خلاصنا بالثورة الشعبية!

المدونة: مريم محمد

هناك في العراق أرض يتيمة لطالما اعتادت أن تسقي ورودها بدماء أبناءها؛ وأن ترتوي منها حتى تفيض شجنا مما فيها!

من يخطفُ لمحةً عنها يقول إنّها تفتحت من رحم الحياة قسرًا، ولا يفقه أن هناك مخالب حادة مشحوذة تدعى الحكومة تقوم بخدش جلدها بكل قسوة وهمجية عبر السنين، وحين طفح الكيل ومالت كفة الميزان من ثقل الأوجاع صاح أبناؤها وانتفضوا ثورتهم المبجلة، ورست أقدام سطوتها، وصدت رصاص الظلم برحابة صدر الحق!

مقالات ذات صلة

لكن أيُّ نفس أعمى بصيرتها الجشعُ والطمع أن تلتفِت لهم وتقُر عينها المعتمةَ حزناً عليهم!

حكومة غائبة، وبكل بطشٍ وجبروت تسلبهم أبسط حقوقهم التي هي حقوقُ ربانية وهبها الله تعالى لكل البشر عدا أن في قلب هذه الأرض حُذِفَ معنى الحقوق من قواميسها!

المنافقون اعتلوا المنابر وأذاعوا الفساد جهاراً، طامسين كلمة الحق وممزقين معنى الحقوق!
هذه هي ارضُ العِراق، بلد يشرب الوجع حتى تخمر بين أوصاله، لكن أبناءه الأوفياء لم يدعوه يتجرع طمعه المرّ لوحده، بل قاموا رغم بتر أطرافهم وشكلوا ثورة زلزلت البلد من أعلاها حتى اقصى أسفله، إنها” ثورة تشرين العَظمية!

هناك في ثنايا النزاعات بين الحكومة ورفضها المستمر لتحقيق التنمية الاجتماعية وبين الشعب وإصراره بأسقاط الحكومة المُقصرة بحقه ومنع الفساد من الانتشار أكثر، والتخلص من التدخلات الخارجية المتماثلة بتدخلات الدول الإقليمية والجوار عن طريق الأحزاب السياسية في شؤون ومصير البلد ظهر العديد من الناشطين وعزموا على كشف الفساد المتكدس في قاع الدولة.

وكان “حيدر الصدري” من بين الناشطين الذين ظهروا في عراق التحدي.

هذا الرجل، والإنسان تمثلت فيه كلمة الغُموض غير المعقول!

غرابته بالحوار، وغموضه بالأسلوب، ومساهمته بنشر الوعي، وقدرته على توسيع آفاقه كونه شخصيةً تمتلك تأثيراً كبيراً وإيجابياً في المجتمع مثله كمثل الملك على طاولة الشطرنج!

ورغم أن الصدري يعرف أن ٩٠ بالمئة من المتابعين يودون، وبرغبةٍ جياشةٍ، معرفة من هو؟ بسبب أعماله وتكتيكاته مع السياسيين وعندما تسأله عن هذه الأمور يُجيب وبكل بساطةً “دعونا من السياسة”!

نحن عرفنا هذا الشخص البديع عن طريق أسلوبه الفريد، وأفكاره، وتغريداته، وذكائه البالغ، ودهائه الشاسع، أحياناً أصدقهم عندما يقولون إن حيدر سياسي منهم، وشخص من هذه العملية انقلب عليهم لكن من يخطف لمحة عنه يرى بساطته أساليبه الفريدة وتفكيره سيتيقن أنه شاب يمتلك ماضياً مؤلماً في بلده ورغبة بإصلاحه وعلاج جروحهِ!
هو شاب عراقي بسيط بدأ منذ فترة بانتحال شخصيات لسياسيين عراقيين، وينشر الكثير من (الحقائق أو الرسائل) ربما لأنهم لا يتجرؤون أن يظهرونها للعلن ولكنها واضحة كوضوح الشمس لكثير من الناس!

الجميع رأى كيف فضحهم وأظهر أكاذيبهم وزيفهم وغبائهم وتواصل معهم بكل بساطة، وتمكن من خداعهم  مثل ياسر صخيل، عبد الأمير الدبي، وحميد المعلة عضو المكتب السياسي للتيار الحكمة حيث كشف ازدواجية الكتل السياسية بتعاملهم مع إسرائيل بالإعلام أمام الشعب والعالم يدعون مقاومتها ولكنهم بالحقيقة جاهزون لدخول بالسلام معها.

وهذا الكلام قاله أحمد الجبوري الملقب بالزعيم أبو مازن حيث كشف مخططهم لإزاحة الحلبوسي وتسليم العبيدي رئاسة البرلمان.

وكان لرؤساء الكتل أيضاً نصيباً من تكتيكات ومحادثات حيدر منهم رئيس تحالف الفتح هادي العامري حتى إحدى الرئاسات الثلاث والمزيد من السياسيين فهو يمتلك أرشيفاً كاملاً لمحادثاته معهم، وسينشر كل شيء قريباً للإعلام، فهو لم يكتف بهذا القدر!

فقط أظهر للناس كيف يتعامل المسؤول مع المسؤول الآخر، وكيف يتعامل مع المواطن من خلال انتحاله الشخصيات لسياسيين والتواصل مع بعض السفراء العراقيين منهم حيدر العذاري، د. إحسان علاوي، د. وديع بتي… إلخ.

الرجل يمتلك خلفية واسعة من المعلومات لمجريات الأحداث التي تجري في البلد، ويعمل بشكل طوعي لإيجاد الحلول المطابقة للواقع، وهو يسعى إلى تطبيق نظام العدل في البلاد وإعطاء الشعب حقهم والاكتفاء من المُعاناة!

أرى أننا “سننتصر ويعود لنا الوطن رغماً عن أنوفهم… ورغم الوجع الذي بداخلنا، إلا إننا نبتسم بغضاً بهم وبأحزابهم العفنة”!

حقاً خلاصنا بالثورة الشعبية على كل هذا الفساد والخراب.

ملخص أوضاع العراق أن ثورة “تشرين هي ثورة الخلاص” وهي التي أنجبت الناشطين الذين هزوا عروش السياسيين بتكتيكاتهم وحبهم المميز للعراق!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى