ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” ان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تمارس ضغوطا على الحكومة العراقية لإيقاف شرائها للطاقة من إيران التي تعتبر المصدر الخارجي الوحيد لها، فيما أشارت إلى ان “هذه المشكلة باتت نقطة خلاف كبيرة بين واشنطن وبغداد “.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، أول أمس الاثنين، ان “تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بشان الإبقاء على قوات بلاده في العراق بحجة مراقبة إيران أثارت ردود أفعال واسعة، كما ضاعفت تصريحات ترامب أيضا من الدفع تجاه تشريع قانون في العراق يحجم تحركات وأنشطة القوات الاميركية في البلد” .
وأضافت أن مسؤولين عراقيين أكدوا ان واشنطن طلبت في وقت سابق عدم الاعتماد على إيران في مجال الطاقة، مشيرة إلى ان “الطلب الاميركي لم يراع لا احتياجات العراق للطاقة ولا العلاقات المعقدة المركبة بين بغداد وطهران” .
ونقلت عن رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، قوله ان “العراق في وضع محرج مع الولايات المتحدة وذلك لأننا لا نرغب في إثارة غضبهم، ولكن الاميركان فشلوا في الاطلاع على الجانب الجيوبوليتيكي للعراق، نحن بلد جار مع ايران ولكن ليس مع الولايات المتحدة، ونشترك بأطول حدود مع إيران وليس لنا حدود مع الولايات المتحدة. وليس لدينا ذلك الاقتصاد القوي .”
فيما أفادت الخبيرة الدولية في مجال الطاقة ومستشارة مجلس الامن الوطني للشأن العراقي في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش، ميغان أوسوليفان، ان “المسؤولين العراقيين يرغبون في يوم من الايام بإنتاج جميع احتياجاتهم للطاقة. ولكن لحين الانتهاء من بناء البنى التحتية المناسبة، فإنهم لا يجدون بديلا عن الشراء من إيران”.
وأوضحت أوسوليفان، ان “سياسة الإدارة الاميركية تضع العراق في موقف حرج. فالتحول الكبير الذي تريد إدارة ترمب من العراق أن يحققه في الابتعاد عن إيران سيستغرق وقتا طويلا ، وتابعت “إنه أمر جيد بالنسبة للعراق أن يسد حاجته من الطاقة من إنتاجه الذاتي وأن يصدر منتجاته، إنها ليست فكرة جنونية من إدارة ترمب. ولكن العقوبات تضيف عامل إلحاح آخر بشأن الوضع والتعقيدات السياسية.”
وبينت الصحيفة أن “أي نقص إضافي بالطاقة الكهربائية في العراق قد يؤدي الى إشعال احتجاجات واسعة جديدة وعدم استقرار سياسي في البلد الذي يعاني من أزمة بالكهرباء، لذلك فان قادة عراقيين يحاولون معارضة هذا الطلب الذي يرجع أصله الى عقوبات الرئيس ترمب المفروضة على إيران .”
وكان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، قد أكد الاسبوع الماضي بعد لقائه بمحافظ البنك المركزي الإيراني عبد الناصر همتي، ان “الشعب العراقي عانى كثيرا من الحصار وانه يدرك الاذى الذي يتعرض له الناس جراء الحصار، والعراق لن يكون جزءا من نظام العقوبات على إيران وعلى أي شعب آخر”.
جدير بالذكر ان الغاز الطبيعي الإيراني يعتبر أهم مصدر للطاقة يستورده العراق من إيران، وقد تم منح العراق مهلة سماح 45 يوما للاستمرار باستيراد الكهرباء وتم تمديد المهلة الى 90 يوما في كانون الاول الماضي، فيما أشار متحدث باسم الخارجية الاميركية في كانون الثاني الماضية، إلى ان ” وزير الخارجية مايك بومبيو تحدث مع قياديين عراقيين كبار في بغداد عن ضرورة استقلال العراق في مجال الطاقة والاعتماد على نفسه “.