وصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لبحث تحضيرات زيارة الرئيس الإيراني إلى بغداد يوم غد، تصريحات ظريف فور وصوله أكدت على أن أمن المنطقة لا يتحقق من دون البلدين، مشيراً إلى أن “الشعبين الإيراني والعراقي هما القلب النابض للمنطقة ، وأضاف أن إيران والعراق بمثابة عمودين يحفظان أمن منطقة الخليج ” الفارسي ” والشرق الأوسط.
وقد إستبق روحاني زيارته إلى العراق بتغريدة قال فيها إن الزيارة تشمل: “لقاءات مع القادة السياسيين والدينيين، ورجال الأعمال، وممثلين مدنيين في بغداد وكربلاء والنجف، وتضم اتفاقيات متعددة حول التعاون الإقليمي والسياسي والاقتصادي”.
روحاني سيصل صباح يوم غد الاثنين، إلى بغداد ، وجدول أعماله سوف تركز – حسب الاعلام الإيراني – على عقد محادثات ثنائية مع الرئيس العراقي ورئيس الوزراء بشأن التعاون الإقليمي بين إيران والعراق”.
ومن البرامج الأخرى للرئيس الإيراني خلال زيارته للعراق، التي تمتد حتى الخميس المقبل؛ اللقاء مع رئيس وأعضاء مجلس النواب العراقي، والمشاركة في الملتقى التجاري بمشاركة القطاعات الحكومية والخاصة الإيرانية والعراقية، واللقاء مع كبار المسؤولين العراقيين وعدد من النخب السياسية والاجتماعية بالعراق .
الملفت هو لقاء روحاني بمرجع الدين أية الله علي السيستاني ، وسيكون حسب الإعلام الإيراني أول رئيس إيراني يلتقي المرجع الديني ، وسيقوم روحاني كذلك بزيارة المقدسات الشيعية في العراق .
وتعليقاً على هذه الزيارة انشغلت وسائل الاعلام الإيرانية بالتركيز على هذه الزيارة في هذا التوقيت بالذات ، حيث على أنّ تقارب بغداد مع الآخرين، خاصة مع الرياض، لا يعني ابتعادها عن عواصم أخرى، ولا سيّما طهران. ، وتم وصف علاقات إيران مع العراق بالاستراتيجية والخاصة ، والآخذه في التوسع بشكل والتطور بشكل غير مسبوق ، وأكدت على ضرورة وأهمية الدور الإيراني في مرحلة إعادة الإعمار في العراق ، كما كانت موجودة أثناء الحرب في سوريا والعراق، وأشارت إلى قدرة العراق والامكانات الهائلة التي ينبغي توظيفها عبر مشاريع داخل العراق، بدءاً بقطاعات الطاقة وتطوير الاتصالات والبنية التحتية ، وركزت عل انتشار علاقات النسب والمصاهرة بين الشعبين من خلال وجود 23 ألف حالة زواج بين الشعبين الإيرانيّ .
بموازاة ذلك توقعت وسائل الاعلام الإيرانية التطور النوعي الذي ستشهده العلاقات بين البلدين ووجود إرادة سياسية في إيران لتحييد العوامل السلبية التي أسهمت في التأثير على هذه العلاقة ، وانتقاد السياسة العراقية في أواخر عهد رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي ، مستبشرة في الفترة الحالية من حكم عادل عبد المهدي، ووتفويت الفرصة على الدول الطامحة للهيمنة على العراق ، لاسيما الدور السعودي والاماراتي ، مطالبة بتحييد الأصوات العراقية المعارضة لإيران مهما كان الثمن خاصة في هذا التوقيت بالذات .
الهدف النهائي لروحاني هو السعي الإيراني لمنع عودة العراق إلى الحضن العربي ، ورفع وتيرة التهديد ضد الأصوات العراقية المعارضة لإيران ، ومحاولة التغلغل في العمق الداخلي العراقي المتمثل بزيادة النفوذ الاقتصادي والثقافي والاجتماعي الإيراني في العراق، حيث يمثل البلد الجار سوقا مهما لإيران، ومنفذا يعول عليه للخروج من عنق العقوبات ، ومحاولة توظيف سلاح الفتوى من خلال لقاء السيستاني لكل هذه الخطوات ومباركتها .