بعد سيطرة القيادة على القصر الجمهوري في كرادة مريم كان يجب الانتقال للسيطرة على مبنى الإذاعة والتلفزيون في الصالحية وإذاعة البيان الأول للثورة، وفي تاريخ العراق الحديث لعب مبنى الإذاعة والتلفزيون دورا أكبر بكثير من مجرد كونه مؤسسة إعلامية ذات برامج محددة كما هو معروف عنها في العالم، بل تحولت إلى نقطة وثوب إلى مراكز الحكم العليا في البلد.
كنت حينها عضو قيادة فرقة كرادة مريم والتي تشمل منطقة عملها الحزبي منطقة الصالحية حيث مبنى الإذاعة، وكان طبيعيا في ظروف الإنذار الحزبي المعلن وبدرجات متباينة منذ أسابيع، أن يتواجد الحزبيون في مناطق عملهم لتنفيذ المهمات الموكلة لكل منهم، كانت مهمتي إعلامية صرفة، عندما جاء المكلفون بالسيطرة على الإذاعة من ضباط ومسؤولين حزبيين، دخلت معهم المبنى بعد أن أحكموا سيطرتهم عليه، كانت المجموعة بمسؤولية السيد صلاح عمر العلي عضو القيادة القطرية للحزب، وتضم كلا من السيد خالد مكي الهاشمي والسيد ذياب العلكاوي وهما من كبار ضباط الجيش المحالين على التقاعد، بسبب صلتهما بحزب البعث والسيد عبد الواحد معيدي وهو ضابط برتبة ملازم أول في كتيبة دبابات الرشيد اللواء المدرع العاشر والسيد محمد سعيد الصحاف وهو برتبة ملازم أول احتياط.
كان واجب السيد صلاح عمر العلي عضو القيادة القطرية للحزب بعد السيطرة على الإذاعة والتلفزيون، الإشراف المباشر على مسار العملية الإعلامية في اليوم الأول على الأقل، والتي ستتطلب دقة عالية في ظرف التحالف القلق بين الحزب وكتلة إبراهيم عبد الرحمن الداود وعبد الرزاق النايف.
بعد أن اكتمل مجيء هذا الحشد من قيادات الحزب المدنية والعسكرية إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون، وبعد أن أزفت ساعة الحسم، كان لا بد من إدخال تعديل على المنهاج المعتاد للإذاعة، وقف الجميع أمام الأستوديو وأعطيت الإشارة للمذيع أن يتركه، دخل الفريق الركن حردان عبد الغفار التكريتي وبمجرد انتهاء المقرئ من تلاوة الذكر الحكيم، انطلق صوته (بسم الله الرحمن الرحيم، بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق، صدق الله العظيم) ومضى البيان الأول للثورة في فقراته بتتابع، مؤذنا بميلاد فجر جديد، وبعد أن أنهى الفريق حردان تلاوة البيان، لم يكن بوسع الشارع العراقي أن يعرف حقيقة القوة التي تقف وراء ما جرى صباح اليوم، فقد تمت صياغة بيان الثورة الأول بعناية بالغة ودقة متناهية ليعطي مدلولا وطنيا شاملا من دون أية إشارة فئوية محددة.
في حديث مباشر مع السيد صلاح عمر العلي قال لي، إن بيانات الحزب التي كانت تصدر عنه قبل الثورة، كانت تناقش كأفكار في اجتماعات القيادة القطرية للحزب، وبعد إقرار خطوطها العريضة، يكلف أحد عضوي القيادة في كتابته وهما المرحوم عبد الله سلوم السامرائي والمرحوم عبد الكريم الشيخلي، وأكد السيد العلي أن المواقف التي تتطلب حزما وحسما كانت تحال إلى المرحوم الشيخلي، على حين أن الموضوعات التي تتطلب نوعا من المحاورة وفيها بعض المرونة كانت تحال إلى السامرائي، وإن كانت إجازة أي نص رهن بموافقة القيادة القطرية وحدها، ولما كان المرحوم عبد الله سلوم السامرائي وفي المراحل الأخيرة من استحضارات الثورة قد غادر العراق إلى مصر لترتيب قبول لإكمال دراسته العليا في مصر، ولم يعد إلا بعد 30 تموز 1968، ولأن موضوع القيام بثورة هو من أخطر القرارات التي يمر بها أي تنظيم، كان محسوما أمر إناطة كتابة البيان الأول للثورة بالمرحوم الشيخلي، حتى لو كان السامرائي موجودا، لأن البيان سيكون تعبيرا عن لحظة فاصلة في تاريخ العراق والحزب وحالة تغيير ثوري لا تقف عند حدود الحزب بل تمتد لتشمل الحزب وقواعده والوطن وأبناءه، ثم إن البيان سيأخذ حينذاك بعدا حماسيا ولغة ثورية عالية مشبعة بروح الثورة والإقدام، بعد أن أشبعت القيادة القطرية مضمون البيان وأفكاره مناقشة وتوقفت عند كل فقرة من فقراته، وبعد انتهاء المناقشات قام الشيخلي بكتابته ووافقت عليه القيادة القطرية، ومع ذلك فإن هناك من يعتقد أن الشاعر المرحوم شفيق الكمالي الذي كان عضوا في القيادة القومية للحزب، هو من كتب البيان الأول لثورة 17 تموز 1968، وباستثناء المرحوم الكمالي كان الرئيس احمد حسن البكر وصالح مهدي عماش وعبد الخالق السامرائي رحمهم الله جميعا، أعضاء في القيادة القطرية للحزب / القطر العراقي أيضا إضافة إلى عضويتهم في القيادة القومية.
على الرغم من قوة البيان الأول للثورة إلا أنه أوقع الشارع العراقي في التباس شديد حول الجهة التي تحملت مسؤولية التغيير، ومن أجل إرسال رسالة ما عبر الإذاعة فقد كلفني السيد صلاح عمر العلي بكتابة تعليق سياسي قد يساعد على حل ألغاز المشهد الملتبس، وطلب مني كتابته على أن أقول فيه إن من يقف وراء الثورة هو حزب البعث، شرط عدم ذكر اسم الحزب بأي حال، لأن ذلك سيغضب الحلفاء المؤقتين المشاركين في التغيير.
لم تكن المهمة التي أوكلت إليّ أبدا سهلة فهي بحجم صعوبة الظرف نفسه بل هي انعكاس له ثم إن الموضوع المطلوب هو تعليق سياسي ينطق باسم السلطة الجديدة التي وصلت إلى الحكم قبل بضع ساعات فقط، وليس مقالا في صحيفة يتحمل كاتبه مسؤوليته السياسية وربما يكون التفكير بهذه الحقيقة جالبا لأسباب الخطأ، مثل الذي يسير على شاهق وتزداد مخاوفه كلما نظر إلى الأرض بل يوشك أن .
بعد أكثر من ساعة أنجزت كتابة التعليق وجئت به إلى السيد صلاح عمر العلي، بعد أن قرأه أجازه وقال لي (اقرأه بنفسك من أجل خروج صوت جديد على أذن المستمع)، لم أتردد على الرغم من أنني لم أشترك حتى ذلك اليوم بصورة مهنية مباشرة في أي عمل إذاعي على الهواء، تجربة اليوم جديدة بكل صفحاتها وكلماتها وحتى بأحرفها، بل هي امتحان من طراز خاص وعلي أن اجتازه بنجاح، وحتى اليوم لست أدري هل أنظر إلى تلك التجربة على أنها ضربة حظ فتحت لي مجال العمل الإعلامي عموما والإذاعي بشكل خاص وأصبح لصيقا بي، فحلقت بي بعيدا؟ أم أنها هوت بي إلى عالم آخر ربما لم أخطط له يوما، لاسيما وأن العمل في الإذاعة محرقة للنتاجات الصحفية تذهب مع الريح على حين أن الكتابة الصحفية خالدة حتى إذا كانت في صحيفة من الدرجة المئة في المدن القصية، نعم ضاعت مئات التعليقات السياسية التي كتبتها وألقيتها من إذاعة وتلفزيون بغداد، أو كتبتها وقرأها المذيعون المتخصصون مثل السادة (موفق السامرائي ورشدي عبد الصاحب وماهر ناظم بطرس أو مشتاق طالب أو حافظ القباني)، كما ضاعت مئات أخرى من البرامج الإذاعية التي كنت أكتبها لإذاعة صوت الجماهير مثل البرنامج اليومي (معا على الطريق) أو التعليقات السياسية للإذاعة الفارسية من بغداد والتي كنت أكتبها بالعربية ليترجم إلى اللغة الفارسية، كذلك ذهبت أدراج الرياح كل البرامج التلفزيونية السياسية التي قدمتها على شاشة تلفزيون بغداد، في حين أن جميع ما كتبت على صفحات الصحف سواء موضوعي الأسبوعي (معا على الطريق) في مجلة الإذاعة والتلفزيون التي كان يرأس تحريرها الصديق زهير خزعل الدجيلي، أو المقالات التي نشرتها في صحيفة الثورة أو صحيفة الجمهورية ما يزال باقيا ليؤشر مرحلة أيا كان وصفها وتقييمها فهي جزء من تاريخي الصحفي.
على كل حال هذا الأمر كله يرتبط بقرار فوري اتخذه الأخ الصديق والرفيق العزيز صلاح عمر العلي، فأصبحت جزءا من حركة إعلام الحزب في مجال الإذاعة والتلفزيون ولم يعد هناك متسع من الوقت لمراجعات عفا عنها وعليها الزمن.
في تلك اللحظات الفاصلة ومن باب إغلاق أبواب الفشل من طريقي وهو حق مشروع لا جدال فيه، فقد رأيت أن تسجيل التعليق السياسي الذي أمر به السيد صلاح عمر العلي وعدم إذاعته على الهواء يعد ضمانة لرجل يؤدي مثل هذه المهمة لأول مرة، خاصة وأن هناك متسعا من الوقت إذ لما انتهى السيد العلي من قراءة التعليق كانت الساعة تقترب من منتصف النهار، وكانت نشرة أخبار الظهيرة تذاع الساعة الثانية بعد الظهر، والموعد المفترض لإذاعة التعليق السياسي هو الثانية والربع ظهرا، على الرغم من أن الأصل الذي كان متعارفا عليه حتى مساء اليوم السابق هو إذاعة التعليق السياسي في الساعة العاشرة والربع مساء، وإعادة بثه في الثانية والربع من ظهر اليوم التالي، ولكن الظرف الاستثنائي لم يترك لنا هامشا كبيرا من المناورة، فالمطلوب إيصال رسالة للشعب العراقي تتقدم خطوة إلى الأمام في تفسير ما حدث، لذلك تقرر إذاعة التعليق ظهر يوم 17 تموز وإعادته في العاشرة والربع مساء، ولكنني لاحظت أن التعليق أذيع للمرة الثالثة ظهر يوم الخميس 18 تموز.
على العموم عندما ذهبت إلى الأستوديو وجدت الفنان المعروف المرحوم سمير القاضي والذي كان يعمل مخرجا في إذاعة بغداد، والفنان المرحوم جميل الخاصكي الذي كان العاملون في الإذاعة يجّلونه ويحبونه كثيرا ويلقبونه بالجلبي، وهذه اللفظة تطلق على الرجال المهمين أو الوجهاء في المجتمع، كان الخاصكي كفيفا وكان مشرفا على صحة اللفظ والنحو فهو ضليع في هذا الاختصاص، عندما وصلت إلى كلمة (قوى)، كنت أكسر حرف القاف، فاعترض السيد الخاصكي وطلب مني إعادة القراءة منبها إياي بأن القاف في كلمة قوى تضم ولا تكسر، حقيقة وجدت في ذلك صعوبة بادئ الأمر لأن لساني أخذ على هذا الخطأ زمنا طويلا، ولما لم أتمكن من تجاوز النطق الخاطئ في كلمة واحدة فقط تجاوز الخاصكي عن ذلك وطلب مني تجاوزه مستقبلا ووعدته أن أفعل ذلك.
نعم كانت فكرة التعليق ومضمونه أهم بكثير من كل الشكليات سواء ما يتصل بالنطق السليم أو بحماسة الإلقاء، ولكن الشارع العراقي يمتلك حساسية عالية جدا تجاه أي حدث فإذا لم يجد ما ينقده فإنه سيذهب إلى قضايا أخرى حتى يصل إلى قواعد اللغة العربية والأخطاء اللغوية وطريقة الإلقاء والمهم سجلت التعليق مع حماسة تتناسب مع الظرف السياسي مع كثير من عدم الخبرة في المهمة التي أنيطت بي ولكنني أحسست بفخر كبير أنني أتولى كتابة وقراءة أول تعليق سياسي في الزمن الجديد، كان في الإذاعة معي السيد عبد الجبار جاسم نوري وهو معي بنفس المنظمة الحزبية أيضا، ويعمل محاسبا في الإذاعة والتلفزيون ثم أصبح لاحقا مديرا للحسابات فيها، وكذلك السيد عبد السلام علي السلطان، والذي أصبح معاونا للمدير العام في المؤسسة العامة للسينما والمسرح والسيد عبد الجبار أحمد سلطان والذي شغل فيما بعد وظيفة مدير لتلفزيون الموصل ثم تلفزيون كركوك والسيد جعفر عبد الزهرة المظفر والذي كان حينها طالبا في كلية طب الأسنان، كنا نبيت في مبنى الإذاعة والتلفزيون ونتوزع على أرائك مكتب المدير العام.
بعد ساعات طويلة من التعب أحسسنا بالجوع فذهبنا لتناول أي طعام يسد الرمق، وعدنا أدراجنا إلى الإذاعة والتلفزيون، بمجرد دخولي من غرفة الاستعلامات وجدت الجميع يبحث عني، لم أكن معروفا من قبل الجميع تقريبا إلا من قبل من عمل معي في التنظيم الحزبي في فرقة كرادة مريم، ولهذا حينما دخلنا مجموعة من عدة أشخاص سألوا من منكم نزار السامرائي؟ فلما أجبتهم بأنني أنا هو طلبوا مني التوجه إلى غرفة آمر قوة حماية الإذاعة والتي كانت قد أصبحت مقرا ومكتبا للسيد صلاح عمر العلي الذي كان يشرف على العمل الإعلامي في ظرف في غاية الحرج، توجهت إلى تلك الغرفة فوجدت السيد صلاح عمر العلي غاضبا وينتظرني بفارغ الصبر، فبادرني (أنا قلت لك ألا تذكر اسم حزب البعث العربي الاشتراكي في تعليقك فلماذا خالفت التعليمات؟).
ومن قال إنني ذكرت اسم البعث؟ أجبته بهدوء مع شيء من خشية من نتائج غير محسوبة لعالم جديد وجدت نفسي فيه بغتة، لقد قرأت التعليق الذي وافقت أنت عليه من دون زيادة أو نقصان، ولما لم أتمكن من إعطاء الدليل على ذلك قلت له (هل لك أن تسحب الشريط الذي سجل عليه التعليق وتقارنه مع النص المكتوب)، ولما طلب الشريط واستمع إليه ووجده كما أجازه، قال لي بأن عبد الرزاق النايف وهو الحليف المفروض بقوة الظرف الطارئ في حركة التغيير وكان قد أصبح رئيسا للوزراء، قد احتج على خرق البعث لخطة التحرك الإعلامي وأن الرئيس أحمد حسن البكر قد اتصل وكان في حالة امتعاض مستفسرا عن جلية الأمر، وأنه وعده بالتحقيق وإخباره بالنتائج، ولما اتصل السيد العلي بالرئيس البكر وأبلغه بحقيقة الأمر، اطمأن إلى أن الخطة تسير على وفق ما هو مرسوم لها، ولكنه أمر بعدم السماح لظهور صوت الشخص الذي قرأ التعليق مرة أخرى في الإذاعة، تجنبا لأية مشاكل مع الشركاء الطارئين، لم أكن قد خبرت آليات العمل في مؤسسة حساسة بهذا الحجم، ولم أكن أعرف الحساسية الكبيرة للموضوع الذي كلفت به وبهذا القدر، لكنني لم أكن لأغير شيئا مما اؤتمنت عليه من تلقاء نفسي، التزاما بقواعد أخلاقية شخصية ومعايير سياسية صارمة، كرسها عمل حزبي في غاية الصعوبة والتعقيد استمر عشر سنوات وفي ظل ظروف مثل ظروف العراق.
واصلنا عملنا في الإذاعة يومي الأربعاء والخميس من دون انقطاع، كنا نعد التعليقات السريعة والتقارير الإخبارية وتبويب برقيات التأييد التي يبعث بها كبار ضباط الجيش، ورؤساء العشائر ورجال السياسة والنقابات والشخصيات السياسية المستقلة، لتذاع عبر الإذاعة والتلفزيون، والحق أن الكثير من الأشخاص كانوا يتصلون بنا تلفونيا ويطلبون كتابة برقيات بأسمائهم، أو على الأقل إذاعة أسمائهم ضمن قوائم مرسلي برقيات التأييد والمساندة للثورة.
غادرت مبنى الإذاعة بعد منتصف ليلة الخميس 18تموز على الجمعة 19 تموز، كنت قد اتفقت مع رفاقي على العودة عند منتصف نهار اليوم التالي لمواصلة عملنا، وذهبت ليلتها للمبيت في بيت خالي المرحوم فرحان بدر السامرائي الكائن في بغداد الجديدة، حيث كنت أقيم منذ ثلاثة شهور، وحينما جئت إلى الإذاعة ظهر يوم الجمعة ووصلت إلى البوابة الخارجية لمبنى الإذاعة، فوجئت بأحد العسكريين وهو يبلغني بأمر يمنع دخولي المبنى، ولم يتوسع بالشرح وكأنه دمية تتحرك خارج إرادتها، ولما قلت له حسنا أبلغ السيد صلاح عمر العلي بأنني أريد مقابلته، حينها خرج عن صمته وقال لقد صدرت الأوامر بعدم السماح لكل أفراد الفريق الذي دخل الإذاعة يوم 17 تموز بمن فيهم صلاح عمر العلي من دخول الإذاعة، وبعد أن هددني بالمغادرة أو تحمل تبعات موقفي، سلمت أمري لله وغادرت المبنى وحاولت الاتصال بالسيد عبد الجبار جاسم نوري ولكنه لم يكن موجودا لأن اليوم هو العطلة الأسبوعية، أما السيد صلاح عمر العلي فقد أنهى معظم مهمته في الإذاعة والتلفزيون يوم 17 تموز مساء، ولكنه استمر في التواجد في الإذاعة من أجل عدم حصول خرق يبرر لمجموعة النايف استغلاله على نحو يضيف عبئا إلى جهد القيادة، وكان واجبه الأساسي يتطلب وجوده المستمر مع القيادة المتواجدة أصلا في القصر الجمهوري.
947