لايختلف اثنان على اهمية الحفاظ على الصروح العلمية بكافة انشطتها لاي دولة تنزع للمعرفة والتطور والبناء والتنمية واعتبار هذه المهمة من اولوياتها
ورواد المعرفة من علماء العراق ونخبه وكفاءاته الذين واجهوا التخلف بارادة التحدي والتطوير والتحديث في شتى الميادين لابعاد العراق عن شروره والحفاظ على كيانه وتحصين ابناءه من التخلف والامية والظلام
وهكذا مهمة ليست مستحية اذا توفرت الإرادة والرغبة في مواجهة محددات الجهل والتخلف وانحطاط مستوى التعليم والتأهيل والبحث العلمي وتراجع فرصه إلى أدنى مستوياتها كما هو الان اليوم مقارنة بحصول العراق على المرتبة الأولى لخلوه من الأمية بشهادة منظمة اليونسكو في سبعينيات القرن الماضي.
وعلى الرغم من ان العض يحاول التعتيم على تجربة وحقبة مضيئة من تأريخ العراق الحديث الهدف منها تغييب حقائقها وتشويه وطمس معالمها، عبرحملة التضليل والإساءة لتجربة فريدة ما زالت ومضاتها تشع في سماء العراق
ان الجهود الجبارة لرواد العلم والمعرفة من النخب والكفاءات العراقية بشتى اختصاصاتها واجهوا الحصار وحرب الاستنزاف بارادة التحدي ولم يتخلوا عن مهمتهم وواجبهم الوطني لازالة اثار الحروب ومحددات الحصار لان المخططين لتدمير العراق ووقف نهضته كانوا يتوقعون انهياره بعد الصفحة العسكرية الأولى عام 1991 وماتلاها الحصار جراء التدمير الشامل الذي طال مؤسسات الدولة وركائزها في شتى الميادين، غير أن هذا الرهان فشل أمام إرادة وتصميم نخب العراق وكفاءاته الذين حاولوا بشتى الوسائل درء الأخطار عن بلادهم.لمواجهة من أرادوا أن يبقوه ضعيفا ويعود إلى عصور الظلام والتخلف مرة اخرى.
ومن هذا الاحساس باهمية الحفاظ على ثروة العراق من علمائه ونخبه وكفاءاته ينبغي الحفاظ عليهم كونها مهمة وطنية لحشد طاقات وخبرات ذخيرة العراق وتكريسها لخدمة وتطوير المجتمع وتطويره
وما يعزز نجاح ديمومة هذا الهدف وجود آلاف النخب والكفاءات العراقية في الشتات ينبغي الحفاظ عليهم لإبراز دورهم الوطني لاسيما في عمليات الاعمار والبناء في المدن التي استبيحت ودمرت خلال العمليات العسكرية التي شهدها العراق في حربه ضد داعش
وطبقا لهذه المعطيات فان الحفاظ على نخب العراق ومشاركتها في ميادين العمل والبناء والتطوير بعيدا عن محددات السياسة ينبغي ان تكون في صدارة الاهتمام بهذه الشريحة من المجتمع العراقي
لقد آن الاوان للالتفات الى هذه الذخيرة التي ارست قاعدة النهضة التي شهدها العراق من خلال توفيرالمناخ الملائم للاضلاع بدورها الوطني ومساهمتها الجادة لتعويض العراق عن سنوات التخلف والتراجع الذي شهدتها جميع مرافق الحياة بعد الاحتلال ما يتطلب جهدا وطنيا شاملا لاصلاح ماتم تدميره لاخراج العراق من الخانق الذي يتخبط به