
العالم الغربي خسر العراق كحليف اقتصادي حقيقي وكقائد سياسي وأمني للمنطقة بعد حرب ٢٠٠٣، وخسرته كمشارك فعال في اغناء العالم ثقافةً وعلماً وصناعةً ( صناعة النفط والغاز وغيرها)، والولايات المتحدة ومنذ ان اصبح الرئيس بوش الابن رئيساً وليومنا هذا لم تستطيع ان تصحح موقفها او خطئها في العراق رغم انها اعترفت بخطأ احتلال العراق وكذب أدعائتها لاعلان الحرب واحتلاله. أمريكا وفي القرن الواحد والعشرين عليها مسؤولية قانونية بالاضافة الى الاخلاقية وان تصحح ما فعلته بأعادة الامور لطبيعتها او لدفعها للامام احسن مما كانت نحو التحضر والتمدن والرقي. من المعيب على امريكا وهي المدعية انها ضمير العالم وقلبه النابض ان تقف موقف المتفرج على ارض وشعب كانت هي سبب تدمير حلم ابنائه وتشريد شعبه وتركه فريسة ضعيفة لأنذل واخس مجرمين عرفهم التاريخ. عليها ان تعيد النظر بسياستها الخارجية وتتبنى سياسة اكثر واقعية بعد ان ادركت من هم اعدائها الحقيقيين في المنطقة. الصين هو العدو الاكبر لامريكا والاكثر شراستاً وقوةً من الاخرين، والصين تفتح كل ابوابها لايران الملالي، وسورياً اصبحت تابعة لروسيا عدوها الثاني، دول الخليج والاردن واسرائيل حلفائها ولكن العراق هو عمق مهم استراتيجي لهذه الدول، سقوطه سقوطهم او ضعفهم على اقل تقدير. العراق القوي البعيد عن ايران الملالي هو الطريق للنصر على توسع الصين في المنطقة والعالم وعلى امريكا ان تعمل في هذا الاتجاه قبل ان تخسر المنطقة والعالم.
ما يسمى بالاطار التنسيقي ( الفاشلين في الانتخابات) التابعين للحرس الثوري الايراني وبكل احزابه وقياداته ومرجعياته يتحرك وبكل الاتجاهات لفرض حكومة توافقية على الفائزين في الانتخابات الاخيرة وعلى الشعب العراقي والمجتمع الدولي الذي دعمهم ووعد بإسنادهم للنهاية ضد الخاسرين الذي رفضهم الشعب والجيش. مقتدى الصدر بدء مشواره الوطني بالدعوة لانهاء مليشيات ايران في العراق واعلانه ان سرايا السلام التابعة له ستقاطع أبو فدك المحمداوي وهو الرجل الأول والأقوى في الحشد الولائي ولن تتعامل معه وليس لها علاقة به او بمنظومته، وهذا يعني بمثابة أعلان صريح للحرب على الحشد الولائي وتسقيط لقياداته العسكرية. وثاني هجومه كان عندما وجه الأتهام المباشر لأزلام الحشد الإيراني بتفجير البصرة الاخير وهذا يعني توجيه الضربة الأستباقية الأولى لقادة الأطار التنسيقي وقادته التابعين لايران الملالي. الصدر يعرف اليوم اكثر من اي وقت مضى من هم اعدائه ومن هم اصدقائه، ويعرف جيداً ان توحيد العراق وتحريره من النفوذ الخارجي واعادة هيبته يتم بثمن وفي هذه الحالة، الثمن هو انهاء وجود الحشد ومن يسانده ( ملالي ايران وعملائهم في العراق والمنطقة) وهذا ما سيفعله وهذا ما خطط له. الصدر تعلم الكثير في ال ١٨ عاماً الماضية وعرف جيداً ان العراق قوي وقوته بوحدة شعبه وارضه وغير ذلك هو دمار وتقسيم وانهاء دولة العراق وتشريد اهلها.
محافظات الوسط والمناطق الغربية ونينوى والبصرة التي غالبيتهم سنة عرب ومن عشائر عربية اصيلة وعريقة عليهم ان ينهضوا ويعوا ان وجودهم العربي الاصيل في خطر وان مناطقهم تستباح وامنهم انتهى وان يتجاوزوا روح الانا ولا مبالات والرضوخ للواقع المتهالك ويعلموا جيداً ان المؤامرة كبيرة وعليهم ان يكبروا بحجمها او اكبر منها. تحرك الصدر بالاتجاه الوطني ووعيه لما يجري في العراق وخاصة مناطقكم يمكن الاعتماد عليه ودعمه، ليكون احدى الادوات التي تحرر ارضكم واهلكم كبداية لتحرير العراق باجمعه من براثن الظلم والكفر والخطيئة.
الحراك العراقي، منظمة وطنية شاملة لها جذورها في العراق ولها علاقتها الدولية المتميزة وتعمل مع كل وطني العراق المؤمنين بهيبته وسيادته وتحرره. سنة العراق العرب يحتاجون على من هو قادر على ان يضحي لهم لا ان يستغلهم من اجل مصلحة ضيقة او علاقة عابرة او جوع فيه.
الحراك العراقي يعتمد على مدى تجاوبهم معه لتحريرهم من استعمار محلي ولائي فاسد ومجرم، وخارجي مريض وحاقد ومفرق. عرب الغربية يحتاجون ممثلين احرار وغير تابعين، شجعان وليس جبناء.
ممثلي السنة الفائزين في الانتخابات الاخيرة فيهم الوطنيين الاذكياء وفيهم التابعين الانذال، فيهم الشبعان الكريم وفيهم الجوعان اللئيم، كشكول من اليمين لليسار من الاسلامي السياسي التابع لايران وغيرها الى العلماني الوطني المتفتح الحر، ونحن في الحراك سنتعاون مع من نعتقد انه الوطني المدافع على شعبه واهله. الخنجر ورغم عدم استطاعته الفوز بأكثرية اصوات المنطقة الغربية لكنه وكما عرفته عن قرب الاذكى والأكيس والادهى بين سياسي الغربية الحاليين، الحلبوسي اكثر شباباً وحيوية وانفتاح من الخنجر. كلاهما وطنيين وحسب مقايس وطني اليوم وليس الامس، ويحبون مناطقهم ويريدون الخير لها، والحلبوسي اكثر مناطقياً (الاهتمام بالانبار فقط) من الخنجر. عليهم التعلم من سياسي صلاح الدين الاكثر انفتاحاً على كل مناطق الغربية والعراق عموماً. الحراك مستعد ان يعمل مع الخنجر او مع الاثنان لتوصيل مشاكل ومحن اهل هذه المناطق للمجتمع الدولي ومنظماته ويكون الممثل الحقيقي لشعب العراق اولاً والمناطق المدمرة المستباحة “المحررة” ثانياً، والله دائماً معنا.