شكوى أمام الأمم المتحدة حول اعتقال وتعذيب ناشط عراقي

الأورومتوسطي لحقوق الإنسان

قدّم المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان اليوم السبت شكوى عاجلة إلى مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير حول انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ترتكبها قوات الأمن العراقية ضد أحد الناشطين العراقيين. 

    بسبب مشاركته في التظاهرات تعرض الناشط لضرب مبرح وإهانة وخنق بالأكياس البلاستيكية وضرب بالهراوات إلى أن أفقد وعيّه، وكان يتم إيقاظه صعقًا بالكهرباء على أماكن حساسة من جسده   

وتضمنت شكوى المرصد الأورومتوسطي الموجهة إلى السيد “ديفيد كاي”، شهادة أحد المعتقلين السابقين (يحتفظ الأورومتوسطي باسمه) وهو ناشط عراقي اختطفته مطلع هذا العام قوات مكافحة الإرهاب العراقية، بشأن أشكال التعذيب التي تعرض لها بسبب نشاطه السياسي ومشاركته في التظاهرات التي عمت أرجاء البلاد. 

إلى جانب ذلك، وجه الأورومتوسطي رسالة عاجلة للحكومة العراقية بخصوص الممارسات والتعذيب الذي تعرض له الناشط خلال فترة اعتقاله، واستمرار تعرضه للتهديد والترهيب، مطالبًا إياها بالتحقيق في الحادثة بشكلٍ خاص، وفي ممارسات قوى الأمن ومكافحة الإرهاب، ومحاسبة المسؤولين عن تعذيب وتهديد المتظاهرين والناشطين.

وتعرض الناشط إلى الاعتقال في كانون الثاني/يناير 2020 من دون تقديم إذن أو أي قرار صادر عن سلطة عمومية، وذلك في سجن مقر مكافحة الإرهاب في محافظة الناصرية بتهمة “التخابر مع جهات أجنبية والحصول على تمويل من أجل زعزعة استقرار البلاد”

وخلال اعتقاله، صودر هاتفه الشخصي واقتيد للتحقيق معصب العينين ومقيدًا، قبل أن يُستجوب بشأن محتويات هاتفه المحمول، حيث كان يسجل مقاطع فيديو ويلتقط صورًا للتظاهرات في العراق. صاحب ذلك تعرضه لضرب مبرح وإهانة وخنق بالأكياس البلاستيكية وضرب بالهراوات إلى أن أفقد وعيّه، وكان يتم إيقاظه صعقًا بالكهرباء على أماكن حساسة من جسده.

 وروى الناشط في شهادته أنه وطوال فترة احتجازه، كان يتعرض للضرب ويُنقل من غرفة لأخرى داخل مقر مكافحة الإرهاب، حيث اتُّهم بالتواصل مع الأمم المتحدة وإرسال مقاطع فيديو عن التظاهرات الجارية في العراق، فيما أُجبر على توقيع العديد من الأوراق دون أن يعرف محتواها، ووضع بصمته على عدد من الأوراق التي تم قدمها المحققون له.

 وفي اليوم التالي، تم أخذه لمحكمة الناصرية وقٌدمت الأوراق التي وقع عليها قسرًا للقاضي، قبل أن يُخرجوه دون أن يعرف أي تفاصيل، أو الحكم الصادر بحقه، وظل طوال فترة توقيفه داخل الحبس الانفرادي. بعد يومين، دفعت عائلته مبلغًا ماليًا كبيرًا للضباط عن طريق أحد الوسطاء من المليشيات المسلحة لمعرفة مكانه وتعيين محامٍ لإخراجه بكفالة/ لكن المحامي لم يتمكن من ذلك بسبب رفض السلطات القضائية، رغم عدم وجود أي دليل ضده.

لاحقًا، هُدد الناشط بالقتل مباشرة إذا ما شارك في التظاهرات، أو في حال تحدثه عما حدث معه خلال فترة اعتقاله، حيث وجه أحد المحققين مسدسًا نحو رأسه، مهددًا إياه بالضرب المبرح على كافة أنحاء جسده واستخدام الكهرباء في تعذيبه.  

    الأورومتوسطي وجه كذلك رسالة عاجلة للحكومة العراقية، مطالبًا إياها بالتحقيق في ممارسات قوى الأمن ومكافحة الإرهاب، ومحاسبة المسؤولين عن تعذيب وتهديد المتظاهرين والناشطين   

 وذكر الناشط أنه خلال فترة احتجازه، وُضع في زنزانة منفردة، فيما كانت توجه الإهانات له طوال فترة تواجده، ويتعرض للتعذيب الجسدي والنفسي، الأمر الذي جعله يفقد أكثر من 13 كيلو جرامًا من وزنه خلال أسبوع واحد، فيما تم الإفراج عنه بعد سبعة أيام من الاعتقال بكفالة مالية مع تهديده باعتقاله مجددًا حال مشاركته في التظاهرات.

 وأشارت شكوى المرصد الأورومتوسطي إلى أن الناشط أبلغ المنظمة بأن حياته في خطر شديد كونه أول المتظاهرين الذين يقومون برواية ما يجري داخل المعتقلات، وأنه يحتاج إلى الحماية العاجلة لأنه يخشى أن يتم اعتقاله مرة أخرى بسبب شهادته على ما رآه داخل السجون العراقية. وأبرزت الرسالة أن العراق يعيش منذ تشرين الأول/أكتوبر 2019 تظاهرات في مناطق مختلفة في البلاد للمطالبة بحقوقهم الأساسية واحتجاجًا على تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد، حيث صاحب تلك الاحتجاجات تواجد كبير لقوات الأمن العراقية وبعض المليشيات المسلحة التي قامت بالاعتداء على المتظاهرين بشكل متعمد ومباشر.

 وشملت هذه الاعتداءات بحسب الرسالة، استخدام الأسلحة وقنابل الصوت والغاز بالإضافة إلى خطف المتظاهرين خارج إطار القانون واعتقال الآلاف دون توجيه أي تهمة رسمية، وتعذيب المشاركين بالتظاهرات وإخفائهم لأسابيع دون اعتراف السلطات بوجود الأفراد لديها وتقديمهم للمحاكمة، بناء على تهم فضفاضة وغير موجودة، كالتخابر مع الدول الأجنبية والحصول على أموال من أجل زعزعة استقرار البلاد على حد تعبير تلك السلطات.

 وطالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان السيد ديفيد كاي، في رسالته، بالضغط على السلطات العراقية لوقف انتهاكاتها الجسيمة للحق في التظاهر السلمي وحرية التعبير، وحثها على محاسبة المتورطين بممارسة الاعتقال التعسفي والتعذيب وتقديمهم إلى العدالة.

المصدر
الأورومتوسطي لحقوق الإنسان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى