عراق الصراعات وعالم اليوم والتغير القادم

الحراك العراقي

ايهم السامرائي

تحرك الفئة الضالة (حركة الجيل الجديد) في كردستان هذه الايام ضد النظام الوطني في اربيل ولاسباب واهية بعد كل التقدم الذي حصل في كردستان خلال العشرين سنة الماضية للارض والمجتمع حتى اصبحت كردستان مثالاً يضرب به في المنطقة والعالم بعدالة نظامها وبسرعة تطورها الحضاري وقوة جيشها وأمنها، وبعد كل الهجمات الايرانية على الارض ومن الجو لتخريب نهضتها وسيادتها وشموخها، هو دليل واضح لمعظم المراقبين السياسين ان هناك تفاهم ان لم يكن ارتباط بين قيادة هذه الحركة المشبوه واطلاعات ايران( المخابرات الايرانية). نحن في الحراك العراقي ندعم وحدة وقوة وتماسك شعب كردستان ونقف صفاً واحداً مع الحكومة المنتخبة شرعياً من قبل الشعب ضد اي قوة ضالة تريد الخراب لكردستان العراق وكل العراق. ادام الله قوة وعزة شعبنا في كردستان ومن الله التوفيق والامان.

العراق ومنذ بداية اعلانه في ٢٣ أب ١٩٢١ وانتخاب الامير فيصل أبن الحسين ملكاً على العراق ولم يستقر، ٩٨ عاماً ولم يهدء، شعباً متفرقاً بالدين والقومية والمناطقية والعشائرية، ولم يتعلم التعايش مع الاخر طبقاً لبروتوكولات بناء العلاقات والعيش مع الاخر التي سبقتنا بها كل دول العالم. العالم قد تجاوز كل هذه العقبات بوقت طويل وبدء مرحلة المدنية والتحضر والانفتاح ودمج المجتمع في بوتقة واحدة تسمى بوتقة الانصهار في امريكا التي يسكنها من كل الاعراق والاديان والثقافات، ولكن اصر متخلفو العراق الفاشلين دراسياً والمتأخرين عقلياً وحضارياً والمتصارعين على ما وهبهم الله لطفاً وكرماً منه، من نفط تحت الارض ليكون عوناً لهم في فقرهم العقلي والاخلاقي، على التفرقة حتى درجة تدمير وبيع العراق وتشريد اهله.

العراق لا يمكن ان يبقى يدار بأيدي متخلفة وخارجة عن قانون التطور، لاننا شعب نريد الحياة مثلنا مثل باقي شعوب الكون الذي خلقها الله سبحانه. مقتدى الصدر ورغم تخلفه الدراسي الأكاديمي ولكنه اثبت انه يتعلم وقابل للتطور والتحضر اكثر من كل رجال الدين السنة والشيعة الاخرين. رجل يتحلى بصفة القيادة التي تمكنه من السيطرة على الفوضى والفوضويين وتحويلهم الى منظمين وفاعلين في مجتمعهم. على السيد الصدر ان يعجل في اخراج نفسه وجماعته من التسول والفقر والتخلف والجريمة المنظمة الى العمل الاحترافي المنتج الحقيقي، ودفعهم في اتجاه الدراسة الحقيقية وليس المزورة وتطويرهم ليكونوا بشر ناجحين ونافعين يستفاد منهم المجتمع وعائلاتهم والعراق. يجب ان يكون هناك فرق عديدة في الحركة الصدرية (شبيه بأسرى الكفار الذي طلب منهم تعليم المسلمين لقاء اطلاق سراحهم) تشجع الصدرين على القرائة والتعلم واللبس والنظافة والاخلاق وحسن الكلام وووووو باختصار العمل لنقلهم الى عالم اليوم ليكونوا فاعلين ومنتجين ومفيدين لنفسهم ولوطنهم.

الصدرين مجموعة صغيرة جداً من مجتمع تأكله دودة الارضة من قدمية الى رأسه، والعاقل في هذا المجتمع خرج وهرب من كل العراق لانه اكتشف ان الساعة والزمن في العراق قد توقفا، والوقت سوف لن يمشي وان البعران والحمير ستملىء الشوارع بدل السيارات والناقلات الحديثة الكهربائية المبردة والمتطورة، هرب لانه علم ان من سيدير مدارس العراق جاهل وشهادته مزوره وفارغ ولا يعرف ان الدول والحضارات المتقدمة تبنى من الطفولة، هرب لان علم ان المستشفى اصبحت تدار بأيدي الفراشين والعصابات والمليشيات المنفلته وممثلي العشائر التي تطلب دم ابنها المتوفي داخل المستشفى، المستشفى التي ترعى فيها الفئران والقطط والكلاب السائبة والمعممين، هرب لانه علم ان الجامعات اصبحت من اكبر مراكز الدعارة في البلاد ومعظم رؤساء الجامعات ومدرسيها “كواويد” للمليشيات وقيادتها وان معظم الطلبة المتفوقين فيها هم الاغبى في الصف والجامعه وابناء الحثالات، هرب لانه علم ان جيشه واجهزته الامنية فقدت نبلها واخلقها وقسمها التي قسمته بشرفها من اجل حماية أمن الوطن والدستور واصبحت تابعة وضعيفة تأتمر بأصغر مليشاوي ايراني الانتساب والهوى وحتى اللهجة، هرب لأنه علم ان حارس محطة الكهرباء أصبح يعطي الكهرباء لمن يدفع اكثر ويتقاسم المقسوم بينه وبين المدير والمليشيات التي تحيط بالمحطة، باختصار هرب لان البلد في كارثة اخلاقية ووطنية لن يخرج منهم الا بثورة جذرية تغير النظام بالكامل وتشكل حكم رئاسي وتطرد الايرانيين والافغان والباكستانيين بالمطلق الى بلدانهم حتى ولو كان السيستاني بنفسه وابنه وابن ابنه منهم، وترفض النصح والمشورة والتدخل من الغرب عندما تتعارض مع اعادة ترتيب البيت العراقي باستخدام القوة اذا ما احتجنا لذلك.

خطاب السيد مقتدى الصدر الاخير أثبت انه لازال على خطته في تغير النظام الفاسد الى نظام وطني مدني ديمقراطي حر عندما قال استغلوا وجودي لإنهاء الفساد ودعى إلى إجراء انتخابات مبكرة بعد حل البرلمان الحالي وأضاف ان أغلب الشعب قد سأم من الطبقة الحاكمة برمتها واعلن رفضه لدعوات الحوار بالمطلق وطالب المعتصمين بمواصلة الاعتصام حتى تحقيق المطالب الوطنية وختمها بالقول: أنه “لن يكون للوجوه القديمة او من يمثلها وجود من خلال عملية ديمقراطية انتخابية مبكرة بعد حل البرلمان”. خطاب قوي تبعه التشرينين في مسيرتهم العملاقة يوم الجمعة الماضية ليؤكدوا مطالبهم في تغير النظام الى رئاسي ونبذ الطائفية واعلان الحكومة المدنية وطرد ذيول ايران ودعم حكومة انقاذ وطني تقود البلاد لتحقيق الاهداف اعلاه. اعلنوا وبكل صدق قربهم للحركة الصدرية لأنها الاقرب لهم في مطالبها الوطنية وعلى الصدر استغلال هذه الفرصة التاريخية وتوحيد التشرينين وثوار المناطق الغربية تحت مظلة الحراك العراقي من اجل تحرير الوطن كل الوطن واعلان حكومة الانقاذ للبدء بتحرير العراق والتقدم للامام.

مرت علينا ذكرى ٨ /٨ / ١٩٨٨، اليوم الخالد في تاريخ العراق الذي خرج فيه العراق منتصراً على عدوه ايران الملالي، وهي الذكرى التي تؤرق إيران وجميع مرتزقتها في العراق . على وطني العراق العمل بجد وقوه لتذكير العراقيين بماضي ابائهم البطولي الذي رفع راية العراق وشعبها عالياً، واخرجهم من الحرب منتصرين على عدوهم الغاشم اللئيم، وتشجيعهم على ان يتبعوا دور ابائهم ليكرروا الانتصار على عدوهم السارق لثرواتهم وخيراتهم وقاطع أنهارهم مستخدماً ذيوله وجواسيسه وعملائه حكام العراق اليوم. المجد والخلود لشهداء العراق الابطال السابقين واللاحقين والتحية لمن على طريقهم من اجل العراق القوي الموحد.

قبل شهرين من الآن تسربت معلومات استخباراتية ان بريطانيا قد تسلمت مفاتيح العراق الجديد من امريكا واخذت القيادة بتنفيذ تغيرات شاملة تعيد للعراق سيادته ووحدة اراضية واستقلاله الكامل من سياسة ايران الارهابية في المنطقة. ويبدوا ان نجاح هذا المشروع يعتمد اولاً واخيراً على حراك الشارع وقوته وقلب الطاولة على كل عتاكة ما بعد ٢٠٠٣ وتعطيل مؤسساتها والمطالبة بتغير النظام واعلان حكومة الانقاذ التي تصبح متناغمة مع ما يريده المجتمع الدولي المتحضر وليس ايران التخلف واللطم.
تحركات ثوار الغربية هذه الايام ونزول التشرينين للشارع ودعم الحركة الصدرية كلها مؤشرات جيدة نحو التغير المنشود داخلياً ودولياً وعلى العراقيين ان يعرفوا ويتأكدوا ان لم يتحركوا وبقوة سوف لن ينجح اي مخطط دولي لانقاذهم وتوكلوا على الله لانه دائماً معنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى