لا يختلف إثنان على وجود إجماع جميع الأديان السماوية والقوانين الوضعية والشرائع والاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق دولية كانت او ثنائية ان خيانة الوطن من أكبر الكبائر وجريمة عظمى وطعن أخلاقي لأي مجتمع، لهذه الاسباب وغيرها هناك إجماع آخر يتفق مع الأول وهو القصاص العادل بحق الخائن، اي ازالته من الوجود لأن لا علاج له إلا البتر,.
تتنوع أساليب وطرق خيانة الوطن والشعب خاصة عند تعرض اي بلد الى جريمة الغزو والاحتلال من قبل القوى المعادية.. هذه الحالة ظهرت ، مع عميق الأسف والأسى والحزن، في العراق مع جريمة غزوه واحتلاله واسقاط نظامه الوطني الشرعي، حيث اختار البعض الى الوقوف بل والتعاون والتعامل مع ما آلت اليها من نتائج هذه الجريمة.
من المؤكد ان من تخلى عن حكومته الوطنية بعد الغزو الغادر وأخذ يتعامل مع نتائجه الكارثية فإنه لا يلحق الضرر الفادح بوطنه فحسب، إنما محاولة لتمزيق ومحو وتشويه كل التراث الوطني والديني والقومي و العقلاني والاخلاقي والاجتماعي الذي يفرض ( فرض عين) عليه الوقوف مع قيادة وطنه، مهما كانت الظروف والاحداث، ضد الغزاة المجرمين وعدم اللجوء مطلقا الى استغلال الفرصة الطارئة الشاذة غير الطبيعية التي توفرت نتيجة جريمة الغزو لتصفية خلافات ثانوية مع القيادة الوطنية التي تجعل هدفها الاول والاخير كيفية أزالة نتائج الغزو والاحتلال..!
من صلب الحقيقة ان لجوء البعض الى استغلال ظروف جريمة الغزو والاحتلال يعتبر بلا شك إلحاق العار ليس لنفسه فقط، إنما يلوث تأريخه واسم عائلته الى الأبد اضافة الى انه يحرم أولاده وأقاربه وحتى أصدقائه من شرف الحفاظ على وطنيته.. .
منذ فجر التأريخ جميع الامم والشعوب الحرة على وجه الارض تحتقر أشد الاحتقار من يرضى أو يلوذ الى الصمت أو يقبل بنتائج جريمة الغزو والاحتلال او يتعامل مع الاحتلال الاجنبي ويتخلى عن قيادته الوطنية..!!
ولعل أوضح دليل على ذلك هو ان جميع قوانين ودساتير الأمم والشعوب الحرة تعتبر القبول بنتائج الغزو والاحتلال او التعامل معها بصورة ايجابية باعتبارها إمر واقع، خيانة وطنية عظمى بالإجماع ، اضافة الى ان الخيانة جريمة عظمى،فإنها كفر بوحدانية الخالق لأن رب السموات والارض لا يحب الخائنين..
منذ عشرين سنة وعراقنا العظيم يئن من جرائم غزوه واحتلاله واسقاط نظامه الوطني ولسان حاله: يا شعبي الوفي المجاهد المناضل الى متى..؟!!.
لعل أفضل اجابة تتلخص بتوحيد صفوفنا لتحرير العراق من الاحتلال الفارسي الصفوي وذيولهم، التحرير واجب وطني،قومي،ديني،قانوني وشرعي والاكثر من كل هذا فرض عين.. هذا ما يفرض علينا جميعا كعراقيين دون اي تمييز، ان نترك ( البعض) الذي اشرنا اليهم، ونتمسك بشعارنا المركزي الوطني(التحرير الشامل)، الذي يتطلب حتما الوقوف وقفة شعب واحد، مثلما المعروف عن العراق وشعبه، لنٌطَهِر وطننا من براثن الاحتلال الفارسي الصفوي ومن معهم ومن خان الوطن والعهد والقسم وقبل بنتائج الغزو الغادر وتعاون معه..شعار واحد لاغيره( تحرير العراق)..هدفنا الوحيد إنهاء الاحتلال الايراني للعراق وهيمنته على العملية السياسية الفاسدة، وتصفية وجود المليشيات المسلحة الموالية وإزالة جميع مخلفات الاحتلال الامريكي ونتائجه، إضافة الى رفض ومقاومة كافة انواع الاحتلال والنفوذ والتدخل الاجنبي في العراق..لنا في المقاومة العراقية الباسلة جبهة الجهاد والتحرير وصولا الى انتفاضة تشرين الشبابية خير دليل وحافز ودافع وطني وقومي وديني قوي مواصلة النضال والجهاد حتى التحرير وما ذلك ببعيد بعون الله…
371