فوجئ الفلسطينيين اليوم بخبر رئيسي في جريدة القدس الصادرة في مدينة القدس صباح اليوم الخميس 3 نوفمبر زيارة الشيخ عكرمة صبري الى إسطنبول واستقبال الرئيس التركي اردوغان له يوم أمس الأربعاء وقد تم اظهار الخبر في الصحيفة وكأنها زيارة دولة، فمن هو الشيخ عكرمة صبري وما هي صفته الرسمية ليقوم بزيارة دولة لتركيا ؟ لقد تم تعيين الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى ومفتي الديار الفلسطينية من قبل السلطة الفلسطينية سنة 1994 ونتيجة لمواقفه السلبية من أجهزة السلطة الفلسطينية وعدم تعاونه فقد تم احالته على التقاعد سنة 2006 ولم يتم تعيين بديل عنه من قبل السلطة الفلسطينية بسبب عجز السلطة الفلسطينية من إدارة معظم مرافق الضفة الغربية وقطاع غزة وخوفا من حركة حماس التي ينتمي اليها الشيخ عكرمة صبري وقي بقي الشيخ عكرمة طول تلك السنوات يعمل بدعم من حركة الاخوان المسلمين ويستلم راتبه التقاعدي من السلطة الفلسطينية وراتب اخر من حركة حماس , المفاجأة التي اصابت الشارع الفلسطيني كيف وصل الشيخ المتقاعد عكرمة صبري الى إسطنبول في مثل الظروف الحالية هل بقدرة قادر ؟ ان الشيخ المتقاعد عكرمة صبري رجل كبير في السن وقد تجاوز عمره 81 عاما وان مدينة القدس و الضفة الغربية مغلقة بسبب وباء كورونا وان هناك اغلاق شبه تام في تركيا فكيف طار الشيخ المتقاعد عكرمة صبري الى إسطنبول ومن أي مطار ومن سمح له المغادرة في ظل ظروف الاغلاق بسبب كورونا ؟ وبأي صفة يتم دعوته لزيارة تركيا ومقابلة رئيس الجمهورية ؟ المفاجأة الأخرى بان الاجتماع تم في مقر الرئاسة التركية وهذا يعني بان الشيخ عكرمة صبري تم التعامل معه كرئيس دولة وليس كشخص احيل رسميا على التقاعد منذ سنة 2006 ويستلم راتبين في وقت واحد.
وفي نفس الخبر نقلت جريدة القدس تصريحات خطيرة للشيخ المتقاعد عكرمة صبري وكأن القدس مازالت تابعة للدولة العثمانية وفي مقدمتها تصريحه بان الرئيس اردوغان أكد له شخصيا على ان دعم بلاده لن يتوقف لمدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، لا أحد يعرف عن أي دعم يتكلم الرئيس اردوغان وهل المقصود هو شراء ذمم الفقراء والمحتاجين والبسطاء في الأراضي الفلسطينية ورعاية القرود التي تلعب على الحبال وتجنيد المرتزقة للتحريض ضد الدول العربية عموما ودول الخليج العربي خصوصا؟ لا احد ينكر بان الرئيس اردوغان الذي أصبح الخبير في تجنيد المرتزقة بعد ان قام بتجنيد مئات الاف المرتزقة في حروبه العدوانية في سوريا والعراق وليبيا وأذربيجان حتى وصل به الامر التي تجنيد مقاتلي حزب العمال الكردي الماركسي الشيوعي التركي كمرتزقة يعملون وفق توجيهاته في العراق وسوريا وهم يحتلون قضاء سنجار العراقي منذ 2014 لغاية كتابة هذا المقال ويقومون بحماية ظهر القوات التركية التي تحتل جبل مقلوب ومناطق شاسعة في محافظة نينوى منذ 2013 وحماية طرق الامدادات البرية للقوات التركية من داخل الأراضي التركية الى جبل مقلوب.
إذا كان الرئيس التركي اردوغان حريص على مدينة القدس لماذا لا يرسل جيش تركي الى المدينة لحماية المقدسات؟ ان تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي وتركيا من اول الدول التي اعترفت بدولة إسرائيل ومازالت لها علاقات متميزة مع إسرائيل فلماذا هذا الدجل والكذب والضحك على الذقون؟
الشيخ المتقاعد عكرمة صبري له تاريخ عريق في التصريحات والمواقف العنترية فلا احد ينسى زيارته الى بغداد بصحبة مجموعة من مشايخ مدينة القدس وعلى راسهم الشيخ التميمي قبل العدوان الثلاثيني على العراق سنة 1991 بعشرة ايام وتحريضه الرئيس الراحل صدام حسين على عدم الانسحاب من الكويت وانهم سيشعلون الأرض تحت اقدام الغزاة اذا ما تجرأ احد منهم على ضرب العراق وما ان انطلقت المعركة حتى اختفى الشيخ المتقاعد عكرمة صبري والوفد المرافق له عن الأنظار وتم تدمير العراق والمنطقة وما ان حطت الحرب اوزارها ومرت سنتين على ذلك حتى ظهر الشيخ المتقاعد عكرمة صبري مرة ثانية ولم تتغير لهجته السابقة وفي نفس الوقت وقد كان الشعب العراقي تحت الحصار الذي دام 13 عام وتوفى مليون ونصف عراقي بسبب نقص الغذاء والدواء , تكررت نفس الزيارة لبغداد وبنفس اعضاء الوفد تقريبا في نفس التوقيت السابق وكانت في الأسبوع الأخير قبل الغزو الأمريكي للعراق سنة 2003 وصدرت عنه نفس التصريحات وبنفس مستوى العنتريات في زيارة الأولى لبغداد عام 1991 , نحن الان لا يجوز ان نعاتب من استمع لنصيحة وفد الشيخ المتقاعد عكرمة صبري خلال زيارتيه المتكررتين لبغداد لان الزمن قد تخطى وتغير نظام الحكم في العراق الى أسوأ وافسد نظام حكم في العالم ويتحمل الشيخ المتقاعد عكرمة صبري وامثاله جزءا من مسؤولية ما ال اليه الوضع في العراق الان.
تساؤلات كثيرة تدور في الشارع الفلسطيني اليوم، وحسب تسريبات من أعضاء الوفد الكبير المرافق للشيخ المتقاعد عكرمة صبري , إذا كان سبب استدعاء الرئيس التركي اردوغان الى عامله على الأراضي الفلسطينية الشيخ المتقاعد عكرمة صبري هو تحريض الشارع الفلسطيني ضد مواطني الدول العربية من زيارة مدينة القدس فهل ستقوم حماس بتشكيل وحدات لمنع كل عربي سيزور مدينة القدس تنفيذا لأوامر الرئيس اردوغان؟ وهل ستبقى السلطة الفلسطينية عاجزة عن اتخاذ أي موقف تجاه ما يحصل في مدينة القدس من جرائم يقوم بها مرتزقة اردوغان بحق الشعب الفلسطيني وهل سيبقى المسجد الأقصى تحت الاحتلال الإسرائيلي – الإخواني المزدوج بعد توقيع اتفاق السلام بين دولة الامارات والبحرين والسودان من جهة وإسرائيل من جهة ثانية؟ والتساؤل الاخير للشارع الفلسطيني هو عندما يستدعي الرئيس التركي عامله على الأراضي الفلسطينية الشيخ المتقاعد عكرمة صبري كيف يتم الدفع بالدولار او الشيكل او الليرة التركية المتهالكة؟