- أن كافة المبادرات الخاصة بالعملية السلمية بين الدول العربية وأسرائيل كانت تنص على إقامة علاقات عربية علنية مع أسرائيل بعد التوصل إلى اتفاقية سلام والتي كان آخرها مبادرة السلام العربية عام 2002 م إلا أن الوضع في صفقة القرن يقوم على تطبيع العلاقات العربية الأسرائيلية قبل البدء بالعملية السلمية كدافع تحفيزي لأسرائيل من أجل التوصل لعملية سلمية وليس بعدها .
وهو بند في غاية الخطورة لأن ذلك من شأنه تغييب الموقف العربي بالكامل عن مشهد الصراع الفلسطيني والأسرائيلي مما يجعل أسرائيل تنفرد بالقضية الفلسطينية وتصفيتها بالطريقة والشكل الذي تريده .
هذه النقطة كانت محل ترحاب لدى العديد من الأنظمة العربية وقد صرح نتنياهو بوجود علاقات عربية أسرائيلية سرية وبات واضحا أن هناك العديد من الدول العربية الخليجية على وجه الخصوص ترغب في تعزيز علاقاتها مع أسرائيل انطلاقا من رؤيتها التي تقول أن المشروع الإيراني أخطر من المشروع الأسرائيلي وأنه في حال عززت علاقاتها مع أسرائيل فإنها سوف تحمي نفسها من خطر المشروع الإيراني بل ومحاربته وإسقاطه .
وهناك ضغوط تمارسها قيادات عربية على القيادات الفلسطينية من أجل قبول صفقة القرن. - أن الملف السياسي شديد الأهمية في صفقة القرن هو ملف اللاجئين الفلسطينيين بصفته أكثر الملفات أهمية في مسألة الصراع العربي الأسرائيلي خاصة بعد أن اتخذت واشنطن قرارا بتجميد أموال المساعدات الأمريكية المخصصة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الأونروا) علما ان الأونروا هي المسؤلة عن تعليم وتشغيل وعلاج اللاجئين الفلسطينيين سواء. في قطاع غزة والضفة الغربية أو في دول العالم المختلفة .
ويعتبر الكيان الصهيوني ملف اللاجئين الفلسطينيين هو أخطر ملفات الصراع وفقا لمسألة الصراع الديمغرافي والذي يسعى للتخلص منه بشكل أساسي في أي تسوية . - لقد قدمت مبادرات السلام السابقة العديد من الحلول لمسألة اللاجئين الفلسطينيين إلا أنها باءت في الفشل وسبب ذلك يرجع إلى أن غالبية الشعب الفلسطيني لاجيء وهذا يعني انها مسألة مرتبطة في كل بيت وشارع كما أن المكون الرئيسي لأصحاب القرار الفلسطيني السابقين والحاليين هم أبناء اللاجئين .
كما يتميز ملف اللاجئين الفلسطينيين ببعدين مهمين الأول ( البعد الإنساني ) والثاني ( البعد الدولي) نتيجة لوجود اللاجئين الفلسطينيين في العديد من الدول حول العالم .
وعليه فمسألة اللاجئين الفلسطينيين قد تعد إحدى المعطلات الرئيسية لأي تسوية أو صفقة انطلاقا من تشعباتها فمن الصعب جدا على بعض الدول ان تقوم بتوطين الفلسطينيين على اراضيهم وذلك لكون الفلسطينيين ربما يشكلون كم كبير قد يزيد عن السكان الأصليين كما هما الحال في الأردن ولبنان وسوريا - هل ستمر صفقة القرن ؟:
رغم المباحثات والحوارات والجولات الساخنة بين الجانب الامريكي والأسرائيلي ولقائهما مع عدد من الزعماء العرب ورغم موافقة بعض الأطراف العربية على صفقة القرن إلا أن التقييم كان بتدني فرصة نجاح هذه الصفقة لأسباب عدة منها :-
أ. عدم وضوح معالم صفقة القرن وتفاصيلها وبقائها مبهمة غامضة وبشكل مقصود حتى اللحظة .
ب. محاولة فرض الحلول بالإكراه والإجبار ثبت فشلها في السابق وإصرار إدارة الرئيس ترمب على تجاوز أي معارضة لها .
ج. مقاطعة قيادة السلطة الفلسطينية ورفض الخوض في تفاصيل الصفقة واعتبارها (( صفعة)) للقضية الفلسطينية
د. استحالة تحقيق السلام على أساس منفعة طرف ( الإسرائيليين) مقابل مصادرة حقوق الطرف الآخر ( الفلسطينيين) ومصادرة أرضهم وتهويدها ونفيهم خارج بلدهم واستبدال تلك الحقوق بحوافز مالية واستثمارية .
ه. استمرار التعنت والصلف الإسرائيلي برفض أي تسويات تتطلب تنازلات من طرفهم والتعويل على السلام الاقتصادي مقابل السيطرة المطلقة على الأرض والأجواء والمياه والموارد الاقتصادية .
و. توجه المجتمع الإسرائيلي نحو مزيد من التطرف سواء من قبل العلمانيين أو المتدينين مع ارتفاع الأصوات المطالبة بضم الضفة الغربية بشكل نهائي ل إسرائيل .
ز. فشل حل الدولتين من خلال الإجراءات الإسرائيلية على الأرض من مصادرة وتهويد واستيطان وجدار وعزل.
ح. رفض الأردن لفكرة التوطين الكامل وأن يصبح وطناً بديلاً للفلسطينيين .
ط. صعوبة تقبل لبنان فكرة تجنيس الفلسطينيين على أراضيها وهو ما سيتسبب بأزمة جيوسياسية ديموغرافية عند طوائف عدة هناك .
ي. حالة المواجهة التي خلقتها الإدارة الإمريكية مع دول وتكتلات كبرى مثل الصين وروسيا والاتحاد الأوربي التي لن تسمح باستبعادها من أي تسوية .
ك. الوضع الإقليمي الملتهب .
ل.أصرار بعض الأطراف العربية على عدم تجاوز الفلسطينيين في أي صفقة أو تسوية .
م.عقدة القدس حيث من شبه المستحيل أن يقبل من كل الأطراف العربية والأسلامية التنازل عن المسجد الأقصى ومدينة القدس .
والله خير الماكرين والعاقبة للمتقين وبشر الصابرين والله معنا
786