
ادارة بايدن سوف لن تسحب من العراق في نهاية العام وانها سترد وبقوة على اي هجمات عليها من قبل مليشيات ايران في العراق، رغم إن بايدن قال مؤخراً ان القوات الأمريكية “لديها حاليًا ما يسمى بقدرات تجاوز الأفق، مما يعني أنه يمكننا ضرب الإرهابيين والأهداف دون وجود جنود أمريكيين على الأرض – أو عدد قليل جدًا، إذا لزم الأمر”. هذه التصريح يؤكد استعداد امريكا لان تصيب اي هدف حي، متحرك او ثابت متى ما شاءت. هذا التصريح جاء بعد اعلانها حول عدم اكتراثها لمليشيات مريضة ومهترئة وعميلة لغير دولها لتهديدها. المقارنة بين التقدم الذي حصل عند الجيش الامريكي بين ٢٠٠٣ والان وتسليح وقوة وعظمة وتنظيم وحرفية جيش العراق في حينها وعتاكة واسلحة اليوم، امريكا تستيطع في ساعات انهائهم او تبخرهم من الارض الى الجحيم وبئس المصير. الجيش العراقي المقاتل البطل المحترف وبكل امكانيته خسر المعركة الغير متكافئة بكل حسابات الكون في ١٩ يوماً بعد ان هاجمته ٣٠ دولة، ثلاث منها دول كبرى، وانتم يا عتاكة العراق وجواسيس ايران لا تقاسون كقوة عسكرية بل عصابة عميلة تفتك بالناس العزل المساكين من المنطقةً الغربية والجنوب العربي المحتل من قبل ايران. العراقيون جميعاً وليس انا فقط يتحدوكم ان تهاجموا امريكا كما تدعون في نهاية الشهر القادم ياولاد خامنئي وخميني ومن لف لفهم!
هناك تناغم دولي بين تصريحات مكتب رئيس الوزراء العراقي الكاظمي والصدر والادارة الامريكية على اهمية كشف المسؤوليين عن محاولة اغتيال الكاظمي الاخيرة وكأنه واحد من الردود على تهديدات الحشد اللا شعبي الاخيرة باعلان ان يوم ٣١ / ١٢ هو يوم الثأر من الجيش الامريكي في العراق.
قوى التجديد التي يقودها الكاظمي عازمة على التغيرات التي اعلنتها مراراً وهي حكومة دولة اغلبية وجمع السلاح السائب وحل المليشيات التابعة قلباً وروحاً وعقلاً لقائد عام لها خارج الحدود، وهذا بحد ذاته تغير كبير نطمع ان يتحقق خلال الاسابيع القادمة وقبل ان تتحرك هذه المليشيات للسيطرة على الحكومة والدولة.
مليشيات العار تعرف جيداً ان ليس لها خيارات كثيرة هذه المرة، ولان خياراتها قليلة وقليلة جداً، فأما ان توافق على حكومة الاغلبية بشكلها الفائز انتخابياً وهذا فقدان كامل لهيبتها وامتيازاتها وارزاقها الحرام واخيراً هروب معظم عناصرها وتصفية قيادتها،
واما ان تفرض بالضغط الايراني حكومة توافقية وهذا ما يرفضه الشعب والفائزون والمجتمع الدولي والذي يبدوا استحالته الان، وخاصةً بعد فوز ٤٢ من المستقلين التشرينين و٧٢ من الصدرين و ٦٨ الحلبوسي/ الخنجر و٥٨ مسعود البرزاني،
واما الدخول في مواجهة عسكرية مع الدولة وكل الفائزين والمجتمع الدولي ويجربوا حظهم البائس مثلهم ان شاء الله. خيارات كلها في صالح الشعب اذا ما بقى الفائزون متماسكون في هذه المرحلة المهمة من تاريخ العراق الحديث.
ان ضعف وتشتت الحركة الوطنية هي واحدة من الاسباب المهمة لبقاء العتاكة الطارئين لهذه الفترة الطويلة نسبياً بالحكم رغم فسادهم العلني واجرامهم اليومي بحق الشعب وخيانتهم السافرة للوطن. الحركة الوطنية اليوم تمر بأسوء حالتها نتيجة تنازعها وتبادل التهم في ما بينها وفقدان البوصلة التي تقودها للنجاح في مهمتها الكبرى في اعادة هيبة ووحدة وقوة الوطن. نستطيع جميعاً ان نحدد اليوم وبعد ثمانية عشر عاماً واكثر من اي وقت مضى اسباب تشتتها بعد الضربة القاصمة التي وجهت لها من قبل اكبر دول العالم في ١٩ أذار ٢٠٠٣، وتعاون مخابرات هذه الدول مع بعض دول المنطقة على تفتيتها وتجويعها وتصفية قيادتها وشراء ضعاف النفوس منها. تفاجئ القوى الوطنية العراقية بقيادة حزب البعث بالضربة كان أمراً لا يغتفر وعلى هذه القوى مراجعة تاريخها وسبب سقوطها السريع كقيادة وقاعدة وفكر ونقد نفسها الصريح وتحديد الاخطاء وايجاد الطرق الكفيلة للنجاح بالانتقال للعمل الحقيقي للعودة لقيادة البلاد والمجتمع. على القوى الوطنية ان تعي اننا في ٢٠٢١ وان العالم يتطور بشكل سريع ومذهل نتيجة الوصول لعالم الانسان الالي المتحكم ( يشمل الروبتات والاقمار الصناعية الى الالة العسكرية الى التلفون والكاميرات التجسسية) بكثير من امورنا اليومية التي تجعل عدونا الداخلي والخارجي تقنياً في الموقع الاقوى دائماً ميدانياً أو سياسياً. القوى الوطنية عليها ان تنهض وتفهم الواقع اليوم وتنسى عقليات الستينات والسبعينات، وتتسلح بالعقل والمعرفة باسلحة اليوم وتمزج بين عقلية شباب اليوم المتعلمة والمنفتحة والمندفعة وحكمة شباب الامس ( شيابها) ذو الدهاء والمعرفة والصبر. عليها الانفتاح للداخل والخارج، تفهم سوء الفهم او حتى حقد بعض الحركات منهم ومحاولة امتصاص نقمتهم، عليها العمل تحت تسميات مختلفة والمشاركة بالعملية السياسية والانتصار كما حصل في ٢٠١٠، والوصول لقمة البرلمان بالزخم والعدد المؤثر المغير. العالم ليس له اختيار الا دعمكم والوقف معكم. تحتاج الحركة الوطنية لمحدثين ومفكرين مبدعين وقادة شباب مؤمنين.
النصر دائماً لقوى الخير والتقدم وهذه حقيقة تاريخية اما قوى الظلام والجهل فهي عابرة ومنسية. علينا ان نقف ونتقدم ولا نتراجع وسنتصر لان الله دائماً معنا.