يعيش النظام الإيراني أسوأ حالاته ، ما بين أزمة سياسية عميقة داخل المؤسسات التي يديرها المرشد خامنئي ، إلى جانب الأزمة الاقتصادية الخانقة والغير مسبوقة التي قد تؤدي إلى إسقاط النظام، ما دفع برموز القيادات المحافظة والاصلاحية على حد سواء ليس إلى التحذير فقط ، بل إلى الانتفاضة ضد أساليب إدارته لشؤون الحكم، والتي كانت يوماً إلى جانب المرشد ، حيث قالت فائزة هاشمي رفسنجاني، ابنة رئيس تشخيص مصلحة النظام السابق، إن يمر بمرحلة انهيار من الداخل مؤكدة أن “الانهيار حدث في داخل النظام، والآن أكثر الناس ينظمون احتجاجات من سائقي الشاحنات إلى المعلمين”.وأضافت أنه لسبب واحد لم يحدث السقوط الكلي بعد، ويعود ذلك إلى خوف الناس من عدم وجود بديل إذا ما رحل هؤلاء الحكام” .
وأشارت في وقت سابق إلى انتشار الكحول والمخدرات في إيران ، وقالت “أي حكومة إسلامية هذه وإحصائيات شرب الخمور في إيران تشير إلى أن نسبتها أعلى من الكثير من دول العالم، أي حكومة إسلامية هذه التي نتاج عملها يكون هكذا، حكومتنا خلال أربعين عاما باسم الإسلام ارتكبت الكثير من الأخطاء، وهذا ما وجّه ضربة للإسلام”. وأشارت “نحن لدينا 12 إماما، وإعطاء صفة الإمام للمرشد يحصنه من الانتقاد، فلا نستطيع انتقاد المرشد، لذلك أصبح انتقاد المرشد في إيران اليوم من الجرائم، أنا ضد إعطاء لقب الإمام لأي شخص يكون في السلطات الإجرائية في إيران لأن ذلك سينتهي بصناعة الدكتاتورية”.
وانتقدت رفسنجاني كذلك الحرس الثوري الإيراني ، حيث قالت إن “إحدى المؤسسات التي تعمل تحت سلطة المرشد هو الحرس الثوري، لم يسمح الحرس لحكومة روحاني أن تجري بعض الإصلاحات، كما أن أي خطوة يقوم بها روحاني يظهر الحرس الثوري ويعارضها، وفي الوضع الحالي، الحرس الثوري أصبح يمتلك سلطة وهيمنة واسعة في القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والاعتقالات، حيث وزارة الاستخبارات في حكومة روحاني قللت من تلك الاعتقالات (السياسية)، لكن شعبة أمن المعلومات في قوات الحرس الثوري أصبحت بديلا عن وزارة الاستخبارات، وتقوم بهذه الاعتقالات.
واستنكرت ابنة رئيس مجمع مصلحة تشخيص النظام السابق إقصاء وتهميش المكون السنّي في إيران من المشاركة في الحياة العامة، قائلة “بينما صادق خان المسلم من أصول باكستانية يتم تعيينه رئيسا لبلدية لندن، لا يوجد في إيران وزير أو محافظ أو مسؤول من أهل السنة والجماعة الإيرانيين”.
وأضافت “نحن في العاصمة الإيرانية طهران لا يوجد لدينا مسجد واحد لأهل السنة، ولا يوجد حتى مدير مدرسة من أهل السنة في مدارس طهران”. وكانت ابنة رفسنجاني فائزة هاشمي، قد كشفت في وقت سابق ، أن فحصاً قاده مجلس الأمن القومي الأعلى في البلاد، أقرّ أن مستوى النشاط الإشعاعي في جسد والدها هو عشرة أضعاف ما يعتبر مقبولاً. وقال أحد أفراد الأسرة الذي فضل عدم ذكر اسمه إن التوافق داخل الأسرة هو أنه قُتل، أو على الأقل لم يمت لأسباب طبيعية.
وقالت الصحيفة إن عينة دم أخذت من جثة رفسنجاني في المستشفى بعد وفاته، بناء على طلب ابن أخيه، لكن العينة تلك فُقدت في ظل ظروف غامضة.
وأخذت عينات من جميع أفراد العائلة بما في ذلك الأحفاد لمقارنة مستويات النشاط الإشعاعي لرفسنجاني. وليس من الواضح ما إذا كان المستوى الموجود في قسطرة رافسنجاني كافياً لإعلان مقتله. وواجهت عائلة رفسنجاني قيوداً على تحركاتها منذ وفاته. ومنع بعضهم، بمن فيهم فائزة هاشمي، من مغادرة البلاد. واشتكت الأسرة من أن بعض وثائق رفسنجاني أخذت من مكتبه ، كما تعرضت للاعتقال لمدة 6 أشهر عام 2009 بسبب تأييدها الانتفاضة الخضراء التي اندلعت ضد ما قيل إنه تزوير لانتخابات الرئاسة آنذاك.
في الوقت الذي قال الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي أننا سنكون أمام انقلاب أو ثورة عارمة في إيران لا تبق ولا تذر ، وأن الفساد قد يجرف أركان النظام برمته ،و إن أولوية الإصلاحيين ، يجب أن تُركز على إنقاذ إيران ، وأنه لا يوجد خيار سوى اتخاذ القرارات وفقًا لظروف اليوم للبلاد والعالم. وقد أشار السيد خاتمي إلى الجو السائد في المجتمع ، ووصفه بالجوً المحبط، جاء خطاب “خاتمي” بحضور مجموعة من الإصلاحيين الذين طالبوا بتغيير في منهجية عمل المجلس الأعلى للإصلاح. بموازاة ذلك كتب أبو “الفضل قدياني”، وهو عضو بارز في منظمة مجاهدي الثورة الإسلامية، في رسالة مفتوحة على موقعه الالكتروني يدعو فيها إلى عزل آية الله علي خامنئي، زعيم جمهورية إيران الإسلامية، كوسيلة لإنقاذ البلاد، وإخراجه من حالة الاضطرابات الحالية. ودعا السيد “قدياني” النشطاء السياسيين والشعب إلى مقاومة النظام الحاكم ،واستبدال ولاية الفقيه بنظام ديمقراطي. وقد صرح “قدياني” أن الوضع المضطرب في إيران هو نتيجة نهب ثروات البلاد، على يد الحكومة المعينة من جانب خامنئي منذ فترة “أحمدي نجاد” فترة حكم المحافظين ، ولغاية الآن ، في الإطار ذاته تتصاعد الدعوات في إيران لإنقاذ الاقتصاد الإيراني ، من خلال التفاوض مباشرة مع واشنطن على وجه السرعة ، وبدون وسطاء ، وإلا ستنهار الدولة الإيرانية .