استمراراً لمساعي طهران الحثيثية لاستغلال تداعيات اقرار نتائج الانتخابات البرلمانية في العراق ، و في محاولة تم التخطيط لها ايرانيا بعناية لتاجيج غضب الكتلة السياسية الشيعية العراقية الموالية لها ؛ أكدت صحف ايرانية متشددة على ضرورة ايجاد حل لما جرى من تجاوزات في فرز صناديق الانتخابات التشريعية التي جرت مؤخرا ، والتي اظهرت -حسب الزعم الايراني -وجود تلاعب غير مسبوق في نتائجها؛
شددت الابواق الايرانية المحافظة على أن ما جرى لن يخدم تحقيق أمن واستقرار العراق، وحفظ سيادته ووحدته، والاستمرار في عملية التحرر من المحتلين، وبناء عراق جديد استناداً لمطالب العراقيين.
إلى جانب ذلك ، وجه عدد من البرلمانيين الايرانيين رسالة الى الشعب العراقي مضمونها اهمية مواجهة الفتنة والتآمر الأمريكي – الصهيوني والسعودي الذي يتم ممارسته ضد الشعب العراقي ،وضرب وحدته ،مطالبين العراقيين بالتحرك لمواجهة هذا المخطط الشيطاني .
يرجح استمرار رسائل التاجيج من المؤسسات والنخب الايرانية ؛ خاصة السياسية والامنية والعسكرية والمرجعيات الشيعية ؛ وفي مقدمتها الحرس باعتبارهم أهم الكيانات ارتباطا بالسياسة العراقية ووكلائها هناك.
من المؤكد كذلك استمرار سعي ايران لاستغلال ما يحري في العراق حاليا كأداة ضغط سياسية على الحكومة العراقية ؛ وتوظيف هذه الورقة خدمة للمفاوضات النووية نن ناحية ، ومحاولة التخويف بورقة تصاعد الغضب في الشارع العراقي من خلال
الترويج الى وجود خلافات بين الحكومة العراقية برئاسة الكاظمي ومكونات الشعب العراقي من ناحية اخرى ، وهذا ربما قد تستغله طهران كذريعة لتصعيد الضغوط على الحكومة العراقية في هذا التوقيت بالذات لتحقيق اهداف وغايات عديدة، ومن ابرزها مشروع الشام الجديد ، ووقف اندفاعة العراق نحو حضنه العربي … ، على الرغم من ادراك طهران تماما ان التيار الصدري لايمكن ان يخرج بأي حال من الأحوال عن الخط الذي رسمه له الولي الفقيه ،وحرسه الثوري الذي يحكم قبضته على مقاليد الامور في العراق ..وللحديث بقيه .