خطر البرنامج الصاروخي الإيراني إقليمياً ودولياً

دراسة موسعة حول البرنامج الصاروخي والفضاءي الايراني واسلحة الدمار الشامل وخطرها اقليميا ودوليا

يُشكل البرنامج الصاروخي الإيراني المُتسارع والمُتنامي تهديدًا للاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط وسببًا للقلق لدى دول الجوار القريبة والبعيدة على حد سواء، وقد أعادت الدوائر الديبلوماسية والإستخباراتية الغربية عموما والأمريكية خصوصا  ­, التركيز على الخطر الإيراني وتداولت معلومات مذهلة حول القدرات التسلحية غير التقليدية الإيرانية, والتي تنطوي على امتلاك تكنولوجيا الصواريخ البعيدة المدى, الى جانب التحكم في المواد الإنشطارية التي يستلزمها إنتاج القنبلة النووية .

تتنوع عملية التسليح القائمة حاليًا في صفوف القوات المسلحة الإيرانية بحيث تشمل كافة الأفرع والتخصصات، إلا أنه من المُلاحظ بشكل عام أن هناك اهتمامًا بارزًا بالقوة الصاروخية، والسعى لبناء ترسانة عسكرية تجعل من إيران القوة الإقليمية العُظمى في المنطقة وتمكنها من فرص هيمنتها عليها.
ومن هنا كان الاهتمام المُتعاظم بتطوير القدرات الصاروخية البالستية، مما دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى تكثيف ضغوطها على روسيا والصين وكوريا الشمالية من أجل وقف تعاونها مع إيران في المجالين الصاروخي والنووي، خصوصًا مع التوجه العالمي لجعل الصواريخ هي سلاح العصر الأول.

تطور برنامج الصواريخ الإيراني بسرعة كبيرة، ولم يعد الإيرانيون يعتمدون على خبراء أجانب لصنع صواريخ ومنصات الإطلاق الفضائية الحالية والمستقبلية. حيث قام  الجيش الإيراني بضخ استثمارات هائلة في برامج الصواريخ على حساب قواته التقليدية؛ ولا زال جزء كبير من هذه القوات يستخدم معدات قديمة كانت تستعمل منذ عقود. وفي هذا الصدد، كان القائد السابق لـ “فيلق الحرس الثوري ا”، يحيى رحيم صفوي، قد أشار إلى برنامج الصواريخ بقوله أنه جزءاً من “القوة الردعية والدفاعية” الإيرانية “ضد الأعداء العاملين عبر المناطق الإقليمية.

تشير التقارير الاستخباراتية الغربية المنشورة في وسائل الإعلام إلى امتلاك إيران لأكبر مخزون من الصواريخ في الشرق الأوسط وأن لديها أنظمة صواريخ كاملة وقامت بتطوير بنية أساسية لبناء الصواريخ.


مراحل تطور  البرنامج الصاروخي  الإيراني

المرحلة الأولى:

شهد البرنامج الصاروخي الإيراني مراحله الأولى أثناء حرب المُدن، التي مثلت أحد الفصول الضاربة في مواجهة الأعوام الثمانية بين بغداد وطهران، وتمثلت في سلسلة قصف صاروخي مُتبادل لم تسفر عن نتائج عسكرية حاسمة، باستثناء نشر الرُعب وإلحاق الأضرار المادية والخسائر البشرية في صفوف الإيرانيين، فبينما كانت بغداد تعتمد في هذه العمليات على صواريخ “سكود – ب” سوفيتية الصُنع، والتي يبلغ مداها 300 كم، وعلى الطرز المُشتقة منها، مثل: “الحسين” الذي يبلغ مداه 650 كم، و “العباس” الذي يبلغ مداه 850 كم، ومنذ عهد “علي أكبر رافسنجاني” شرّعت في وضع النواة الأولى لبرامج تطوير وإنتاج الصواريخ بالتعاون مع كوريا الشمالية والصين.

سجلت طهران بداية خطواتها في هذا المجال بالحصول على كميات من “سكاد ­ ب” من كوريا الشمالية, والصين, إضافة الى “فروغ ­ 7” بمدى 70 كلم. وشرعت في وضع النواة الأولى لبرامج تطوير وإنتاج صاروخي, بالتعاون مع كوريا الشمالية والصين.

وتمثلت الثمرات الأولى لهذا البرنامج, بداية, في نماذج لصواريخ بالستية قصيرة المدى, كانت في معظمها طرازات مشتقة من “فروغ ­ 7” مثل “شاهين ­ 1” و”عقاب” و”نازيات” والتي يتراوح مداها بين 60 كلم و150 كلم. وخلال المرحلة التي تلت إنتهاء الحرب العراقية ­ الإيرانية. كانت إيران قد طوّرت عائلة من الصواريخ غير الموجهة “نازيب” ذات الوقود الصلب, إلا أنها منذ 1991 بدأت بتصنيع “سكاد ­ سي” الذي يصل مداه الى 550 كلم. وهناك تقارير تتحدث عن قيام إيران بتطوير صاروخين باليستيين جديدين يعملان بالوقود الجاف هما اشتقاقان للصاروخين الصينيــين “م ­ 11” (CSS-7 / DF-11) و”م ­ 9” (CSS-6 / DF-15) بحمولات مخففة وبمدى يبلغ 400 كلم للصاروخ الأول و800 كلم للصاروخ الثاني. وقد أجري اختبار على اشتقاق الصاروخ “م ­ 9” في أيار 1996, كما أشارت التقارير, ويعتقد أن هذين الصاروخين دخلا الخدمة في صفوف الجيش الإيراني .

المرحلة الثانية: وبدأت عقب حرب الخليج مباشرة، حيث سارت إيران بمسارين : الأول : بدأت المفاوضات بين إيران وكوريا الشمالية للحصول على الصاروخ (نودونج) وتكنولوجيا تصنيعه قد بدأت فى عام 1993، على أساس شراء عشرة صواريخ بسعر 50 مليون دولار للصاروخ الواحد قبل أبريل 1993، وبعد وصول هذه الصواريخ تدفع طهران 70 مليون دولار مقابل حصولها على التكنولوجيا الضرورية لإقامة صناعة هذا الصاروخ فى مراكز أصفهان وسمنان.كما تم الاتفاق على أن تتم تجربة الصاروخ فى الأراضى الإيرانية، ثم حصلت إيران على “سكاد ­ سي” من كوريا الشمالية وعلى “سي. س. س 80” من الصين. ثم تعمدت  إيران تنفيذ خططها بشكل منفصل, كي لا تثير قلق الأوساط الأميركية والغربية , وهي استعانت بكوريا وروسيا فكانت النتيجة ، انتاج صواريخ أكثر تطورا , مع ما تبع ذلك من إطالة المدى وتحسين الحمولة الحربية وزيادة دقة التصويب.

 وركزت تاليا على تطوير صواريخ بالستية متوسطة المدى تصل لأكثر من 1000 كم، وقد اعتمدت إيران في ذلك على مسارين متوازيين من التعاون مع كل من كوريا الشمالية وروسيا الاتحادية، تفاديًا لأي مشكلات فنية أو تمويلية قد تعترض المشروع، ولقد أثمرت هذه المرحلة صواريخ بالستية أكثر تقدمًا وأدق تصويبًا وأبعد مدى، كان أهمها :

“شهاب – 3” الذي يبلغ مداه 1300 كم، وتبلغ سرعته 7000 كم في الساعة، وطوله 17 مترًا، ويُمكنه حمل رأس حربي وزنه 800 كجم، ويُعتبر “شهاب -3” رادعًا قويًا في حالة محاولة ضرب المنشآت النووية الإيرانية، كما اعتبر تحديًا ناجحًا للحصار التكنولوجي الذي فرضته الولايات المتحدة وبعض دول أوروبا منذ عام 1979.وقد اعتمد هذا الصاروخ على تكنولوجيا صينية وروسية وألمانية وكورية شمالية، إذ حصلت إيران من روسيا على خبرة التصميم الأساسي وتصنيع عناصر الصاروخ، كما حصلت من الصين على تكنولوجيا الوقود الصلب وأجهزة الجيروسكوب وتكنولوجيا بناء واختبار نظام التوجيه، فجاء تطويرًا لصاروخ “نودنج” الكوري، المُطور هو الآخر عن صاروخ “سكود” الروسي. وقد أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية في 15 يوليو/تموز 2000م أنها أجرت بنجاح تجربة ثانية لصاروخ أرض-أرض من طراز “شهاب -3” بهدف التأكد من مُطابقته للمعايير الدولية، وبتطوير “شهاب -3” اعتبرت الولايات المتحدة أن امتلاك إيران لصواريخ بالستية بعيدة المدى وقادرة على حمل رؤوس نووية يُهدد الأمن الاقليمي برمته.

شاركت روسيا فى تطوير الصاروخ (شهاب 3) وإزالة العيوب التى اكتشفت أثناء التجارب التى أجريت عليه، حيث بدأت إيران في 1992بتطوير هذا الصاروخ من مرحلة واحدة, والذي يعمل بالوقود السائل ، وفي تموز 1998 أجريت أولى التجارب عليه. ومن المحتمل أنه يستخدم بعض تقنيات الصاروخ “سكاد ب” إنما بمحرك أكثر تقدماً, كما يشبه الصاروخ الباكستاني “غوري” أو “هاتف ­ 5”.  لا شك بأن  العلماء الروس والأوكرانيون ساعدوا إيران فى استبدال الوقود السائل بالوقود الجاف لتسهيل وتسريع عملية إعداد الصاروخ للإطلاق وزيادة خفة حركته فى الانتقال من موقع إلى موقع تجنبا لردود الفعل المعادية، وزيادة دقة إصابة الصواريخ بتحسين أجهزة التوجيه والتوازن فيه،

إلا أن تقديرات استراتيجية أخرى تشير إلى أن مداه قد يصل إلى 1500 كجم وزنة رأسه الحربى 1185 كجم، وهو ذو مرحلة واحدة ويعمل بالوقود السائل، وتبلغ سرعته 7000 كجم/ ساعة ويعد هذا الصاروخ نسخة مشابهة تماما للصاروخ الكورى الشمالى (نودونج) وقد قام الإيرانيون بتصنيعه بعد شراء التكنولوجيا الخاصة به من كوريا الشمالية.(أى التصميم والمواد الأولية ومصانع إنتاج مكوناته والتى تشمل الجسم الخارجى والوقود والرأس الحربية وأجهزة التوجيه والتوازن. الخ) وإذا كان بمقدور (شهاب 3) حمل رؤوس تقليدية حتى الآن، فإنه ليس من المستبعد أن يكون بإمكانه فى المستقبل (أو حاليا) حمل رؤوس فوق تقليدية (كيميائية، بيولوجية، نووية).
وتعد التجربة الأخيرة هى السابعة فى سلسلة التجارب التى أجرتها إيران على هذا الصاروخ على مدى السنوات السبع الماضية بعضها أصابه الفشل والبعض أصابه النجاح، ،وقد بدأ مشروع إنتاج (شهاب3)  على نطاق واسع فى منتصف التسعينات بعد وقت قصير من امتلاك إيران القدرة على إنتاج صواريخ (سكود ب) الذى تملك منه إيران 17 منصة إطلاق و 150 صاروخا ويصل مداه إلى 300 كجم وأيضا إنتاج (سكود سى) الذى تملك منه 16 منصة إطلاق و130 صاروخا، ويصل مداه إلى 500 كجم بالإضافة إلى 30 منصة صواريخ أرض/ أرض من طراز css-8 الصينى مع نحو 175صاروخا، وتحمل أسماء (أراش) و (نورا) و (غاب) و (شاهين) و (نازيمات) أما الصاروخ (شهاب3) فتشير التقديرات أن إيران أنتجت منه حتى الآن 150 صاروخ، وهو شبيه بالصاروخ الباكستانى (جورى) الذى يعتمد على تكنولوجيا الصاروخ الصينى (م11).

ولقد أرادت إيران بهذه التجربة، وإعلانها دخول الصاروخ (شهاب 3) الخدمة الفعلية فى قواتها المسلحة، أن تضعه فى ميزان قدراتها العسكرية قبل التفاوض مع الآخرين: 
وهو ما يعنى – حسب رؤية  طهران – أنها تغلبت على جميع الصعوبات التكنولوجية التى كانت تواجه تطويره وأن إنتاجه أصبح على نطاق كبير وبما يمكن من وضعه فى خططها الدفاعية، وبحيث تدمج الأسلحة التقليدية مع الأسلحة فوق التقليدية فى هذه الخطط، لا سيما مع الوضع فى الاعتبار ما يؤكد على امتلاك إيران أسلحة كيميائية وبيولوجية وفى المستقبل نووية، يمكن أن تزود بها رؤوس هذه الصواريخ التى تغطى بمداها دائرة المجال الحيوى الإيرانى التى تشمل كل دول منطقة الخليج وإسرائيل وتركيا وبلدان آسيا الوسطى الإسلامية وأفغانستان وجنوب آسيا، بما فى ذلك أماكن تواجد القوات الأمريكية فى جميع هذه المناطق ولا تقتصر مصداقية الردع الإيرانى على ذلك فقط، بل أرادت أن تبلغ رسالة إلى أعدائها مفاداها أن المواقع النووية والصاروخية الإيرانية المنتشرة على كل الساحة الإيرانية، محصنة بدرجة كافية ومدافع عنها بقوة لتصد أى هجمات جوية أو أرضية أو صاروخية معادية، وأن لدى إيران القدرة على استيعاب الضربة الأولى من” قبل أعدائها”، وتوجيه ضربة ثانية مضادة قاتلة لهم هذا بالطبع إلى جانب تدعيم الثقة فى النفس وامتلاك القدرة الذاتية على مواصلة التطوير دون خوف من حصار سياسى أو تكنولوجى أو اقتصادى، وإذا كانت إيران قد نجحت فى استكمال تطوير الصاروخ (شهاب3) والوصول به إلى الدقة والمدى المشار إليهما، مع القدرة على تزويده برؤوس فوق تقليدية، فإن ذلك يعنى أن باب تطوير هذا الصاروخ لزيادة قدراته (المدى الدقة وزن الرأس النووى وطولها خفة الحركة) أصبح مفتوحا أمامها لمزيد من التطوير فى هذه المجالات، كما فعلت من قبل كوريا الشمالية والهند وباكستان والصين، بعد أن امتلكت ناصية التكنولوجيا التى أوصلت دقة الصاروخ (شهاب3) إلى حوالى 100 متر من الهدف، وهو ما يعنى أن رأس الصاروخ يعمل بأسلوب HOMING (أى تواجد كاميرا وكمبيوتر فى رأس الصاروخ تطابق صورة الهدف المأخوذة مسبقا ومسجلة فى الكمبيوتر مع صورة الهدف المدنى تحصل عليه الكاميرا عند اقترابها من الهدف) ليس من المستبعد مستقبلا إذا ما كثفت إيران تعاونها التكنولوجى مع الصين وروسيا أن تعتمد نظام التوجيه بأجهزة GPS عن طريق الأقمار الصناعية وسيبقى على إيران فى مشوار تطوير صواريخها الباليستية من طراز شهاب أن تتغلب على أنظمة الدفاع ضد الصواريخ الباليستية التى تمتلكها الولايات المتحدة فى المنطقة، سواء فى ذلك أنظمة الدفاع الصاروخى عن مسرح العمليات (مثل باتريوت باك3، آرو) ثاد THAAD، ميدز NTW البحرى، ونظام الليزر المحمول جوا ABL ونظام الأشعة تحت الحمراء المتمركزة فى الفضاء SBIRS أو نظام الدفاع الصاروخى القومى الأمريكى NMD المخصص للدفاع الصاروخى ، فمما لا شك فيه أن نجاح التجربة الصاروخية الإيرانية الأخيرة سيعطى المبرر للإدارة الأمريكية للإسراع بتنفيذ مشروع دفاعها الصاروخى القومى NMD ومن ثم فإنه سيتعين على إيران أن تسير مستقبلا فى أربعة طرق فى أن واحد: 
الطريق الأول: تزويد صواريخها (شهاب) بوسائل تضليل الصواريخ الدفاعية المضادة الأمريكية والإسرائيلية السابق الإشارة إليها .
الطريق الثانى: اتباع استراتيجية (الإغراق الصاروخى) فى قصف الأهداف المعادية، بما يعنى مضاعفة إعداد الصواريخ (شهاب) المخصصة لضرب هدف ما، وبما يعوض الصواريخ المحتمل اعتراضها وتدميرها بواسطة الصواريخ الدفاعية المعادية، حتى تصل بقية الصواريخ الهجومية (شهاب) إلى أهدافها وتحقق التأثير المادى المطلوب، أو أن تكون رؤوس الصواريخ شهاب غير تقليدية وذات دمار شامل كيميائية وبيولوجية لزيادة التأثير القاتل المطلوب فى القوة البشرية المعادية بأقل عدد من الصواريخ يمكن أن يصل إلى الهدف، لا سيما وأن إيران من المعروف أنها تمتلك مجموعات متنوعة من غازات الحرب الكيمائية المثيرة للأعصاب والبثور، والقىء، ومسببات نزف الدم، وأسلحة أخرى بيولوجية جارى التجارب عليها يؤكد هذا الاستنتاج أنه لا قيمة استراتيجية للصواريخ الباليسيتية بشكل عام. 

استمرت روسيا في مساعدة إيران فى تصميم نظام متطور للدفع بالوقود الصلب فى المجموعة الصناعية (شاهد بخارى) فى طهران، وذلك من أجل إنتاج نوعين من الصواريخ البالبيسية بعيدة المدى وهما:
2-  شهاب4 ويصل مداه إلى 3600 كجم. اعتبرت إيران مرحلة تطوير الصواريخ الهجوميةالتي  يزيد مداها عن 2000 كم،هدفا إستراتيجيا  ولا يقتصر على المستوى الإقليمي فقط، وإنما يمتد إلى الإطار الدولي وصولاً إلى وسط أوروبا، وكانت مُحصلة هذا التطوير صاروخ “شهاب -4” الذي اعتمد على تكنولوجيا الصاروخ الروسي إس.إس -4 (SS-4 Sandal)، وتصل قوته إلى تسعة أضعاف النسخة الروسية الأصلية، إذ يبلغ مداه 3600 كم، ويُمكن تزويده برأس حربية غير تقليدية خفيفة يتراوح وزنها بين 250 : 500 كجم، وهذا الصاروخ سوف يكون سلاح ردع استراتيجي شديد الخطورة، قادرًا على أن يُغطي دائرة جغرافية واسعة تمتد من وسط أوروبا وحوض البحر الأبيض المتوسط، وغربًا إلى آسيا الوسطى وجنوبًا وشرقًا إلى المحيط الهندي، وإن كان “شهاب -4” يواجه بعض الصعوبات الفنية الخاصة بمحركات الدفع الصاروخي ونظامي التوجيه والتصويب
3- شهاب 5 وهو نسخة من الصاروخ الكورى الشمالى (تايبودنج-1) ذو مرحلتين ويصل مداه إلى 5000 كجم، وزنة رأسه الحربية نحو 1000 كجم. أما الصاروخ الثاني الذي تمخض عنه التطوير في هذه المرحلة فهو الصاروخ “شهاب -5″، أعلنت  إيران إنتاج هذا الصاروخ  هو تلبية الاحتياجات الفضائية الإيرانية، وإن كان الآخرون يرون فيه نواة لبرنامج صاروخي إيراني عابر للقارات، وهو صاروخ يستند في تصميمه على الصاروخ الكوري الشمالي “تايبودونج –
4- هذا بالإضافة لمعلومات غير مؤكدة حول خطط للتعاون مع كوريا الشمالية لإنتاج صاروخ (شهاب 6) الذى يعتبر نسخة من الصاروخ الكورى الشمالى (تايبودنج ـ2) ذو ثلاث مراحل والذى أجرت كوريا تجارب معملية عليه فقط، دون تجارب ميدانية خشية إثارة الولايات المتحدة، حيث يتوقع أن يبلغ مداه إلى 7500 كجم، ويحمل رأسا حربية زنتها 1200 كجم، وبذلك يطول مدن الساحل الغربى الأمريكى على المحيط الهادى، ناهيك عن جزيرة هاواى واليابان، حيث نجح الصاروخ (تايبودنج-1) فى تجربته الأخيرة أن يعبر الأجواء اليابانية إلى شرقها.

وفى إطار محاولات إيران، الاعتماد على التكنولوجيا الروسية لتطوير صواريخها أعلن أن الجهات الأمنية الروسية أحبطت محاولة قام بها مواطن إيران لشراء حصة من أسهم شركة (لانسر جوماشى)، المتخصصة فى تصنيع التقنيات الفضائية (محركات الصواريخ). وكانت هذه الشركة الروسية قد حصلت قبل أعوام على عقد لتزويد صواريخ (أطلس3 أطلس5) الأمريكية التى تستخدم لإطلاق الأقمار الصناعية بمحركات (180-RO) من إنتاجها، وهى المحركات التى تستخدم كدوافع للصواريخ فى مرحلة الإطلاق الأولى، ويقارب سعر المحرك 10 ملايين دولار كما تشير المعلومات إلى مساعدة روسيا لإيران فى تطوير الصاروخين (شهاب4) و (شهاب5) السابق الإشارة إليهما، بالإضافة لمشاركتها فى تطوير الصاروخ الإيرانى
(زلزال3)، كما تدور أحاديث فى أروقة أجهزة المخابرات الغربية حول قيام روسيا والصين بمساعدة إيران لإنتاج الصواريخ (4-SS) المعروف فى الناتو باسم (ساندال)، وذلك فى المركز السرى لتصنيع الصواريخ فى(باركين)، قرب طهران وتجنبا لتورط الروس فى مخالفة اتفاقية خفض الأسلحة الاستراتيجية، فإن موسكو وطهران اتفقتا على دراسة إمكانية إدخال هذا الصاروخ ضمن مشروع لأبحاث الفضاء وتحت هذا العنوان أرسلت موسكو إلى طهران الكثير من مكونات الصواريخ والمعامل اللازمة لتجربتها بالإضافة لبعض المحركات طراز (214-RD) التى انتجتها شركة (لانسر جوماشى) ويبلغ مدى الصاروخ (4-SS) 2000كم إلا أن الإيرانيين يطمعون فى زيادة مداه إلى 3000 كم بفضل الخبرة الفنية التى يقدمها الصينيون، واللازمة لنظام القيادة والسيطرة تحت ستار تكنولوجيا الفضاء ومن المعروف أن الصواريخ المستخدمة لإطلاق الأقمار هى من جانب آخر مشابهة تماما لتلك الصواريخ من طراز (SS04) كما تشترك بكين أيضا فى إقامة مصانع لإنتاج دفاعات قوية لتحصين مواقع صواريخ (4-SS) المعدلة.
تسعى إيران حثيثا إلى إستراتيجية  زيادة دقة الصواريخ شهاب لتضمن إصابة الأهداف المعادية بأقل عدد من الصواريخ وبأسرع ما يمكن، وهو ما يتطلب اتباع وسائل توجيه أكثر دقة (مثل التوجيه بنظام GPS الذى يعتمد على الأقمار الصناعية) فى ذات الوقت الذى سيتطلب الأمر زيادة خفة حركة الصواريخ شهاب لتأبين سرعة الانتقال بين مواقع الإطلاق تجنبا لقصفها بوسائل العدد الجوية الصاروخية.
كذلك تسعى إلى  تدعيم وسائل الدفاع الجوى والصاروخى الأرضية عن مواقع إطلاق الصواريخ شهاب ومواقع إنتاجه وتخزينه وطرق تحرك وحداته، فى مواجهة الاحتمالات القوية لتعرض هذه الأهداف لهجمات جوية ، وفى هذا الصدد قد تضطر إيران لاستخدام منظومات إدارية سلبية (مثل منظومة فينيكس الرادارية الدفاعية المضادة للصواريخ والطائرات) والتى تتميز فى منظومة الصواريخ الدفاعية (باتريوت) بأنها صامتة لا تصدر إشعاعات، وبالتالى لا يمكن اكتشافها، وبما يمكنها من اكتشاف حوالى 100 هدف جوى معادى فى وقت واحد، مع تحديد أكثر الأهداف خطورة للتعامل معه، مع قدرة على اكتشاف الطائرات على بعد 20 كم والصواريخ المجنحة على بعد 7 كم، وأن تتعامل مع ثمانية صواريخ معادية فى وقت واحد، بالإضافة لقدرة المنظومة فينيكس على اكتشاف الطائرات الشبح غير المرئية (F- 117) و (B ـ1) و (B ـ2) وذلك بسبب قدرتها على اكتشاف وتحديد الموقع البصرى الإلكترونى السلبى للمجال الجوى لمسافة عشرات الكيلو مترات، وتقديم البيانات اللازمة لتوجيه الضربات الصاروخية بصورة فورية، بالإضافة لاستحالة كشف موقع هذه المنظومة من قبل وسائل الكشف المعادية بالنظر لعدم صدور إشعاعات راديوية التى عادة ما تساعد على كشف أعمال التمويه ورغم اهتمام إيران بزيادة دقة الصاروخ شهاب فى إصابة أهداف عسكرية بدقة وسرعة.

تستغل إيران الثغرات العديدة الموجودة فى نظام الرقابة الروسى من أجل النفاذ إلى مواقع تواجد التكنولوجيا، الحرجة لإنتاج الصواريخ، سواء بواسطة (المافيا) الروسية، أو من خلال التعاقد مع الشركات والمؤسسات الخاصة المتعطشة إلى العملة الحرة التى تملكها إيران بوفرة، وذلك تحت أغطية مختلفة.
ولم يعد خافيا على أجهزة المخابرات الغربية أن إيران تسعى جاهدة لاستقطاب العلماء العراقيين الذين كانوا يعملون فى برامج أسلحة الدمار الشامل العراقية إبان حكم نظام صدام حسين ويلعب فيلق بدر (الشيعى) العراقى والذى كانت تأدية إيران إبان فترة حكم صدام حسين دورا مهما فى مساعدة العلماء العراقيين على السفر عبر المناطق القبلية الكائنة فى شمال شرق بغداد وعبر منطقة الحدود، حتى يدخلوا الأراضى الإيرانية ويلتقون هناك بمسئولين عسكريين بارزين فى النظام الإيرانى وتبدى طهران اهتماما بالغا باستقطاب العلماء العراقيين المتخصصين فى مختلف نوعيات الوقود الصلب للدفع الصاروخى، وهى التكنولوجيا التى كانت العراق قد حققت تفوقا كبيرا فيها فى حين تتسم فيها إيران بالضعف وتشير المعلومات لاختفاء أكبر خبراء الصواريخ فى العراق وهو اللواء صادق صبيح، وأنه يتواجد حاليا تحت حماية قوات فيلق بدر بين منطقة ديالى العراقية حيث مسقط رأسه وإيران كما تشير المعلومات أيضا إلى قرار د مظهر صادق التميمى إلى إيران، وهو أحد المسئولين عن برنامج الصواريخ العراقية بعيدة المدى.
كما تشير مصادر المعلومات الغربية إلى تواجد فئات العلماء والمهندسين والفنيين الروس والصينيين والكوريين العاملين فى مختلف تخصصات الصواريخ، فى جميع مصانع إنتاجها والمنتشرة فى عدد كبير من المدن الإيرانية منها بميدان، وعلى بادو آراك، وأصفهان وجامسار، وهاما، وخرج، وشيراز، وشهريار، وشرف باد، وجزيرة سبرى، وحزم أباد وبارشينى، وسمنان، وغيرها من المواقع التى تضم بعضها أبحاثا متطورة فى المجالات الصاروخية والنووية والكيميائية.

البرنامج الصاروخي  الإيراني  وعلاقته ببرنامج أسلحة الدمار الشامل

من المعروف أن الاستثمار فى مجال إنتاج الصواريخ ليس مثل قيمته أن لم يكن بقدرة الصاروخ إحداث إصابة كبيرة مادية وبشرية وذات مغزى استراتيجى وتشير مصادر المعلومات إلى أن إيران تمكنت من إنتاج غاز الأعصاب (فى إكس) من خلال منشآتها الرئيسية فى دنحان (300 كم شرق طهران)، وأن قدرتها على الإنتاج بلغت 1000 طن سنويا من جميع أنواع الأسلحة الكيميائية، كما يتم إنتاج الأسلحة البيولوجية أيضا فى دمخان.

أعربت القيادة الإيرانية صراحة عن اهتمامها بتطوير وامتلاك السلاح الكيمياوي والبيولوجي التي تعده رادعا قويا في مواجهة التهديدات الخارجية ويمنح لها ثقلا ستراتيجيا في مواجهة العدوان الخارجي.

إن الصينيين ساعدوا إيران على تطوير القدرة البيولوجية وكذلك صنع منها ذخائر كيمياوية وقد حصلت من الهند على بعض مكونات هذه الأسلحة ومن بعض الدول الأوربية في هذا المجال لم تعرف بوجه الدقة وترى الولايات المتحدة إن الأسلحة الكيمياوية وعوامل تسمم الدم من غارات سامة يمنح إيران إمكانية كبيرة في خوض حرب كيمياوية قرب حدودها. فضلا عن إمكانية شن غارات محدودة وطويلة المدى مستخدمة القنابل الكيمياوية واستخدام أسلحة كيمياوية في الحرب غير التقليدية.

إيران وأسلحة الدمار الشامل


تستحوذ أعمال تطوير أسلحة الدمار الشامل ووسائل إيصالها، على الحيز الأكبر فى برامج البحث والتطوير والإنتاج العسكرى فى إيران، وتعتبر هذه الأعمال جزءا رئيسيا من المشروع الإيرانى الهادف إلى تحويل إيران إلى قوة إقليمية فى منطقة الخليج العربى خلال السنوات القليلة القادمة، وتمتد هذه الأعمال إلى المجالات النووية والكيماوية والبيولوجية والصاروخية وارتكزت البرامج الإيرانية الجارية فى هذا الإطار على متابعة وتطوير البرامج التى كانت قد ورثت من عهد الشاه فى نفس المجالات ، حيث وقعت إيران على اتفاق للتعاون الاستراتيجى مع كوريا الشمالية خلال زيارة سرية قام بها وفد إيرانى رفيع المستوى برئاسة على خامينى الذى كان يشغل منصب رئيس الدولة وقتذاك، إلى بيونج يانج، وركز الاتفاق بصفة خاصة على تبادل المعلومات العسكرية والعلمية فى مجال الصواريخ والتسلح الكيماوى والبيولوجى والنووى بين البلدين .
فغالبا ما تُتهم إيران في الدوائر الغربية بتطوير برنامج حرب بيولوجية هجومية. ففي تقرير لمجلس الشيوخ الأميركي عام 1996 ادعت وكالة الاستخبارات المركزية أن “إيران كان لديها برنامج حرب بيولوجية في أوائل الثمانينيات. وحاليا البرنامج في مراحله البحثية والتطويرية، لكننا نعتقد أن إيران لديها بعض المخزونات من الأسلحة والعوامل الجرثومية…”.

ويستشهد التقرير بما جاء في تصريح لرئيس البرلمان الإيراني عام 1988 بـ”… إننا يجب أن نسلح أنفسنا بجميع الأسلحة الدفاعية والهجومية الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية.” وتشير بعض المصادر إلى أن إيران لجأت إلى علماء كنديين وهولنديين للحصول على عامل “الفيوساريوم” السام عام 1989. وتزعم تلك المصادر أن إيران سعت لامتلاك حبوب نبات الخروع التي تنتج عامل “الريسين” السام وحفظ استنباتات بكتريا إنتاج “الجمرة الخبيثة”. كما يشير التقرير إلى ضخامة البنية التحتية الصيدلانية والبيولوجية الإيرانية، وأنه ليس من الصعب عليها تطوير برنامج أسلحة بيولوجية سري، حيث تم استيراد مواد مزدوجة الاستخدام من الدول الغربية، كما أنها على علاقة وثيقة مع الهند وكوبا في مجال التقنية البيولوجية.

كذلك تشير بعض الادعاءات إلى تورط الاتحاد السوفياتي السابق في مساعدة إيران على اختبار العوامل المسببة لبعض الأمراض مثل داء الماربورغ والجدري والطاعون والتلريات. ويشير تقرير آخر يسير في نفس الاتجاه إلى أن “إيران قد أجرت أبحاثا مكثفة على عوامل نشطة أكثر فتكا مثل الجمرة الخبيثة ومرض الحمى القلاعية والتكسينات البيولوجية.”

ومن أهم العوامل الأكثر شيوعا التي يعتقد أنها بحوزة إيران ضمن برنامجها البيولوجي: الأنثراكس وتكسين البلوتونيوم والريسين وتي/2 ميوكوتكسين وفيروس فاريولا، العامل المسبب للجدري.

وفيما يتعلق بوسائل إطلاق مثل هذه العوامل الجرثومية يعتقد بعض الخبراء أن إيران تطور إمكانية لإطلاق هذه العوامل البيولوجية عن طريق صواريخ سكود والطائرات وأساليب هوائية أخرى. ووفقا للاستخبارات المركزية الأميركية تمتلك إيران عوامل بيولوجية يمكن إطلاقها بالمدفعية والقنابل الجوية. وتعتقد أن صاروخ شهاب الإيراني قادر على حمل رؤوس بيولوجية. وقد أجرت إيران مناورات عسكرية دفاعية كيميائية وبيولوجية باستخدام مروحيات الرش، واستخدمت كذلك الصواريخ البالستية والطوافة، ومع ذلك ليس هناك دليل دامغ على أنها طورت رؤوسا بيولوجية تركب على هذه الصواريخ.

وفي ما يلي ملخص البرنامج البيولوجي وفقا للمعطيات السابقة :

بداية جهود البحث البيولوجي في الثمانينيات أثناء حربها مع العراق.

الاشتباه بوجود مختبر أبحاث في دامغان.

احتمال إنتاج إيران كميات صغيرة من العوامل البيولوجية ووسائل تسليحها.

مصادقتها على اتفاقية الأسلحة السامة والبيولوجية في 22/8/ 1973.

خريطة توزع المنشات الإيرانية التي تقوم بالبحث والتطوير في هذا المجال:

أ- برنامج خراج: وهو مصنع يقع على بعد (14) كم غرب طهران مخصص للأسلحة الكيمياوية, ويعمل فيهالخبراء الصينيين وهم خبراء يعملون على تطوير أسلحة بايولوجية, وتفيد معلومات المحللين العسكريين أن إيران قامت بإنتاج قذائف كيمياوية لاستخدامها بصواريخ سكود – سي .

ب- شركة الرازي للكيمياويات: تقع في ميناء بندر الخميني جنوب غرب إيران وتمثل وجود أبحاث وإنتاج المواد الكيمياوية وهو عمل يناط بالحرس الثوري الإيراني.

ج- مركز مارميد اشت: يقع في منطقة فارس الجنوبية ويشمل على منشآت أبحاث وتحليل وينتج غاز الخردل.

د- شركة بولي أكيل: وتقع على مسافة (45) كم من أصفهان وعلى طريق أصفهان – مباركة وتعمل باسم نشاط تجاري وتنتج غازات كيمياوية.

البرنامج الكيميائي


لدى إيران قاعدة عالية التقنية لتطوير برنامج أسلحة كيميائية يعود إلى وقت الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) وهو الصراع الذي أعطى إيران حافزا قويا لتطوير قدرة دفاع كيميائي قوية. إيران قد طورت برنامج أسلحة كيميائية هجومية، هناك تقارير عن صفقات لمواد مزدوجة الاستخدام منشورة ومعروفة. فهناك مثلا الثيوديجليكول وكلوريد الثيونيل التي يمكن استخدامها في الأغراض المشروعة مثل الأصباغ والمنسوجات والمبيدات الحشرية أو تحويلها إلى برنامج أسلحة كيميائية غير مشروع. كذلك تشير إلى استيراد إيران عدة أطنان من خماسي كبريتيد الفوسفور الذي يستخدم كوسيط في الصناعات الزراعية وخاصة المتعلقة بالمبيدات الحشرية، ولكنه يمكن أن يكون كذلك عاملا محفزا لغازات الأعصاب معروفة غيرVX ، فضلا عن خطورة  هذه الأسلحة التي تكمن في إمكانية نشر العوامل في أجهزة يحملها أفراد ويمكن استعمالها كأسلحة إرهابية. وقد قامت إيران بتطوير  وسائل  اطلاق الأسلحة الكيماوية ، وقد برز ذلك جليا من خلال تزويد قوات الأسد لقتل الشعب السوري ,


راجمات صواريخ إيرانية “فلق-2″ وقد  استُخدمت في الهجوم الكيماوي على الشعب السوري

يظهر  في الصورة راجمة صواريخ إيرانية من نوع “فلق-2 ، والراجمات هذه مزوّدة بسبطانة واحدة أو اثنتان أو ثلاث أو أربع سبطانات، وقد صُممت بحيث يمكن تثبيتها على شاحنات وعربات عسكرية ومدنية. حصل النظام السوري على هذه الراجمات من إيران. وعادةً ما تستخدم هذه الراجمات لإطلاق صواريخ من نوع FL2-Aمن عيار 333 ملم وطول يبلغ 1820 ملم وتحمل رأساً حربياً شديد التفجر، وكانت تتواجد  في مطار المزّة العسكري وهي تطلق الصواريخ باتجاه مدينة داريّا.

البرنامج الصاروخي الفضائي

تضمنت مراحل تطوير التسليح الإيراني والصناعات الحربية تطوير تكنولوجيا الصواريخ البالستية بعيدة المدى التي تستخدم لوضع أقمار صناعية في مداراتها في الفضاء، والتي يُمكن أن تستخدم في إطلاق رؤوس حربية، وتطوير جهاز إطلاق الأقمار الصناعية الثقيلة، والذي أثار قلقا لدى بعض الأوساط العلمية في الغرب، وراحت تتحدث عن تبعات عسكرية خطيرة لهذا الإطلاق.
كما يُعد “safir” وهو صاروخ لوضع أقمار صناعية صغيرة جدًا في المدار المُنخفض للأرض، ثمرة سلسلة صواريخ “شهاب”، ويُعتبر “Simorgh” – تحت الانشاء – صاروخ قادر على حمل أقمار أكبر من “safir”، وفي المستقبل سيكون نسل هذا الصاروخ قادر على وضع قمر صناعي كبير بوزن 800 كجم فى مداره، وفي السنوات القادمة سيحدث تطور كبير في البرنامج الفضائي الإيراني من حيث حمولة الصواريخ ومداها والأجهزة الإلكترونية في القمر الصناعي.
بالإضافة إلى ما سبق تسعى كل من إيران وتركيا إلي الوصول لمرحلة إطلاق مركبة فضائية تركية/إيرانية إلي الفضاء الخارجي عام 2017.

وكذلك تطوير جهاز إطلاق الأقمار الصناعية الثقيلة، فقد أطلقت الأقمار الصناعية الثلاثة في أعوام2009 و2011 و2012 وهي أقمار محلية الصُنع.
وفي سياق المحاولة الإيرانية بوضع إيران على خريطة الدول المُتقدمة في سباق التسلح، جاء الإعلان الإيراني بشأن نجاحها في إرسال كائن حي “قرد” إلى الفضاء، وهو الإعلان الذي أرادت منه طهران أن تبرهن على أنها استطاعت التغلب على حالة الشلل الذي أصيبت به البلاد نتيجة العقوبات الدولية، كما أنها أرادت البرهنة أيضًا على أنها لازال لديها القدرة على تطوير التكنولوجيا التي يُمكن استخدامها في البرنامج النووي

أما عن مُستقبل الصواريخ الإيرانية، فإيران تعتمد أيضًا على الصين في مواصلة تطوير “صاروخ Tondar-68 ” الذي يبلغ وزنة 1100 باوند “500 كجم” ويبلغ مداه 620 ميلاً وصاروخ إيران-700 الذي يبلغ مداه 434 ميلاً (700 كم) وبنفس حجم الصاروخ السالف الذكر، نقلت مجلة “Jane’s Defense Weekly” أن الصين قد تساعد إيران على تحديث مدى صواريخ أرض-بحر من نوع HY-1 (Hai Ying-1) و HY-2 (Hai Ying-2) التي قد تضع الخليج الفارسي على حافة الخطر.
كما يُعد “safir+”-وهو صاروخ لوضع أقمار صناعية صغيرة جدًا في المدار المُنخفض للأرض، ثمرة سلسلة صواريخ شهاب، وقد أطلقت إيران 4صواريخ نجح ثلاثة فى الوصول للمدار المُحدد وفشل واحد وبذلك سبقت إيران باكستان وكوريا الشمالية صاحبة الثلاث محاولات الفاشلة وحتى كوريا الجنوبية التي لا تبخل عليها الولايات المتحدة بالتكنولوجيا فشلت في محاولتها مرتين.
“Simorgh”
تحت الانشاء وهو صاروخ قادر على حمل أقمار أكبر من “safir” وفي المُستقبل سيكون نسل هذا الصاروخ قادر على وضع قمر صناعي كبير بوزن 800 كجم في مداره، وفي السنوات القادمة سيشهد العالم تطور كبير في البرنامج الفضائي الإيراني من حيث حمولة الصواريخ ومداها والأجهزة الإلكترونية في القمر الصناعي.

مخاطر البرنامج الصاروخي الإيراني على المنطقة

إن تقدم إيران في مجال تكنولوجيا الصواريخ يعني احتمال وقوع أوروربا تحت تهديد متزايد من قبل إيران . وبالفعل، فقد طورت إيران صاروخ “شهاب 3” من مداه السابق الذي كان 1300 كيلومتر في عام 1998 إلى أكثر من 2000 كيلومتر بحلول عام 2007. وخلال عملية التطوير، كانت إيران حريصة جداً بأن لا تذكر أن باستطاعة أياً من صواريخها الوصول إلى مدى يزيد عن 2000 كيلومتر، لأن مثل هذا النطاق ينطوي على تهديد واضح لأوروبا، وبذلك لم يعد بالإمكان تبرير نطاقه كوسيلة لردع الخصوم في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من كل هذا، فإن المدى المحسوب لصاروخ “سجيل” هو 2450 – 2600 كم، مما يعطيه القدرة على ضرب بولندا (بما في ذلك وارسو) وخمس دول أخرى في الإتحاد الأوروبي. ولكي تقوم إيران بضرب كل عاصمة أوروبية كبرى بما فيها لندن، تحتاج إلى صواريخ مداها 3900 كيلومتر (ووزن كل صاروخ ثمانية وثلاثين طناً).

. وبدلاً من قيام طهران بتطوير تدابير مضادة لأنظمة الدفاع الصاروخي ، تخطط إيران للإنخراط في إنتاج ضخم لصواريخها. ويمكن أن تكون الرؤوس الحربية التقليدية مدمرة بقدر التدمير الذي تسببه الأسلحة النووية عندما تستخدم على نطاق واسع، كما اتضح من القصف الألماني للندن والقصف الأمريكي لطوكيو في الحرب العالمية الثانية. ولمواجهة مثل هذه التهديدات من إيران تحتاج دول المنطقة إلى الحصول على أجهزة رادار يكون بإمكانها تحديد وترتيب أولوياتها بين الأهداف الإيرانية المحتملة، فضلاً عن المزيد من الصواريخ الإعتراضية للدفاع ضد مثل هذه الهجمات. إن الدول العربية وبالذات الخليجية  هي الآن في طور الإنتقال من نظام دفاع صاروخي ، يتألف من صواريخ “باتريوت”، إلى نظام ذو مستويات يتكون من صورايخ و “باتريوت”، وصواريخ اعتراض من طراز “ديفيد سلينغ”، و — كملاذ أخير – الانضمام لمنظومة نظام الدفاع  الصاروخي الأمريكي

في عام 2007، أعلنت إدارة الرئيس جورج بوش خططها الرامية إلى إقامة هيكل دفاع صاروخي في أوروبا يركز على عشرة صواريخ اعتراضية أرضية في بولندا ونظام رادار في الجمهورية التشيكية — وقد صمم ذلك النظام أساساً لحماية الولايات المتحدة من تهديدات صواريخ باليستية عابرة للقارات قد تطلق من إيران. وقد سعى ذلك الهيكل أيضاً إلى حماية أوروبا من صواريخ بعيدة أو متوسطة المدى التي قد تطلق أيضاً من إيران. وفي هذا العام، كشفت إدارة الرئيس أوباما برنامجاً آخر يحل محل مبادرة الرئيس بوش، ليتم تنفيذه على أربعة مراحل. وفي نطاق الخطة الجديدة، ستستخدم صواريخ “إس إم-3” الإعتراضية حالما تكون جاهزة في عام 2011، أي قبل ست إلى سبع سنوات من موعد تنفيذ الخطة السابقة، من أجل التصدي للتهديد المتنامي للصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى الذاتية الدفع، ذلك التهديد الذي تشكله إيران ضد أوروبا وإسرائيل وتركيا.

وقد أعلنت إدارة بوش بوضوح عن وجود أربعة أبعاد سياسية تبرر تطوير هيكل صواريخها الأوروبية لـ: (1) التأكيد مجدداً على عدم تجزأ المصالح الأمنية للولايات المتحدة وأوروبا، وتحديداً من خلال تعزيز التزامات الولايات المتحدة لبولندا وجمهورية التشيك، (2) تعزيز الردع والإستقرار في المنطقة من خلال منح قادة الولايات المتحدة وأوروبا مزيداً من المرونة والخيارات؛ (3) منع الحكومات المعادية من إجبار حلفاء [أمريكا] الأوروبيين [على الإنصياع لرغبات تلك الحكومات] أو بصورة غير مباشرة “احتجاز” الولايات المتحدة “رهينة لديها” و (4) الحد من الطلب على الصواريخ عن طريق جعلها غير فعالة. وتحتوي خطة أوباما على 80 في المائة من المكونات المتضمنة في هيكل الدفاع الصاروخي القديم، ومع إدخال الصواريخ الإعتراضية الأرضية بحلول عام 2015، سيتم تناول جميع المبررات السياسية الأربعة المدرجة أعلاه. ولكن من ناحية التكلفة الفعالية، لا تستطيع خطة أوباما أن تماثل مبادرة بوش السابقة، لأن تشغيل نظام (“إس إم-3”) الضخم سيكون مكلفاً جداً لكي يصبح فعالاً بحلول عام 2018.

معوقات البرنامج  الصاروخي الإيرانية

لقد أصبحت إيران مُكتفية ذاتياً من ناحية الكثير من المُقومات لبرنامجي الصواريخ البالسيتة والإطلاق الفضائي. لكن كما أُشير آنفاً، قالت أسرة الاستخبارات في العديد من المناسبات إنه لا تزال إيران تعتمد بالتأكيد على المُزودين الأجانب في بعض المكونات الصاروخية الأساسية. من جهتها، لم تقم الولايات المتحدة بتحديد تلك المُكونات. ولكن، وفقاً لتقرير لم تصدره لجنة الخبراء في الأمم المتحدة، يُشير عدد المعدات المُعينة التي تستمر إيران في إقتنائها من مصادر أجنبية إلى افتقار القدرة الوطنية. فلا تزال إيران تسعى للحصول على أجهزة توجيه الملاحة، من ضمنها معدات تحديد الاتجاه وأنظمة قياس السرعة ومعدات ملاحة الأقمار الصناعية وأنظمة التحكم ومعدات قياس التعقب عن بعد وأجهزة الإرسال والاستقبال وأجهزة الاستشعار وأنظمة تحويل الطاقة. وإضافة إلى المُكونات الصاروخية تلك، تفتقر إيران إلى الحصول على بعض مواد إنتاج عالية النوعية بُغية تحسين فاعلية صواريخها ودقتها. ربما تكون المساهمة الأبرز للحصول على المعدات تلك القادمة من الصين، وأغلبها في مجال توفير منشآت إنتاج الدفع الصلب ومعداته ومن المحتمل التدريب أيضاً. فما قدمته الصين إلى جانب المعرفة المتراكمة التي اكتسبتها إيران في تشغيل تلك المنشآت هو ما سمح لإيران على الأغلب بتحديد ما هية حجم ومدى الصواريخ العاملة على الوقود الصلب التي تبتغيها، رغم أن هذا الأمر سيستغرق مزيداً من الوقت والمال.

يُنظر اليوم بشكل متزايد إلى إيران على أنها مُصنِّع صاعد. وربما لسخرية نظام الحد من انتشار الأسلحة أن أصبحت إيران مُكتفية ذاتياً إلى حد كبير. على الأغلب أن الأمر استغرق أكثر مما كانت تبتغي إيران، لكن مع القدرة الوطنية المعقولة قد تصل إيران إلى مرحلة تصدير بعض أنظمتها الصاروخية البالستية أو مكوناتها أو خبرتها إلى أطراف أخرى. فمن المعلوم أن سوريا تواصل العمل على تطوير وإنتاج المحركات الصاروخية العاملة على الوقود الصلب بمساعدة بلدان خارجية مثل إيران. لكن الحرب الأهلية في سوريا تُثير الشكوك حول ما إذا سيكون لها أثر على تلك الغاية

المراجع

البرنامج الصاروخي الايراني مصدر “القلق” للولايات المتحدة الأميركية، فورن افيرز ، فبراير ، 2013.

كمال مساعد ،القدرات النوويـة الإيرانية والمخاوف الأميركية الإسرائيلية، تقارير استراتيجية ، العدد 203، 2012.

– ستيفن آي. هيلدريث، متخصص في الدفاع الصاروخي،ملخص تقرير قُدم إلى أعضاء ولجان الكونغرس الأمريكي

http://www.iranwatch.org/our-publications/history-irans-ballistic-missile-program

أمين شحاته ، برنامج التسلح الإيراني

القوة الصاروخية الإيرانية .. بين التحدي وفرض الهيمنة الإقليمية

http://www.egynews.net/wps/portal/profiles?params=213348

الصواريخ الإيرانية ونظام الدفاع الصاروخي الأمريكي

http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/iranian-missiles-and-u.s.-missile-defense

حسام سويلم ،الخط الزمني لانتاج الصواريخ الإيرانية، الاهرام ، 2010 .

209التطور المستقبلى لبرنامج الصواريخ الإيرانية.

http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=221057&eid=

http://arabi-press.com/news/850993

تقرير CIA المعلوم والمجهول في الترسانة النووية الإيرانية, أ ­ ف ­ ب, 8/1/2002.
تقرير
BBC ­ لندن, أول شباط 2002.
انتوني كوردزمان, القدرات العسكرية الإيرانية, مركز الإمارات للدراسات والبحوث لإستراتيجية, 1995, ص117.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى