صورة العراق في الكاريكاتير الإيراني

أسبوع الصحافة الإيراني

لا يكاد يخلو كتاب مدرسي أو  صحيفة إيرانية  يومية أو أسبوعية ولا مجلة أو موقع الكتروني باختلاف موسم إصدارها من صفحة الكاريكاتير أو الرسوم التصويرية   بأنواعها وتصنيفاتها المختلفة التي تصور العراق والعراقيين  بأبشع وأقذر الصفات .

وقد  تم توجيه  الرسم والفن التصويري و الكاريكاتيري في إيران  بهدف اصطناع الخطر الخارجي  ؛ وبات  يقدم شكل اتصالي يعتمد على الدلالة الصريحة والبسيطة، لمعان ذات دلالات  سلبية محددة، باستخدام الرمز الذي يعبر عن هذه الدلالات في عرضه لصراع إيران مع الإقليم العربي ، ويخلق إدراك عقلي بتكوين صورة نمطية  مشوهه عن العراق  ،  لم ولن  تُنسى بسهولة، تدفعه دائما لتفكير في كيفية الثأر من هذا العدو .

لا شك بأن أيّ رسم كاريكاتيري يتناول صورة العراق  كان ولازال يتماشى مع المواقف الرسمية للدولة والثورة الإيرانية ، وقد توسّع فنّ الرسم والتصوير والكاريكاتير في الكتب المدرسية والصحف ، و مواقع التواصل الاجتماعي الإيرانية ، بحيث بات هذا الفن أحد  أدوات إيران لهندسة الصدام والصراع    مع العراقيين .

تلعب الرسوم التصويرية  والكاريكاتيرية دورا أشد من الكلمة المقروءة في كثير من الأحيان  ، خصوصا عند عدم اكتفائه في تصوير الواقع كما يراه هو ، بل أن ينتقل من الضحك والاستهزاء  إلى التحريض المباشر وإثارة المشاعر والدفع نحو التصرف والتطبيق خاصة انه يعتبر الوسيلة الأسهل في إيصال الأفكار والمعلومات للإيرانيين مستوياتهم وانتماءاتهم .

تم توظيف الرسوم الكاريكاتورية برعاية رسمية إيرانية كجزء من عملية الصراع والمواجهة مع العراق؛ كل ذلك يدفعنا إلى التساؤل حول تأثير ودور الرسومات التصويرية و الكاريكاتيرية في دعم الجهد التربوي والسياسي والقومي والمذهبي لدعم عملية التحريض والكراهية ضد العراقيين على اختلاف عرقياتهم وقومياتهم ومذاهبهم  .

في هذا المقال التحليلي  المقتضب سوف نعرض  لفن  الكاريكاتير ولنماذج مقتضبة منه – مع ما يتناسب مع الذوق العام لأن هناك صور فظيعة لم نعرض لها – ودوره  في إدارة الصراع الإيراني مع العراق   ؛ بفعل جملة من القيم التي جاءت ثمرة من ثمرات الكثير من التناقضات السياسية  والاجتماعية والسياسية والحضارية … التي أسهم التعليم الإيراني بترسيخه  بعد الثورة ” الإسلامية ” الإيرانية .

وترجمة لذلك فقد نسج الفنان الإيراني  بريشاته وألوانه المتأرجحة بين التحريض والكراهية  صورة قاتمة للعراق والعراقيين على حد سواء  .

 بالمجمل هي رسومات  نابضة بالعدوانية ، تحاول أن  تؤدى الرسالة  التي تستنهض الهمم للتعبئة ، وليكون لها  تداعياتها السياسية والاجتماعية والمذهبية الأخرى .

تحاول الصحافة والإيرانية  أن تعمد إلى المعلومة  تقديم الخبر في رسومات ، بشكل فض و ساخر ، وتدعمه  – في بعض الأحيان -بتعليق لحشد التأييد والتعاطف مع السياسة الإيرانية –  حيث تعمد إلى رسم خطى معركة الصراع العراقي  الإيراني  ، وتختلق بيئة صراعية تسعى للشحن والتعبئة حول الأحداث الساخنة ؛ لا سيما  توظيف مداخل الإيرانية والعراقية   ؛ كما اهتمت الرسوم الكاريكاتيرية بإبراز ملامح الصراع الإيراني  – العراقي بثوب من  عدم المصداقية والموضوعية ، الذي كشف عن السمات السلبية  في الشخصية العربية  ، و الاستهزاء من العراقيين،  وهي صورة تبالغ في إظهار تحريف الملامح ، وتشويه طبيعة خصائص الشخصية العراقية   ، بهدف السخرية أو النقد الاجتماعي، والسياسي.

الشخصية العراقية  حسب ريشة الفنان الرسمي الإيراني تحب العيش في الفوضى وعدم النظام ، والوساطة ،  والعمالة مع العدو ” الاستكبار العالمي : أميركا بريطانيا وإسرائيل ، حيث عبر الفنان الإيراني  عن سخرية الموقف، من خلال تقاطع الوجه وتعبيرات الجسد في شكل مختلف عن الواقع، ويهدف من خلال هذا  الرمز إلى  إحداث خليط من المبالغة ؛ وبشكل  لا يتناسب مع الحدث ، وأن يعبر عنه بشكل لا  يتوافق مع المعطيات على الأرض.


للأسف أن رسام الكاريكاتير وقع في مصيدة سياسة النظام الإيراني  والتي انعكست على المجتمع الإيراني  بجميع فئاته ومكوناته، وحيث أن إعلام دولة ولي الفقيه  إعلام مسيس وحزبي؛ نلاحظ أن معظم الكتاب والمصورين والصحفيين ومنهم رسامي الكاريكاتير يقعون في هذا المستنقع .
استخدم رسام الكاريكاتير الإيراني كذلك  الملامح الفنية التي يجب أن تتوفر في فن الكاريكاتير في رسوماته؛ ليسخرها في تحميل الشيء أكثر من طاقته؛  أي المبالغة والمغالاة، وقد استخدم الفكاهة والسخرية  في الكلمة والفعل والصورة والحركة لتوحي بمعان أخرى مختلفة، ويوجها كوسيلة للوصول إلى أغراضه، ولم يعد منتجاً للهجاء فقط متجاوزا وظيفته التقليدية في المبالغة والتضخيم؛  وتعزيز الكراهية . 

*فارسية العراق  :تركيز الكاريكاتير على  تناول أسماء الأماكن الجغرافية التابعة للسيادة الإيرانية .. جزر ، أنهار  باعتبارها مناطق فارسية ، في محاولة   لترسيخ فارسية   الزمان والمكان مثل : الخليج الفارسي ، رود أروند ” شط العرب ” معتبرين العراق  هي أرض إيرانية ؛ من خلال استحضار التاريخ ، وكان هذا الشعار الرسمي لاحتفالات إيران بيوم الخليج ” الفارسي” .

*التأمر على إيران   : حاول  الكاريكاتير محاولة تصوير العراق والمسئولين في العراق  دوماً   على أنهم عملاء متآمرون على قضايا الأمة الإيرانية  ، وتوعدهم بالقصاص العادل ، واعتبار أنها هي من تنصب الزعامات وتعزلها ، لا سيما رئيس الوزراء .

*العلاقات  بين العراق وقوى الاستكبار العالمي  على إيران   والتآمر معها : تصوير العراق بأنه  دولة متآمرة  على  الدولة الإيرانية وثورتها  .

*دعم الإرهاب :كيل الاتهامات إلى  بعض المسئولين العراقيين  ؛ بأنهم هم من صنع الإرهاب ودعمه  ، هذا ما تحاول إيران التسويق له من خلال الكاريكاتير.

*الإساءة إلى رجال الدين  العراقيين والجيش العراقي وتصويرهم بأقبح الصفات ، ومحاولة التأكيد على أن إيران تسيطر على مقاليد صناعة القرار ، واللعبة السياسية في العراق وإدارتها .

النتيجة أن فنان الكاريكاتير الإيراني والرسوم التصويرية  سعى إلى توظيف هذا الفن لخدمة  أهداف الثورة الإيرانية  ، سواءً أكانت سياسية أو أيدلوجية أو اجتماعية؛ لذا نستطيع القول أن الكاريكاتير استطاع أن يقدم الدعم الكبير للنظام الإيراني بهدف التعبئة ضد الشعب العراقي  ، وتضخيم فكرة اختلاق عدو جديد ، بما يخدم سياسات النظام ، في وقت هو  بأمس الحاجة لمن يرفع من الروح المعنوية للصمود والتصدي ولفت نظر الشعب إلى هذا  العدو الجديد .
الميزة أن  ليس للكاريكاتير حدود يجب أن يلتزم بها عند عرضه للأحداث ؛ وبالتالي هو  لا يلتزم بقواعد المهنة المثالية ؛ فكان بمثابة الفن السيئ ؛ ولهذا نرى أن رسام الكاريكاتير الإيراني لا يحاول الالتزام بقواعد وأخلاقيات  وأدبيات المهنة ، مدعوماً بصانع القرار السياسي والأمني  بشكل مطلق .

تعليق واحد

  1. أنت اقذر خلق الله ياخنزير فلن تستطيع لا انت ولا أبناء الوهابية والصهيونية إيجاد التفرقة بين هاذين الشعبين. فموتوا بغيضكم وأنتم أول من أرسل الدواعش والمجرمين لقتل أبناء العراق. كلكم العرب الخونة بدون إستثناء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى