في يوم من ايام شتاء عمان عام 2010 التقيت الاستاذ سمير الشيخلي بشقته المتواضعة للدردشة حول امكانية اجراء حوار تلفزيوني معه ، الا انه وبدلا من ذلك استفاض في استذكار بعض محطات عمله حين كان امينا للعاصمة وفي نفس الوقت كان قائدا لحزب البعث في مدينة “الثورة” ذات الكثافة السكانية والتي تقع في شرق بغداد ، يقول “ابو سمرة” كما كان يطلق عليه ، انه وحين كان في مقره الحزبي بعد منتصف الليل جاءه اتصال هاتفي من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين اخبره فيه ان يبقى في مكانه وانه قادم اليه كي يلتقيه لامر مهم للغاية على ان لايبلغ احدا بذلك كي لاتكون هناك اية جمهرة ، وبالفعل وصل الرئيس بعد الساعة الثانية ليلا وطلب منه ان يصطحبه في جولة بسيارته التي لم يكن فيها احدا غير مرافقه ..
في الطريق قال الرئيس ان غدا سيكون اجتماعا لمجلس قيادة الثورة نقرر فيه ، اما ابقاء هذه المدينة وسكانها واعمارها وبنيتها التحتية ، او ترحيلهم الى اماكن اخرى بسبب كشف التحريات الجيولوجية وجود خزين نفطي كبير فيها ، وانه هو مع الخيار الاول وعليه لابد ان نتجول في احياء وازقة المدينة ، وبالفعل يقول “ابو سمرة” قمنا سوية بتلك الجولة التي انتهت مع انبلاج الفجر بسرية تامة ودون ان يرانا احد ..
كان الرئيس يرى بنفسه المدينة المتعبة وطرقاتها التي تملأها الاوحال والمستنقعات والازبال حتى دمعت عيناه اكثر من مرة لهول مارآه وكان يقول ويردد مع نفسه كيف نسمح لانفسنا بعد مرور سنوات على قيام الثورة وهؤلاء العراقيين يعيشون بهذا الشكل ، حينها وفي طريق العودة طلب الرئيس من رفيقه الشيخلي ان يصطف في اجتماع الغد الى جانب الرأي الذي يمنع ترحيل السكان والتعهد بأعادة بناء البنية التحتية للمدينة واعمارها بواسطة شركات اجنبية تمد انابيب المجاري العملاقة والخدمة الهاتفية والاسلاك الكهربائية تحت الارض ومن ثم اعمار الطرقات والابنية والحدائق العامة .. وذلك ماتحقق بعد ثلاث سنوات من العمل المتواصل باشراف تام من قبل الامين الشيخلي وسميت بعدها ” مدينة صدام ” !
1٬262
وهل ستنفع هذه المناشدة ويكون لها تاثير