تعكس تصريحات المسؤلين الايرانيين العسكريين والامنيين والسياسيين المتكررة عن وجود مخطط امريكي لاستهداف قوى “المقاومة “في العراق ،عبر استعلال الضربات التي تتعرض لها المصالح الامريكية في العراق لاتخاذها كذريعة لتوجيه ضربة عسكرية محتملة ضد حلفاء ايران .
يتزامن توقيت التصريحات الايرانية باحتمالية عالية لمثل هكذا سيناريو ، مما يشكل تحديا استراتيجيا خطيرا لرؤيتها لأمنها القومي ،الامر الذي يضع طهران أمام خيارات صعبة ؛إما الاستمرار في دفع وكلائها للتصعيد ،او القيام بعمليات محدودة ضمن حسابات دقيقة ،أو وقفها وهو الاحتمال غير المرجح خاصة مع زيارة قائد فيلق القدس الى بغداد مؤخرا .
ربما ان تعهد رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي بالضرب من يد حديد لوقف هذه العمليات ،مع استمرار اعتقال اشخاص متهمين باطلاق الصواريخ على مطار بغداد والمصالح الامريكية،مما سيربك حسابات طهران التي وصفت بعضها بالعبثية .
لا شك بأن مسار التطورات في العراق اظهرت على اقل تقدير
محاولة حكومة الكاظمي محاولة لاستعادة هيبة الدولة العراقية ، عبر محاولة توجيه ضربة للجهات التي تقف وراء هذه العمليات لجهة منع الاستمرار في تنفيذ العمليات الإرهابية ضد مصالح الدولةخاصة التي تستهدف الامريكية والاجنبية عموما ،خاصة مع تزايد احتمالات استغلال طهران العراق كساحة لتصفية الحسابات مع الخصوم والمنافسيين الاقليميين في وقت بدا التسريبات تتحدث عن احتمال توقيع اتفاق مؤقت بين ايران ومجموعة ٥ زائد واحد في فيينا ،في الوقت الذي تسعى فيه طهران الى توقيع اتفاق دائم ،وهو ما فشلت في تحقيقه حتى اللحظة .
ان احتواء نفوذ المليشيات التي لا تلتزم بقرارات الدولة وتوجهاتها ، اضافة الى
الوقوف الى جانب مطالبات القطاعات الشعبية الداعية الى تحقيق الامن والاستقرار ووضع حد لهذه الهجمات بات يعتبر احد الاهداف الحيوية لحكومة الكاظمي وهو ما لاترغب فيه طهران لاعتبارات عديدة .
في الوقت الذي تحاولة فيه الحكومة ايصال رسالة لواشنطن واصدقاء العراق بأن الحكومة العراقية عازمة على وضع حد لحالة الفلتان الأمني واستهداف مصالحها ؛خاصة ان جزء من العمليات الارهابية تطال المنطقة الخضراء التي تحتضن سفارات هذه الدول .
من المرجح ان تتبنى طهران عدة استراتيجيات لمواجهة ذلك ،وتحقيق اهدافها ومصالحها من خلال :
▪️ دفع تنظيم داعش والقاعدة للقيام بالمزيد من الهجمات داخل بغداد ومحيطها لاثارة الراي العام العراقي وتاكيد حاجة الشعب العراقي والدولة للحشد الشعبي لمواجهة التنظيمات التكفيرية .
▪️دفع الخلايا الشبحية التي سعت اجهزة الاستخبارات الايرانية لتشكيلها لاعتبارات امنية متعلقة بابعاد الانظار عن وكلائها والحد من استهدافهم امريكيا للقيام بعدد من العمليات الارهابية النوعية مثل :
١-استهداف قطاعات النفط على غرار هجوم ديالي في ٢٨ سبتمبر من العام الماضي. بهدف التاثير على الوضع الاقتصادي العراقي ،وارباك سوق الطاقة وأهداف أخرى.
٢-تعزيز سيطرة الحشد الشعبي على حدود العراق الشرقية والغربية بذريعة مواجهة التنظيمات الارهابية ومنع تسللها ، بما يخدم ايران، ويوفر لها لها ممرات الى العراق وسوريا ولبنان لتهريب السلاح والنفط ،ويعزز من عملياتها الاستخبارية ،اضافة الى تهريب الذهب والعملات الصعبة من ايران الى العراق وبالعكس .
لاشك بان الترويج الايراني المتكرر لمزاعم الحشد ودوره العسكري والامني في الوقوف ضد التكفيرين لاحباط تفجير الاضرحة والمراقد ،و حماية الشيعة ورموزهم ،إضافة إلى الى منع استهداف رموزهم الأحياء والأموات (تفجير ضريح ابومهدي المهندس )لاضفاء المزيد من الشرعية على سلاح الحشد وعدم نزعه ، في ظل الدعوات لجعل بغداد ومحيطها منطقة منزوعة السلاح .
من هنا فإن من المحتمل استمرار الهجوم الاعلامي الايراني على رئيس الوزراء العراقي(مصطفى الكاظمي ) للضغط عليه لعدم الانسياق وراء المطالب الامريكية .
كذلك يحتمل تكثيف قيام المسؤلين الايرانيين السياسيين والعسكريين والامنيين بزيارة العراق بشكل علني وسري على غرار زيارة اسماعيل قأاني الاخيرة لبغداد لضمان استمرار الضغط عليه بأشكال مختلفة.
بموازاة ذلك من الضروري استمرار دعم ادارة بايدن لدعم شخص رئيس الوزراء العراقي (مصطفى الكاظمي )والتهديد بفرض عقوبات قاسية على العراق في حال الانسياق وراء الرغبات والمطالب الايرانية او عدم الانصياع للعقوبات الأمريكية بشكل كامل إلا ما يتعلق بموضوع الإعفاءات في مجال الطاقة .
وفي اطار اظهار هذا الدعم ربما تقوم واشنطن بمزيد من العمليات العسكرية والامنية لاستهداف الحشد وقياداته في حال تعرض المصالح الامريكية في العراق لعمليات عسكرية نوعية أو في حال تعرض الحكومة العراقية لأية ضغوط قد تؤدي لاسقاطها كما تلوح وسائل الاعلام الايرانية في هذه الايام .