في نفس الوقت الذي أعلن فيه الاتحاد الاوروبي عن عقوبات جديدة ضد ايران، أعرب مسؤول روسي رفيع المستوى عن ارتياحه لجر إيران الى مجلس الامن وفرض المزيد من العقوبات عليها، نتيجة لذلك فقد برز جدل واسع وخطير حول بيع ايران للطائرات بدون طيار لروسيا، بينما تواصل طهران نفي بيع أي أسلحة لروسيا لاستخدامها في العدوان العسكري الذي شنته على أوكرانيا، الا ان لدى الدول الاوروبية وامريكا ادلة دامغة غير قابلة لتشكيك بتورط طهران والحرس الثوري الايراني الذي يشرف على برنامج انتاج الطائرات المسيرة.
في مقابل ذلك تسعى فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الى رفع قضية إيران إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بدعوى انتهاكها للقرار 2231.
المرجح أن استخدام روسيا، علنا للطائرات بدون طيار الايرانيةيهدف حسب محللين الى لفت الانتباه الى انتهاك القرار 2231 ضد إيران، ولفت انتباه العالم، على الأقل في المدى القصير، إلى مشاركة ايران في جرائم العدوان العسكري ضد أوكرانيا.
لكن السؤال المحوري وهو لماذا تقوم روسيا بتوريط ايران معها، وتدفع مجلس الامن لمعاقبتها؟
في الوقت الذي يزيد الروس فيه من الضغط على إيران في المجتمع الدولي من خلال عدم إنكار هذه القضية اي (استخدام طائرات بدون طيار ايرانية) بشكل قاطع، وحتى إصرار بعض وسائل الإعلام الروسية على أن هذه الطائرات بدون طيار إيرانية الصنع، أعرب أحد كبار المسؤولين الروس علانية عن ارتياحه لمزيد من العقوبات على إيران في برنامج تلفزيوني، وقال “إن هذه العقوبات الجديدة على ايران تخلق المزيد من الفرص لأنشطة واستثمارات روسيا في قطاع النفط والغاز الإيراني”.
من هنا فأن روسيا بدات تلعب بايران والاخيرة تدني راسها لها على حساب مصالح النظام الايرانية وباعتراف روسي ان موسكو تورط ايران معها في حرب اوكرانيا بهدف ابقاء العقوبات وتشديدها على ايران كي لا تتمكن من بيع نفطها وغازها وتبقى تحت سيطرة وهيمنة روسيا في هذا المجال ، وهذا يخدم ما تسعى له موسكو في احداث ازمة طاقة عالمية .
فالحكومات الغربية تؤكد أن ايران، من خلال بيع طائرات عسكرية بدون طيار لروسيا، قد انتهكت تعهداتها والاتزاماتها بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2231، وهو ما يستدعي فرض عقوبات اممية لا تسطيع الصين وروسيا استخدام الفيتو فيها.
يعتقد بعض المحللين كذلك أن روسيا استطاعت أن ترفع الضغط الدولي عن أكتافها وتحوله الى إيران التي اصبحت متهم في الهجوم العسكري على أوكرانيا.
في مقابل ذلك فقد صرح حميد أبو طالبي مستشار الرئيس الايراني السابق حسن روحاني، أن روسيا ستكون راضية عن عقوبات إيران تحت مسمى تصدير طائرات بدون طيار لروسيا، لأنها لن تبقى وحيدة في مجال العقوبات، ومع المزيد والمزيد من العقوبات على إيران، سيزداد من الاعتماد على موسكو.
وقبل أيام قال مدير صندوق أمن الطاقة الوطني الروسي “كنستانتين سيمونوف” في برنامج تلفزيوني: إن إيران ستُفرض عليها عقوبات أكثر ، وهذه العقوبات أخبار جيدة لروسيا.
ومن هنا استطاعت روسيا من خلال خطوات دبلوماسية تعطيل التوصل لاتفاق عبر ثلاث خطوات هي :
1) روسيا التي تولت دور المتحدث الرسمي باسم طهران في محادثات فيينا بسبب ضعف إيران، لم تسمح للمحادثات بالتوصل إلى نتيجة من خلال تعقيد المحادثات. حتى لا نكون وحدها في مجال العقوبات في المشهد السياسي العالمي من جهة، ومن جهة أخرى باستخدام أساليب محاربة العقوبات والوضع الإيراني لتخفيف ضغط العقوبات على روسيا.
2) ربطت روسيا الهجوم على أوكرانيا بتوسع الناتو في مجال الأمن الدولي، ومن أجل إضفاء الشرعية على الهجوم على أوكرانيا، استعانت روسيا بالصين وإيران.
3) أحالت روسيا الخلاف بين إيران والغرب إلى مجلس الأمن الدولي حول مسألة الطائرات بدون طيار، وربطت قضية أوكرانيا بالقرار 2231 ،و ايضا بما يمكن أن تحققه إيران كقضية تفاوضية بالأمن الدولي.