حاول العراق منذ عقود ان يواجه التصحر بحملة وطنية عنوانها توسيع دائرة المناطق الخضراء حول المدن لوقف زحف التصحر الى المدن غير ان أولويات الحكومات العراقية المتعاقبة كانت لمشاغل أخرى الامر الذي أدى الى تفاقم هذه الظاهرة خلال السنوات الماضية حيث اصبح التصحر أكبر مشكلة بیئیة في تأریخ العراق، وتعرض أمنه الغذائي إلى الخطر
الأمم المتحدة من جانبها دقت ناقوس الخطر من تحول العراق الى مصدرعالمي للعواصف الترابية بعد ان ضربت مناطق شرقي الأردن وسوريا والمناطق الشمالية من السعودية والتي غطت معظم الأراضي العراقية
وتوقع برنامج الأمم المتحدة للبيئة ان العراق سيتعرض الى موجات عاصفة ترابية خلال السنوات المقبلة وإن تدهور البيئة فيه بدأت تؤثر سلباً في مجمل القطاعات وبشكل خاص الاقتصادية والصحية
فبدلا من تساقط الامطار في فصل الشتاء تساقطت ذرات التراب واصطبغت الأرض باللون الأسود حيث تصاعد الغبار الذي جاء نتيجة العواصف الترابية مسببةً تدني الرؤية بسبب سرعة العاصفة التي حملت معها الأتربة والرمال وتسبّبت بآلاف حالات الاختناق ،.
وعزا مختصون بشؤون الجغرافيا والأرصاد الجوية، أنّ ثمة ظروفاً عامة متداخلة تساعد في حدوث الغبار وانتشار العواصف الترابیة، ولاسيما هناك ظروف عامة لابد من توفرها لحدوث ظاهرة الغبار وهي زیادة سرعة الریاح السطحیة وتوفر السطوح الجافة المغطاة بالرمال والأتربة الناعمة، فضلاً عن عدم استقراریة الجو وتؤدي بذلك الى انتشار الأتربة والرمال في الغلاف الجوي. فضلاً عن زیادة التصحّر في العراق والتي تعد أكبر مشكلة بیئیة في تأریخه، وتعرض أمنه الغذائي إلى الخطر، ولها نتائج بیئیة واقتصادیة واجتماعیة وخیمة، إذا لم تتم معالجتها بسرعة.
ويكشف مصدر جيولوجي عن أنه بعد عمليات تجفيف الأهوار واقتلاع الأشجار من بعض المناطق نتيجة الفوضى وغياب القانون الرادع وانعدام الاهتمام بالبيئة واهمال القطاع الزراعي، نتج عن كل ذلك وغيره مشكلة “التصحّر”. والتي تتفاقم عندما انخفض مستوى الأمطار ، فضلاً عن ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع نسبة ملوحة الأرض وانحسار الغطاء النباتي هذه كلها أسباب وعوامل التصحّر،كما ان نزوح الإنسان من الريف الى المدينة يعد عاملاً مؤثراً من عوامل التصحر
ولكن العامل الأساسي الذي وضع العراق في مركز العواصف الترابية والذي اهملته تقارير الأمم المتحدة وحتى المسؤولين العراقيين هو تحرك المعدات العسكرية الامريكية والعراقية الثقيلة منذ احتلال العراق عام 2003 وانتشارها في المناطق الزراعية
ويضاف الى ارتدادات العواصف الترابية انتشار ظاهرة أمراض واوبئة وتصحر وجفاف وقلة الامطار إضافة إلى معاناة أخرى للبيئة والأرض العراقية كالزلازل التي لم يألفها العراق من قبل وبهذا الكم المرتفع من الهزات الأرضية
ان الحروب والعمليات العسكرية والانفجارات التي شهدها العراق على مدى السنوات الماضية هي من حركت قشرة الأرض العراقية وحولتها الى عواصف ترابية لم يألفها العراقيون ناهيك عن غياب الاحزمة الخضراء حول المدن التي كانت مصدا للريح وللعواصف الترابية الامر الذي أضاف للعراق عنوانا جديدا في سلم الدول التي تعاني من الفساد والفقر بتصدره قائمة الدول التي تعاني هذه المرة من التصحر والعواصف الترابية