عودة البعث ووأد الفتنة الشيعية السنية

الحراك العراقي

ايهم السامرائي

الفتنة بين الشيعة والسنة في العراق في اوجها يقودها عملاء ايران والعمائم الاجانب في كربلاء والنجف والجهلة من العراقيين شيعة وسنة. وأد الفتنة الطائفية عملية على غاية من الأهمية، لسد واحدة من الثغرات الخطيرة التي يمكن أن تعكر الصفو الأمني الذي لاح في الأفق خلال الأسابيع الماضية، وهو ما يتطلب رؤية واضحة ومحددة لحل الأزمة من جذورها ومنع تجددها، والتي فيها اعتدى الرعاع الجهلة على مرقد ابو حنيفة رضي الله عنه (الذي كتب على قبره عباره “السلام عليك ايها المقتول بفتواه” وفتواه هذه هي امتناعه عن اصدار فتوى بتكفير زيد بن الامام علي السجاد بن الامام الحسين حين ثار على الدوله الامويه واستشهد) في الاعظمية وأهل الاعظمية الوطنيين المحبين لوطنهم والمضحين من أجله.
عمائم الشيعة الاجانب وبسب ارتباطهم بغير العراق ولأنهم قادمين من دول غير عربية اساساً لن يستطيعوا الاندماج مع أبناء الشارع العراقي ولن يندمجوا ( في احد منكم شاف السيستاني مثلاً يلقي كلمة من ٢٠٠٣ ومتلفزة ليسمع الناس ما ينطق او لا ينطق به)، ولهذا تجدهم كعابرين سبيل لا علاقة لهم بالعراق أو أهله، وحتى ما يجمعونه من اموال الزيارات وسرقة المال العام يهرب الى بلدانهم او بلدان اوربية لتكون مأوى درجة اولى (سبع نجوم) لهم ولاولادهم واحفادهم وليكونوا احد ملوك الارض المهاجرين اليها من العراق. بأختصار المذهب الشيعي (الصفوي) وليس الجعفري هو مذهب غايته مص اخر فلس من اتباعه بفعاليات ما انزل الله بها من سلطان ولكنها مدروسة وبشكل جيد ومنظم لإبقاء اتباعهم مرتبطين بهم الى الموت.
المرجعية الشيعية الاجنبية بالعراق حصلت على ميزانية دولة غنية مثل العراق بالاضافة الى ما تمصه من اتباعها المستمر، يعني الخير اصبح عشر مرات خيرات واصبح اولادهم وبناتهم واحفادهم في دول اوربا معروفين بحرق (دفتر) من عملة المئة دولار تحت رجل اي راقصة هناك، ومدمنين على كل انواع المخدرات وبنات الهوى، وشعب العراق ومنهم الشيعة العملاء والاشراف والوطنيين منهم يزدادون فقراً وجهلاً وتشريداً بأسم الدين والمذهب.
بسب هذه الثروة الهائلة بالاضافة للحقد الذي يكنوه في صدورهم ضد العرب المسلمين الذين نشروا الاسلام لهم عند الفتوحات في عهد الخليفة العادل عمر ابن الخطاب رضي الله عنه، وأغنوهم بقوانين جديدة منزلة بلسان عربي من الله تنظم حياتهم وبشكل لا يستطيع الغني ان يستغل الفقير او رجل الدين بالسيطرة الكهنوتية على الناس والمجتمع. رجال الدين العجم الصفوييون جهدوا في البقاء في الحكم والسيطرة على المال والقوة ( بخلق الحشد الطائفي التابع لقم) ليستمروا بتخويف الشيعة العتاكة من السني القادم من المريخ والبعثي والقومي العروبي “البعبع” لانه ضدهم باعتبارهم غير عرب وغير أجانب.
الصراع “الفتنة” سيستمر ما دام هناك من يخذيه من رجال الدين وما دام هناك أغبياء اولاد أغبياء بين المجتمع متسلطين على السلطة والمال والقوة بفتوة معمم اجنبي عميل حاقد على العراق وشعبه ووحدته. الفتنة ستنتهي عندما يعي الشعب المسكين وخاصة طلائعه ومفكريه ومثقفيه، شيعتهم وسنتهم للمأساة التي هم فيها والتي تحتاج لثورة كبرى تبدء بالعصيان المدني الشامل وغلق المحلات بأكملها وبقاء الطلبة والموظفين في بيوتهم لمدة تقصر او تطول اعتماداً على ردة فعل ممثلي النظام الحالي، ومن ثم تتطور الى ثورة شعبية كبرى يسيطر بها الشعب على دوائر الدولة واحداً واحد الى بداية تهالك ممثلي العمائم بالسلطة واعلان حكومة انقاذ وطني اساسها ويرأسها العسكر يساعدهم التكنوقراط من المدنيين. السرعة مهمة لان كل يوم يمر يتأخر عراق ومستقبله ألف يوم للحاق بالحضارة والتكنولوجية والتطور والغنى لكم ولاولادكم ولأحفادكم.

الدعوة لمؤتمرات المعارضة الوطنية العراقية ازدادت هذه الايام والحراك العراقي لا يقف ضدها ما دام برنامجها موحد ووطني وشامل وليس استقصائي او لغرض فرض شخص او مجموعة على الحركة الوطنية بالالتفاف حول الطرق الديمقراطية المعروفة. قلنا سابقاً ونعيدها بعد مرور ١٩ سنة من الضياع والتشتت للحركة الوطنية يحتاج لها اليوم اكثر من اي وقت مضى لقائد محنك له تجربة في الحكم والعمل الجماهيري وله قواعد منظمة وله شرعية دولية. في العراق هناك حزب البعث، الحركة الوحيدة الشرعية الليبرالية القوية المنظمة الغنية القادرة والمعترف بها دولياً. قيادات البعث اليوم عليهم مسؤلية كبرى لاعادة تنظيم نفسهم واعلان قيادتهم الشرعية الوحيدة لتقوم بدورها في قيادة الحركات الشبابية والنقابية والعسكرية والامنية والمثقفة في الشارع العراقي المتعطش لقائد وطني وقوي وشجاع وذكي.
امريكا والغرب والرياض وأنقرة وحتى طهران اليوم اكثر من أي وقت مضى ينتظرون من حزب البعث دوراً اكبر في السياسة الداخلية للعراق بعد فشل هاجوج وماجوج وعتاكة بغداد ان يطوروا نفسهم الى رجال دولة يحترمهم شعبهم والعالم. العالم وطلائع شعب العراق ومثقفيه ينتظرون هذا التحرك الذي سينقذ العراق والمنطقة من خراباً محقق محتوم اذا ما بقى الاغبياء يوماً واحد اكثر مما بقوا في حكم العراق القوي الموحد. الشاعر الكبير الراحل عبد الرزاق عبد الواحد يذكر البعث والحركات العراقية الوطنية وشعب العراق كله عندما يقول لهم: عجبٌ سكوتكَ .. واحتمالكَ أعجبُ / أنتَ العراق إلى متى لا تغضبُ؟! / أنتَ العراق .. إلى متى تحني القفا ؟ / عُمرَ العراق رجالُهُ ما حدّ بوا؟! أفبعدَ هذا الموتُ موتٌ يُرهَبُ ؟! / كُنّا نموتُ على هلاهل أهلنا / فمتى نموتُ وهُم دَمٌ يتصبَّبُ ؟! ثكلتني أمي إن تكن أنت الذي / بالأمسِ أعرفهُ الرَّهيب الأهيبُ!.

تسريب الاسئلة الامتحانية بعد مرور ١٩ سنة من حكم المراجع الدينية ” المقدسة” في النجف وكربلاء لهوا شئ بديهي في عراق ملئ بفتاوى دعم الفساد والتزوير بالشهادات وسرقة المال العام. معظم اعضاء البرلمان والقيادات السياسية والوزراء والمدراء العاميين والدرجات الخاصة من احزاب الدين السياسي يحملون شهادات مزورة ومعروفين للقاصي والداني ولم يحرك ضدهم ساكن منذ ١٩ سنة لا بل يتقدمون في المناصب الحكومية ويزيد غناهم وتزيد سرقاتهم للمال العام تحت انظار رئيس وقضاة المحكمة الاتحادية والمدعي العام والاجهزة الامنية. عراق يسمى اليوم بعراق فالتوا والعالم كله يعرف ذلك وليس العراقين فقط والاحترام لحكام العراق الجدد معدوم، وخريجي الجامعات العراقية اليوم يتعثرون في امتحانات المعادلة مع شهادات العالم ولم ينجحوا الا بمحاولات كثيرة بينما كان العراقي ينجح من المحاولة الاولى ومعروفين بقوة دراستهم وذكاء المتفوق فيهم. سرقة الاسئلة لا تحتاج لتحقيق مع المساكين والموظفين الصغار بل حققوا مع الكبار وابدأوا برئيس الجمهورية نزولاً لاصغر مدير عام بالتربية وستجدون المذنب هناك. كبار القوم فقدوا الشرف فلا تضيعوا وقتكم مع صغارهم.

الخطاب الاخير للسيد مقتدى الصدر بمناسبة وفاة والده وانسحابه كان كارثة في الوقت الخطأ. الشعب العراقي ينظر الى مقتدى في هذه المرحلة وبأصراره على حكومة اغلبية وحل الحشد قفزة نوعية جيدة يمكن البناء عليها لاعادة بناءً الدولة. عدم تحمله لأتباعه الذين بدونهم لا يسوى مقتدى شيء حتى لو كان على رأسه عشرة عمائم سوداء بدل الواحدة، هو الضعف في قيادته السياسية، وعدم التواضع وقلة خبرة في مجال السياسة. هؤلاء منك وبيك وانت خرجت منهم وكنت بينهم، ووفقك الله واصبحت قائدهم، وبسببهم وبسبب اصواتهم دخل حسابك المليارت من الدولارات. لتكون قائد عليك احترام جمهورك او اخرج من العمل السياسي واعمل بالمال والتجارة او رجل دين مقره الحنانة. البقاء معهم ٤ دقائق مع التهديد لهم من اللحظة الاولى تصرف لا يليق بكم كقائد مرحلة لهم ولمعظم العراقيين الفقراء الذين يرون بك المنقذ لهم.

الحراك العراقي يدعوا كما دعت قبله قوى وطنية اخرى الشعب للعصيان المدني الشامل لاضعاف النظام السياسي واسقاطه واعلان حكومة الانقاذ الوطني من أشراف الجيش والتكنوقراط ليقودوا البلاد للقوة والعز والسيادة وتذكروا دائما ان الله معنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى