشريني كما يسمي العراقيون أبناء ثورتهم تعلم الكثير من التظاهرات والمواجهات الواسعة مع القوات الأمنية على مدى عام ونصف العام ، عاش كل تفاصيل ثورة تشرين من مرافقة الشباب النقي المطالب بوطن وعرف المندسين والذيول من الوشاة واتباع المليشيات وقتلة المتظاهرين المتواجدين في التحرير ،ينظم اليوم هو ورفاقه جبهة سلمية جديدة بصفحة لجيش ساخر لها كل التنظيمات الإدارية العسكرية من قيادة عامة وفرق وافواج لكل مدينة ومنطقة تحمل شعارات ورموز الدولة العراقية المصنوعة بحرفية لتكون بداية لتنظيم ووحدة والتزام منضبط ونواة لعمل جديد يهيئ للتطورات القادمة ، لان هذه الالاف المؤلفة من الشباب لم تلق أسلحتها بعد ولم تفل عزيمتها بل ان جمرة ثورتها تمور تحت حالة الطوارئ وتعليمات الصحة والا لنزلت كما في بداية الثورة من جديد هادرة تهتف بإسقاط العملية السياسية واسترجاع العراق.
في غضون ثلاثة أيام تلقف الشباب العراقي الصفحة وبدأ العمل التطوعي من مختلف المدن لتتشكل أكثر من عشرين مجموعة وعدد كبير من الصفحات الفردية في مدن العراق المختلفة. ويصل تطوع الشباب للعمل صباحا او مساءا الى مئات يتحشدون للبدء في الهجوم على الأهداف المحددة والمقترحة. ونشرت قيادة “جيش الاضحكني” بيانا تدعو فيه الأعضاء الى الوحدة والتنسيق والتركيز على الأهداف المهمة في العمل. الصفحة كانت مفاجأة جميلة وممتعة للشباب حفزتهم للمشاركة الواسعة في كل العراق وبالذات في المدن المشتعلة منذ تشرين 2019 ، ولاقت تضامنا واسعا على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي منها تويتر حيث غرد احد الشباب هذه التغريدة : واهم من يتصور ان ممارسات جيش الاضحكني هي ممارسات تافهة وناتجة عن فراغ انما هي عمل احتجاجي من نوع آخر، وغرد شاب ثان : من اهم نتاج تشرين انها صنعت جيل ساخر وظف سخريته لإزعاج السلطة والمطبلين لها في كل مكان. اما المغرد الثالث فقد كتب: وين اللي يقول ثوار تشرين غير سلميين؟ حاربناكم بضحكة وهزمناكم واجبرناكم تتراجعون ! نعم انه جيل شديد البأس جبار عنيد !
“جيش الأضحكني” مفاجأة سارة جديدة يقدمها ثوار تشرين لكل الشعب العراقي، بها يفتحون جبهة سلمية جديدة ضد العملية السياسية واحزابها ومليشياتها ليرسخو نضالا سلميا بدأ في تشرين 2019 ولن ينتهي. هذه الصفحة الفكاهية الساخرة مبادرة ذكية ومؤثرة من ثوار تشرين لأنها وليدة روح واحدة ومشاعر وتضامن لإخوة وصداقات عمدت بالدم والتضحيات كلها اجتمعت في هدف واحد هو تحرير العراق واسترجاعه من مخالب القتلة والمجرمين واللصوص بكل اشكالهم. دعم صفحة “جيش الاضحكني” هو دفع لثورة تشرين الى امام وتعزيز لمواقف أبنائنا في نضالهم السلمي للتخلص من عملية الاحتلال السياسية وتشكيل عملية سياسية وطنية تعيد للعراق سيادته وللشعب العراقي ارضه وبلده.
احدى الشابات كتبت تعليقا طريفا وساخرا على الصفحة : خطية الجماعة بمن يلتهون بالقدس لو بالمحتل لو بجيش الاضحكني ؟

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى