على الطريق: المنطقة وايران على صفيح ساخن

ما زالت ايران تطلق التصريحات المتناقضة ردا على الانفجار المهيب الذي جرى بالامس مستهدفا منشأة ناتنز.
المؤكد ان الاستمرار في تبني هذا الاسلوب يعكس حالة الارباك والصدمة التي عللت سبب الانفجار وحدته مابين تجارب لمنظومات دفاعية صاروخية ، اوالرد على هجوم جوي معادي بطائرات مسيرة.

كل هذه التطورات صاحبها غياب توجيه الاتهام للفاعل او الجهة التي دبرت هذه العملية ؛ على الرغم من الاتهامات المبطنة التي يوجهها النظام الايراني دوما لاسرائيل بالقيام بمثل هكذا هجمات ،طبعا مشفوعة بزعم احتمالية تورط اطراف خارجية اقليمية تسير في قاطرة التطبيع في اشارة ضمنية الى (الامارات والسعودية )دون اعطاء المزيد من التفصيلات،وهو ما عودنا عليه التبرير الايراني العاجز عن الرد على تل ابيب .

مقالات ذات صلة

يمكن القول انه عادة ما يرتبط الحرص الايراني للترويج لهذه الشائعات واختلاق الاتهامات بثلاثة عوامل رئيسية هي:
١- محاولة اشغال الراي العام المحلي بالتحليلات عن فرضيات الهجوم واشكالها المتعددة ،ودوما ما تروج طهران لاشكال مختلفة لمثل هكذا تبريرات :مناورات دفاعية او هجمات غامضة غير مفهومة (سيبرانية ) او عمليات تخريب مختلفة ما بين هجمات صاروخية او مسيرات مفخخة او شبحية ، ثم تأتى مرحلة طرح الفرضيات والتساؤلات حول الفاعل من خلال اقلام التدخل السريع من الصحفيين التابعين للحرس الثوري اللذين يبدأون بكيل الاتهامات للخصوم والمنافسين ووضعهم في سلة واحدة مع اسرائيل ، والتي تتضمن التسويق لفرضيات حول كيفية تنفيذ هذه الهجمات والتحضير لها وانطلاقها،و هل كانت من نفس اسرائيل ام الامارات او السعودية او اذربيجان، و عادة ما يكون هدف الترويج لمثل هكذا اتهامات ومزاعم هو توريط دول الاقليم والزج بها في اتون المواجهة على حساب مواجهة اسرائيل .

٢- الترويج لفرضية وجود تعاون مع عملاء داخل المنشأت الحساسة الايرانية بعد استنزاف اشغال الرأي بالفرضيات السابقة ؛ومن ضمنها طبعا الهجمات التي نفذت ضد “ناطنز “على غرار ما سيق من تبريرات عقب هجمات العام الماضي، وتم الحديث وقتها بشكل واسع في الاعلام الايراني الى هذه الفرضية لاحقا من ان سبب الحادث كان اختراقا امنيا .
و عادة ما يتم الحديث عن هذه الفرضية بهدف ممارسة سياسة الانتظار والتريث،وعدم الاعلان عن حيثيات ما جرى فورا لاعتبارات استخبارية وسياسية .

٣- احتواء المخاطر الناجمة عن الافصاح عن المعلومات المتعلقة بطبيعة الخرق من خلال الترويج لاشكال عديدة من الهجمات؛ ربما لاسباب تتعلق باهمية تتبع خيوط ما جرى خشية من وجود شبكة معقدة من الاشخاص المتورطين خاصة بعد قرار اجهزة الاستخبارات التابعة للحرس الثوري، صاحب ذلك اجراء تحقيقات واسعة ، والتي عادة ما تتم بين المسؤلين المدنيبن والعسكريين العاملين بالمنشأةالمستهدفة ( ناتنز) والذي قد يقود ربما لمعلومات حول شبكات التجسس النشطة بقوة في ايران ،مما سيسهم
بالكشف عن سلسلة عمليات التخريب المعقدة التي جرت وتجري في ايران،وهذا الامر تطلب لاحقا طلب مساعدة روسيا والصين ،عبر المشاركة في التحقيقات وطلب المساعدة الفنية والتقنية .

المرجح ان التسويق دوما لفرضية الخرق الداخلي قد يحد من ضغط الرأي العام الايراني المطالب بالانتقام سريعا بسبب حاجة السلطات الايرانية الى التريث والمزيد من الوقت لتتبع خيوط الخرق الداخلي الذي يجرى لاستهداف منشأة ناتنز وغيرها بشكل متكرر ،ومحاولة اظهار هيمنة الحرس الثوري الذي يتولى حماية هذه المنشأت عسكريا واستخباريا ،للحد من محاولات تشويه صورته بعد نجاح اسرائيل في استهداف المنشأت النووية ،الى جانب تصفية الكثير من العلماء النوويين وكان اخرهم محسن فخري زاده ،مما احرج الحرس الثوري وهز من صورته بعد نجاح عمليات الخرق المتكررة .

الكل يترقب ما يجري في الاقليم وسط معلومات تؤكد ان هناك حالة تأهب لحدث اقليمي كبير ، وغير مسبوق، يجري الترتيب والاعداد له ،وقد طلب من دول المنطقة الاستعداد لهذا التطور وتداعياته، بما يتجاوز استهداف ناطنز بالامس الى حدث جلل يتم الترتيب والاعداد له بعناية ؛خاصة مع زيارة وزير الدفاع وقائد الموساد الاسرائيلي الى واشنطن -مما يعيدنا بالذاكرة الى الظروف التي سبقت اغتيال قاسم سليماني – وربما قد نشهد عمليات ربما تطال عمليات اغتيال لقادة النظام الايراني، واستهداف اوسع للبنية النووية والصاروخية ومصانع انتاج الطائرات المسيرة،ولا يستبعد اغتيال قادة لوكلاء ايران في المنطقة من طراز حسن نصرالله .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى