د..سامي الجنابي
تأملت الحياة فوجدتها مبنية على القيادة المبصرة التي تدرك ماتريد وتخطط له لتصل إليه بأقل التكاليف ومن أيسر الطرق ، فأمة الأُسود لها قيادة ،وأمة النحلُ لها قيادة ، وأمة النمل لها قيادة ،وأمة السمك في أعماق البحر لها قيادة ،وأمة الطير في جو السماء لها قيادة وكل أمم الدواب والحشرات لها قيادة تعرف ماتريد وتنفذ خطتها في الانتقال والعيش والحماية والتكاثر وفق جداول زمنية فصلية صارمة ساعدتها في البقاء منذ ملايين السنين . قال الله تعالى :
وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38/الانعام)
علم الحيوان اليوم يقف صاغراً أمام هذه الحقيقة العلمية التي قررها القرآن الكريم منذ مئات السنين .
لكن الملفت للنظر أن أهل السنة في العراق كمجموعة بشرية تمثل غالبية العراقيين يريدون العيش خارج هذا القانون الكوني بلاقيادة ولاخطة ولو لحماية أنفسهم والبقاء على قيد الحياة وتوريث الأمانة للاجيال اللاحقة .
أعتقد جازما أنهم إذا بقوا على هذا الحال فسيتآكل وجودهم ويضمحلون ويذوبون ويلتحقون بإيران هم وقبائلهم على حد سواء كما ذاب سنة إيران حيث كانوا يمثلون ٩٠٪ من المجتمع الفارسي.
وستدرسهم الاجيال اللاحقة كأمة منقرضة لاوجود لها الا في كتب التأريخ!!
ولاية الفقيه تشتغل الليل والنهار لتنفيذ خطة جهنمية في هذا الاتجاه رصدت لها المليارات من واردات لنفط لتشييع العراق ثم تفريسه.
وعليه فلانستغرب اذا كان من مفردات هذه الخطة أقرار اللغة الفارسية في المناهج الدراسية عندما تستقر الامور لهم بشكل نهائي ، بل لانستغرب أن يلحق العراق بايران في إتحاد ايراني عراقي له علم واحد وعملة واحدة ودستور واحد .
سيقول البعض هذا بعيد، وأقول وفق معلوماتي بل هو قريب جداً طالما سنة العراق ليست لهم مرجعية وقيادة سياسية محنكة يلتفون حولها ويقوون شوكتها لتحميهم من الانقراض وتخرجهم من هذا المأزق التأريخي الخطير ، فترتب البيت السني الكبير بسرعة وتستدرك بقوة أخطاء وخطايا مابعد سنة ٢٠٠٣ الكارثية .