صفقة القرن .. الحلم القديم … الجديد

قراءة في الأبعاد والمسارات

  1. المقدمة:
    كثر الحديث مؤخرا عن شيء يجهز في دهاليز السياسة الامريكية الأسرائيلية وذلك بالتنسيق مع دول اقليمية عربية عرفت باسم (( صفة القرن )) والتي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية ضمن مشروع الشرق الأوسط الكبير الجديد حيث أن المستويات الفاعلة في هذه الصفقة سواء القوى الاقليمية أو الدولية تشير أن ما يجهز ليس خاصا بالقضية الفلسطينية فحسب بل يشمل منطقة الشرق الأوسط بالكامل ومن هنا تأتي أهمية استشراف شكل صفقة القرن القادمة بأبعادها المختلفة .

2.أصل التسمية:
أن مصطلح (( صفقة القرن)) ليس جديدا بل تردد سنة 2006 م عندما تم الحديث عن عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أولمرت أو ما عرف بتفاهمات أولمرت / عباس وما تسرب حينها من أنها اتفاقات تنتظر الانتخابات الإسرائيلية ونتائجها وهي الانتخابات التي لم تأت بما يشتهي أولمرت.
وفي 20 سبتمبر /أيلول 2017م تمت إعادة طرح مصطلح صفقة القرن مع وجود إدارة ترامب في الولايات المتحدة الأمريكية وتوفر البيئة الإقليمية والدولية الداعمة للسعي في استكمال المخططات.

  1. أن أهم محاور صفقة القرن هو المحور الجيوبولتيكي وبذلك أن الحلول الجغرافية التي قدمت لحل القضية الفلسطينية يمكن ايجازها على النحو التالي:-
    أ. مشروع الجنرال جيورا ايلاند : القاضي بضم ثلاثة أضعاف مساحة قطاع غزة من سيناء المصرية وإقامة ميناء بحري ومطار دولي مقابل منح مصر 600 كيلومتر مربع من صحراء النقب جنوب إسرائيل .
    ب. خطة أفيغدور ليبرمان وزير الدفاع الأسرائيلي عام 2004 : وتشمل ضم الكتل الاستيطانية لإسرائيل في الضفة الغربية مقابل ضم أراض,, يسكنها عرب خاضعة للسيطرة الإسرائيلية إلى الدولة الفلسطينية المستقبلية
    ج. خطط (نفتالي بينت) الوزير في حكومة نتنياهو وعضو المجلس الوزاري المصغر والتي طرحها عام 2016 وتحدث فيها عن ضم المنطقة المصنفة (C) في الضفة الغربية حسب اتفاق أوسلو والتي تبلغ حوالي 61 ‎%‎ من مساحة الضفة الغربية إلى إسرائيل وخلق شبكة تواصل في الضفة الغربية تشمل طرقا وأنفاقا وجسورا .
    د. خطة ( إسرائيل كاتس ) وزير المواصلات في حكومة نتنياهو المتعلقة بقطاع غزة وتشمل بناء جزيرة اصطناعية في بحر غزة على بعد 4,5 كم تتصل بالساحل بواسطة جسر خاضع للتفتيش وتضم الجزيرة ميناء ومنشآت للطاقة ومطار دولي .
  2. في سياق الجدل حول صفقة القرن تعددت التصريحات والبيانات ومن ذلك:
    تصريحات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني في 9 كانون الثاني 2018 – أن مقترحات ما يعرف بصفقة القرن تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وذلك من خلال تبادل أراض,, بعد أن يتم توسيع قطاع غزة على حساب سيناء المصرية وتوسيع دولة الاحتلال الاسرائيلي على حساب الكتل الاستيطانية المتواجدة في الضفة الغربية ومناطق الغور الاردنية لتصبح الدولة الفلسطينية على النحو التالي: قطاع غزة الموسع على حساب سيناء بداخلة ميناء ومطار دولي تحت مراقبة دولية ومناطق الضفة الغربية ( أ،ب) تتصل فيما بينهم بوسائل اتصال مترو انفاق قطار سريع معبر امن مع حق اسرائيل في الاحتفاظ بضمانات أمنية جوية وبرية وبحرية بالشكل الذي يفقد الدولة الفلسطينية المتوقعة صفتها السيادية بمعنى حكم ذاتي وظيفي موسع .
    وسيستفيد سكان غزة من إنشاء ميناء دولي كبير في القطاع الغربي من غزة الكبرى ومطار دولي على بعد 25 كم من الحدود مع اسرائيل والأهم بناء مدينة جديدة تستوعب مليون شخص على الأقل وتشكل منطقة تطور ونمو طبيعي لسكان غزة والضفة بل ويمكنها استيعاب اعداد من اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في دول اخرى.
  3. اما ما تناوله كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في تقرير له يتكون من (12) بنداً تحمل الخطوط العريضة للخطة الأمريكية كمايلي:-
    أ. الاعتراف بالقدس عاصمة لأسرائيل ونقل سفارتها اليها.
    ب. اختراع إدارة الرئيس الأمريكي ترامب عاصمة لدولة فلسطين في ضواحي القدس خارج إطار(6) كم عن حدود 1967 .
    ج. الإعلان خلال ثلاثة أشهر على موافقة إدارة الرئيس ترامب على ضم الكتل الاستيطانية وهي مسألة لا تزال قيد التباحث الامريكي الأسرائيلي فالرئيس الأسرائيلي نتنياهو يطرح ضم‎%‎15 فيما يقترح ترامب ضم ‎%‎10 .
    د. الإعلان عن مفهوم أمني مشترك للدولة العبرية ودولة فلسطين كشركاء في السلام ويشمل هذا المفهوم أربع نقاط وهي أن دولة فلسطين منزوعة السلاح مع قوة شرطوية قوية وإيجاد تعاون أمني ثنائي وإقليمي ودولي وربما يشمل مشاركة الأردن ومصر وواشنطن والباب سيكون مفتوح أمام دول أخرى مع وجود قوات إسرائيلية على طول نهر الأردن والجبال الوسطى وذلك لحماية الدولتين وبذلك تبقى أسرائيل على صلاحيات الأمن القصوى بيدها لحالات الطوارىء.
    ه. انسحاب القوات الأسرائيلية وإعادة تموضعهاتدريجياً خارج المناطق (أ،ب) في الضفة الغربية مع إضافة أراضي جديدة من المنطقة (ج) وذلك حسب الأداء والألتزام الفلسطيني دون تحديد جدول زمني وتعلن دولة فلسطين بهذه الحدود وتمثل المنا طق (أ) نحو ‎%‎18 من مساحة الضفة وتسيطر عليها السلطة الفلسطينية أمنياً وإدارياً فيما تمثل المناطق ( ب) ‎%‎21 وتخضع لإدارة مدنية فلسطينية وأمنية أسرائيلية بمعنى ان تكون الدولة الفلسطينية على مساحة قطاع غزة الموسع و‎%‎39 من مساحة الضفة الغربية
    و. اعتراف دول العالم بدولة عبرية كوطن قومي للشعب اليهودي وبدولة فلسطين كوطن قومي للشعب الفلسطيني
    ز. تقوم اسرائيل بضمان حرية العبادة في الأماكن المقدسة للجميع
    ح. على أسرائيل تخصيص أجزاء من مينائي أسدود وحيفا ومطار اللد للاستخدام الفلسطيني على أن تكون الصلاحيات الأمنية بيد الدولة العبرية
    ط. أن تكون المياه الإقليمية والأجواء والموجات الكهرومغناطيسية تحت سيطرة أسرائيل
    ي. إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين من خلال دولة فلسطين
    ختاما وبعد استعراض أهم المخططات الجغرافية الخاصة في الصراع العربي الاسرائيلي يمكن القول ان الدولة الفلسطينية ربما ستتكون من ‎%‎39 من الضفة الغربية وقطاع غزة الموسع على حساب سيناء ومنزوعة السيادة !!!؟؟؟ والسلام على من اتبع الهدى …

مقالات ذات صلة

اللواء الركن فيصل الدليمي

رئيس منظمة عين للتوثيق والعدالة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى