رسالة إلى شيعة العرب

وسام الكبيسي

وسام الكبيسي

الشيعة العرب يدفعون اليوم فاتورة أحلام تتلبس لباس الطائفة ولكنها لا تقدم للطائفة شيئا فيه خير…
ها قد مر عقدان من الزمن على حكم العراق، وهو مثال وزمن يصلح للقياس عليه.. فهل تحسن وضع عموم الشيعة؟ ولا أقول العراقيين. ولا أقصد القلة من المنتفعين.

هل تحسنت ظروف المعيشة؟
هل ارتفع مستوى التعليم؟
هل تحسن الوضع الصحي؟ وهل …. إلخ.
وهل يا ترى لو ظهر أهل البيت عليهم السلام بيننا اليوم ورأوا تحطم البلدان والإنسان سيقولون إن هذا النموذج يمثلنا وينتمي لنا؟!!

مقالات ذات صلة

ميزانيات العراق خلال هذين العقدين تزيد عن تريليون وخمسمائة مليار دولار، وهي كانت كافية لتطوير البنى التحتية وإعادة البناء وازدهار الاقتصاد والاستثمار… ولكن الأجندة مرتبطة بمشروع لا يريد للعراق أن يزدهر، ولأجل ذلك ينبغي إحياء الطائفية وتأجيج الكراهية باستمرار، لأن الفوضى تسمح بتمرير أجندات المشروع وتمويله عبر السرقات المنظمة، وهذا ما لم يعد يخفى على عاقل.

وبين مفاصل هذا المشروع يدفع الشيعة في حاضرهم من دماء أبنائهم المغرر بهم ومن أموال جيوبهم، وسلْبِ كل أسباب رفاهيتهم وعيشهم الكريم، لصالح أحلام توسعية إمبراطورية لا علاقة لها بالطائفة، وظهرت على فلتات ألسنة عدة مسؤولين إيرانيين بأنهم يسعون لاستعادة الامبراطورية التاريخية.
الأمر ليس يرتبط بالحاضر فقط، بل يتعداه ليهدد مستقبل الشيعة. لأن إيران لن تستطيع مهما حاولت أن تنهي الوجود السني المحيط بها، ولها في ذلك تجارب من التاريخ، فقد تعاونت مع حملة الفرنجة ثم مع البرتغاليين والهولنديين في مفاصل ضعف يعتري السنة في تاريخهم، ولكنها لم تفلح ولا مرة في إزاحة السنة من محيطها، بل كان هؤلاء يستعيدون دورهم في كل مرة، وتظهر لهم دولة مركزية قوية يعود اجتماعهم حولها، بما يمتلكونه من خزان بشري وإمكانات متنوعة ومواقع استراتيجية، وعندذاك تتراجع إيران عن أطماعها وتترك أبناء الطائفة ليدفعوا الثمن.
وكلما كان تخريب تلك المشاريع (المحاولات) الإيرانية أكبر، كلما كان الثمن الذي تدفعه الطائفة أكبر، وهذا طبيعي وفق قوانين الفعل ورد الفعل الذي قد يأتي متشنجا، وربما غير عقلاني، في الكثير من الأحيان.

والله إنني أقول هذا الكلام ناصحا للشيعة العرب، وقد اختصرتها منذ تسع سنوات تقريبا حيث قلت:

إيران تقتل الشيعة وليست تقاتل عنهم
وتحتمي بهم وليست تحميهم
وتدفع بهم وليست تدافع عنهم
وتستفيد من أموالهم وليست تمولهم
وتحملهم أوزارها ولا تحمل أوزارهم.

اللهم هل بلغت؟
اللهم فاشهد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى