مظاهرات السبت الماضي والايام التي لحقته حقا تمثل حراك وطني كبير غرد به الصدر الذي بدى وكأنه يتصرف كقائد وطني لا طائفي ويدعوا الشعب … كل الشعب بعدم تفويت الفرصة لتغير النظام ونبذ الطائفية والفساد والجريمة المنظمة والتبعية لايران واعلان حكومة الشعب المدنية الديمقراطية النزيهه الممثلة لكل الشعب وليس لفئة او طائفة او قومية. دعوته كانت وطنية بامتياز وكلامه هذه المرة متوازن وعابر للطوائف والاديان والقوميات، توجيهاته كانت اكثر تقدماً ورقي من اتباعه الذي يبدوا ان قيادتهم الميدانية لازالت تتصرف بطائفية مقيته ( اللطم والأهازيج الطائفيه المجوسية داخل البرلمان الممثل لكل الشعب بكل اطيافه كان كارثة وغباء من قبل الجهلة في التيار وضعف في قيادتهم الميدانية أما لعدم قدرتها على السيطرة عليهم او انها في عالم غير عالم الصدر) ومناطقيه بعيدة عن الثقافة البغدادية الراقية والمتحضرة. أما ترتقي الحركة الصدرية للوطنية المتمدنة في سلوكها وثقافتها او تنتهي بأسرع مما تتوقعه قيادات الحركة الصدرية نفسها او اعدائها. اذا لم يستطيع الصدر ان يخلق منهم اناس دولة وليس فوضويون كما هم الان؟ عليه ان يختار النخبة منهم ( المتعلم او الذي يتعلم) ويكونوا بمقدمة التظاهرات أو للسيطرة على البرلمان او اي اجهزة أخرى حكومية.
الحراك التشريني والغربي( المناطق الغربية)، لم يشاركوا في هذا التحرك لحد الان، لشكوكهم بالصدرين وبقيادته لانهم يتذكرون كيف استشهد منهم المئات في عام ٢٠١٩ عند محاولتهم دخول الخضراء بينما التيار يدخل ويخرج كانه داخل منزله. يتذكرون كيف كانت ايام ثورة تشرين وكيف كان قناصة الحرس الثوري الايراني والاطار يقتلوهم بالرصاص من فوق المباني والتيار الصدري بالهراوات والسكاكين من على الارض. الوطنيين العراقيين حقاً يعتقدون اليوم ولحد هذه اللحظة “ان ما يجري ليس له علاقة بالعراق ولا شعبه انما هي معارك من اجل المغانم والمناصب لا من اجل الاصلاح كما يدعي الصدر” .
ولكن من المنصف القول ان الصدر تعلم الكثير من ٢٠١٩ لحد اليوم وكيف غير أصطفافاته الداخلية والدولية وكيف غير خطابه السياسي وجعله اكثر قرباً للوطنية والمدنية واكثر قرباً لاهداف ثوار الغربية وتشرين. على ثوار الغربية وتشرين مد يد التفاهم مع الصدرين وتطوير العلاقة معهم على اساس العراق المدني الليبرالي الديمقراطي القوي اولاً واخيراً ويتكاتفوا من اجله ويتحدوا ضد اعداء الوطن من ذيول وتابعين وخونة وجواسيس.
الكاظمي وعمار الحكيم والمالكي ورئيس مجلس القضاء وغيرهم (من الذيول) يتكلمون على ان الحل سياسي وعلى الثوار ضبط النفس وعدم التسرع في الاشتباك مع الاطار الايراني في العراق “الف يوم من الحديث الهادئ خير من اراقة قطرة دم”، هذه كلها دعوات حق يراد بها باطل لاننا انتظرناكم ان تعيدوا الى رشدكم وتحترموا البلد مرة ومرتين وثلاثة واربعة ولم تعوا بل انتم مستمرين في غيكم. قتل خلال اسبوع اكثر من ستة وجرح العشرات لحد هذا اليوم والكاظمي يتحدث قطرة دم وكأنه لا يرى ان الاطار لا يريد الحوار بل يريد التلاعب من اجل اخذ الحكومة بالكامل او حصة الاسد من الحكومة المقبلة على الاقل. الكاظمي اما ان يصطف مع الثورة وينهي تبعيته لايران الملالي والاطار الذيل او ان يرحل لان في العراق العشرات بل المئات من قوات الجيش الذين هم في أتم الاستعداد لخدمة الوطن وتصفية المليشيات واعادة السيادة وهيبة الدولة.
ايران الملالي تخسر على كل الجبهات الان وتسير من خسارة الى اخرى وايامها اصبحت معدودة بكل حسابات الداخل الايراني او المجتمع الدولي. الداخل الايراني بركان ثائر يشمل الجميع شعباً واجهزة تابعة للملالي ايضاً، ومنهم الكثير من الحرس اللا ثوري والاجهزة الامنية والجيش الايراني في حالة فوران وغضب على ما يجري من فساد وظلم وتصفيات وقتل جماعي للسجناء بدون محاكمة والتدخلات الخارجية بدول الجوار ودول اخرى بعيدة جعلت الشعب الايراني يدفع ثمن غالي بحياته اليومية من اقتصاد او حرية او احترام لجواز سفرهم وغيرها. الشعب الايراني بشقيه المدني والعسكري وصل حدود لا تراجع بها وثورة الشارع في تعاظم ومجاهدين خلق للمقاومة الايرانية يزداد حظوظها داخلياً ودولياً، وقوتها تزداد الى درجة اصبح مركزها في باريس محط زيارة من معظم شخصيات العالم من رؤوساء جمهوريات ونوابهم، وزراء ونواب برلمانات وجنرالات كبار، الكل يود مقابلتهم ويدعمهم بكل قوة دولياً للوصول لهدفهم في تحرير ايران من طغمة الملالي البائسة.
الكونغرس الأمريكي يصوت على قرار يعتبر حزب الله اللبناني (بكل أجنحته) منظمة ارهابية ويدعوا الإتحاد الأوربي لاعتماد نفس القرار، ومجلس الامن يدعوا العراقيين الى ضبط النفس وتشكيل حكومة وطنية مدنية جامعة او ستستخدم الصلاحيات المخوله له في البند السابع الخاصة بحفظ الامن داخل العراق لاجراء اللازم. امريكا وبريطانيا متجهين نحو دعم حكومة طوارئ عسكرية عراقية كما قلنا مراراً في السابق وان الوقت حان وعلى حكومتي امريكا وبريطانيا الالتزام بمسؤلياتهم الدولية وتحقيق ذلك وبأسرع وقت لتحقيق دولة ذات سيادة ومدنية.
“سلام فرمانده قائدي علي خامنائي” نشيد ايراني معناه بالعربي “مرحباً القائد القائد علي خامنئي” ينشد يومياً في مدارس الجنوب بدل النشيد الوطني العراقي. مدارس كثيرة لحد الان احصينا منها مدرسة عز الدين سليم والامام الصدق وبنت الهدى ومحمد باقر الحكيم والطف والامجاد وبحر العلوم والانتفاضة الشعبانية والعدد في تزايد. صحيح ان العراق يحكم من قبل ذيول نكرة لا يحترمها شعبها ولا حتى عدوها ولا حتى من تعمل له كذيل وعميل وجاسوس، ولكن كيف يعقل ان هناك دولة مثل العراق فيها حكومة منتخبة من الشعب العراقي “الله يجرم” ولها ثلاثة رؤوساء ولها وزارة تربية ولكنها ليست لها ضوابط على مدارس الوطن. كيف تدرس مدرسة في العراق طلابها الصغار ان يكون ولائهم لكلب خارج الحدود، عدوا تاريخي للعراق وقتل الالاف من أسراه؟ وهل تعملون على بناء جيل هو ذيل الذيل ايها العبيد الاذلال؟
شعب العراق عليكم الخروج للمشاركة في التظاهرات الكبرى الحاصلة هذه الايام وعلى القوى الوطنية المدنية قيادة الشارع، لتحقيق الاهداف التي دعينا لها مرارا والتخلي عن وضع الحجج الذي هو أما غباءً سياسي من قيادات هذه الحركات او خيانة للشعب وعدم تحمل المسؤولية. الشعب يريد منكم التحرك الفعال والذكي والموحد فلا تخيبوا اماله وحان وقت الثورة والتضحية من اجل الوطن وتذكروا ان الله دائماً معنا.