يروى عن احمد حسين السامرائي فك الله أسره فقد عملت سكرتيراً له في أوائل الثمانينات من القرن الماضي عندما كان وكيلاً لوزارة الخارجية ..
روي انه قال عندما كنت رئيساً لديوان الرئاسة قُدّمت لي ثلاثة احكام بالإعدام صادرة من محكمة الثورة بحق مدانين من الحزب الشيوعي لغرض عرضها على السيد الرئيس للمصادقة عليها .. وعندما قمت بتقديمها للرئيس سألني : ماذا كانت ردود افعالهم عند سماع صدور الأحكام ..
قلت له بتردد عادي ..
وقال لي لماذا قلتها بتردد ..
قلت له : احدهم أثناء قراءة حكم الإعدام قام وهتف بأعلى صوته بحياة الحزب الشيوعي في قاعة المحكمة ..
ويقول : كنت متصوراً ان الرئيس سوف يغضب ويقول ينفذ فية الحكم الان قبل الآخرين، الا انه ابتسم وقال : ابو مسار يستدعى هذا الشخص من قبلك ويبلغ بان الرئيس قد عفا عنك لشجاعتك ثم يطلق سراحه فوراً ..
ويقول : استغربت من هذا القرار وفي الحال اتصلت برئيس المحكمة وأخبرته بان السيد الرئيس صدام حسين قد عفا عن المدان فلان الذي هتف بحياة الحزب الشيوعي اثناء صدور حكم الإعدام .. وقلت له غداً سوف نبعث علية ليقابلني لأبلغه بنفسي بقرار العفو وطلبت من رئيس المحكمة بعدم إبلاغه او حتى التلميح له باي شيء عن هذا القرار لكي ابلغة بنفسي حسب امر السيد الرئيس .. وقلت له ايضاً ارجو ان تشترو له بدلة جديدة وتحسين هندامه خشيةً ان يطلبه السيد الرئيس لمقابلته ..
وفعلاً في اليوم التالي حضر المدان امامي وانا احاول ان انتقي العبارات لإبلاغه بقرار الرئيس وكنت منتظر ان ارى ملامح الفرحة على أساريره وهو يسمع قرار العفو وقرار اطلاق سراحه فوراً، وعندما قمت بذلك حصل غير ما توقعت وغير ما تصورت واذا به ينتفض ويضرب بيده على المكتب وهو يصرخ لا .. لقد قتلتموني قبل ان اعدم كنت أتمنى ان اسمع تبليغي بساعة التنفيذ ولا اسمع هذا القرار .. ماذا ساقول لرفاقي وكيف سيصدقون ان قرار العفو هذا بدون ثمن اكيد سوف يشكون انني قد خنتهم .. ارجوك استاذ بلغ السيد الرئيس ان يلغي قراره هذا .. يقول رئيس الديوان أصبت بدوار وانا في حالة ذهول وانبهار وانا استمع لكلامه وقد امرت فوراً بإخراجه وإطلاق سراحة ..
للرجولة طعم .. اين ذهب اليوم امثال هؤلاء الرجال .. هل ماتت الرجولة في العراق .. نعم للاسف لم نعد نسمع صرخة مارد بعد كل هذا الظلم الذي حل بشعب العراق اين الرجال من امثال سعيد قزاز وزير داخلية الحكم الملكي حينما اصدر المهداوي حكم الإعدام بحقه وقال كلمته الخالدة في المحكمة “انا في حبل المشنقة وتحت اقدامي أناس لا يستحقون الحياة” وهو يلوح بيده على منصة المحكمة وقد قطعت أرجله قبل ان يعتلي منصة الإعدام .. واين الرجال من امثال الشهيد ناظم الطبقجلي عندما هدد زوجته بالطلاق عندما سمع انها تروم مقابلة الزعيم عبد الكريم قاسم لكي تستعطفه بإلغاء حكم الإعدام علية .. اين ذهبت شمائل الرجال الذين دافعوا عن حياض الوطن بكل تفاني واخلاص .. اين الرجولة أيها الذكور !!!