فرنسا تعد العدة لمفاوضات سرية بين واشنطن وطهران

تسارع  وسائل الاعلام الإيرانية الخطى بلغة حربية غير معهودة ، ترعد وتزمجر وتبرر حول  ما أسمته “التوقیف القانوني والشرعي والمشروع  لناقلة النفط البريطانية”، وتحدثت عن الأسباب التي تبرر هذا التوقیف، وأطلقت لقب “شجعان المضيق” لوصف كوماندوز الحرس الثوري. الذي نفذ هذه المهمة  التي وصفت بالتاريخية  ، وصف ” القراصنة”، مستعرضة بالرصد  “قائمة جرائم السفن البريطانية ، وموظفة التاريخ كشاهد على صولات الايرانيين وجولاتهم ، والتي قاتلوا فيها  القوات البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى في جنوب إيران. وکتب أمير حس يزدان بناه، في صحیفة “خراسان” أ ًيضا، أن “إيران اليوم قوية، ولیست کما کانت في فترة القاجار، حیث کان البريطانيون یفعلون كل ما أرادوا فعله، وسيكون من الأفضل لبريطانيا أن تتخلى عن السلوك الاستعماري وأن تعرف أن إيران تستطيع الرد بقوة وحسم علی أي تهديد بريطاني .

تراهن إيران أن التصعيد مع بريطانيا لم يحرك واشنطن للرد معتبرة  أن الولايات المتحدة تتعامل بنوع من التسامح مع إيران، إذا كنا لا نريد تسمیة هذا السلوك بالتراجع والتنازل على حد زعم  الاعلام الايراني  ، معتبرة  أن هذا السلوك الأميركي يمكن تبریره، لأسباب عديدة منها أو ًلا، بأن إيران لها وجود عسكري كبير في المنطقة، وأن الولايات المتحدة لا تريد أن تشتبك معها في هذه الظروف. من ناحية أخرى، متوقعًة أن الرأي العام الأميركي والديمقراطي أنهم لن يوافقون ترامب في أية حرب محتملة ضد إيران، كما أن التجربة المريرة للتورط الأميركي في العراق وأفغانستان ما زالت عالقة في أذهان رجال الدولة الأميركي،  و ً وفقا لما ذکره الاعلام الإيراني ، فإن أي حرب في المنطقة سوف ترفع أسعار النفط، ولا يريد ترامب ذلك، ولا يهتم بدفع تكلفة توفير الأمن في مضیق هرمز على نفقة واشنطن .

في حين تعتقد وسائل الاعلام الاصلاحية   عما إذا كانت إيران يجب أن تتعامل بالمثل تحت أي ظرف من الظروف، مضيفة ألیس من الأفضل استخدام هذه القدرة لمواجهة العقوبات الأميركية، والتي قطعت، منذ عام، العلاقات التجارية لإيران  مع العالم؟، قائلة  تريد الولايات المتحدة وبريطانيا حصار إيران، وإجراء عمليات تفتيش للقوات الإيرانية في مضيق هرمز، وأن تجعل الاستيلاء على ناقلة النفط البريطانية بسبب انعدام الأمن في الخليج  ، في الوقت الذي تتبنى الدول الصديقة موقفا محايدا ، مثل روسيا والصين ، التي تبحث عن مصالحها الخاصة، ومن ناحية أخرى، يهدر الأوروبيون الوقت ولن يفوا بالتزاماتهم في إطار الاتفاق النووي

واعتبر الاعلام الاصلاحي  إن التصعيد  الإيراني سيترتب عليه نتائج وخيمة  ، وسيؤدي إلى نزاعات دولية، ومن ناحية ثانية، سيفاقم الامور بعد نجاح  الولايات المتحدة بتورط بريطانيا في الأزمة ، خاصة أن  الرأي العام العالمي اعتبر هذا الإجراء بمثابة عمل انتقامي، رًدا على ناقلة النفط الإيرانية في جبل طارق،  والآن الولايات المتحدة أقحمت بريطانيا في هذه الأزمة وباتت مستعدة للمضي معها بعد وصول بوريس جونسون .

في ظل ما يجري من تطورات أشارت صحيفة “كيهان” المحافظة عن تبادل رسائل سرية بين الرئيس الفرنسي ماكرون  والرئيس روحاني خلال الأسابيع الماضية ، ستدشن لمفاوضات مباشرة سرية بين واشنطن وطهران ، معتبرة أن ذلك  سيعطي الولايات المتحدة وأوروبا تنازلات بما يضر بالمصالح القومية للأمن القومي الإيراني ،  وأشارت  صحیفة “کیهان”، إلى تصريح ظريف في نيويورك، بأنه إذا عادت الولايات المتحدة إلی الاتفاق النووي، فإن إيران ستسمح بتفتيش جميع المنشآت النووية إلى الأبد، معتبرة أن تصريحات وزير الخارجية تتناقض مع الخطوط الحمراء لإيران متساءلة  لماذا نمنح الغرب امتيازات وتنازلات  جديدة .

في الوقت الذي تستعد فيه طهران  لاتخاذ الخطوة الثالثة لتخفيض التزاماتها النووية، و الرد على كل الغطرسة الأوروبية على مدى السنوات القليلة الماضية، وادراك المسؤول الإيراني أن الوضع لن يزداد سوء وأوروبا لن يكون بمقدورهما ممارسة المزيد من الضغط.

بموازاة ذلك توقعت الصحافة الاصلاحية تفجر الاحتجاجات الشعبية على غرار ما جرى في العام الماضي ، خاصة أن  ثقة المواطن في الحكومة قد تراجعت وانخفض رأس المال الاجتماعي إلى حدود حرجة ، ونتيجة لتداعيات  الكوارث الطبيعية في السنوات القليلة الماضية، وتراجع شعبية الحكومة. بعد تقاعسها عن مساعدة الناس  ، معتبرة أن  طلب الرئيس الأسبق محمد خاتمي الشعب الإيراني  للتصويت لا يمكن أن يشجع المواطن على المشاركة في الانتخابات.

في النهاية تدرك طهران أنه لامجال أمامها سوى التفاوض ، وهو ماأكد عليه حسن روحاني أول من أمس في  اجتماع الحكومة، وأنها لن تفوت أي فرصة  للتفاوض مع الغرب و للحوار معه .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى