قادسية ساحة التحرير

د. محمد رفعت

يشهد العراق منذ الاول من أكتوبر / تشرين الاول الماضي وحتى الان تظاهرات واعتصامات وعصيانا مدنيا في بغداد ومحافظات وسط وجنوب العراق يطالب فيها المتظاهرون بتغيير النظام السياسي بشكل جذري وانهاء النفوذ الإيراني في العراق بالكامل.
ان هذه الثورة الشبابية جاءت كنتيجة حتمية لما حدث خلال الستة عشر عاما الماضية وما كابده العراقيين من ظلم وجور واضطهاد وجوع وحرمان وغياب فرص العمل وارتفاع نسبة البطالة وانعدام الخدمات والتي وصلت لحدود فاقت التصور فضلا عن الفساد المالي والاداري بحيث اصبح العراق في المرتبة الاولى من حيث نسبة الفساد في العالم.
فقد تم تبديد ثرواته المالية من خلال سرقة ما لا يقل عن ٧٠٠ مليار دولار. ذهبت جميعها الى ايران وسوريا وحزب الله في لبنان
كل ذلك من خلال تواطيء الحكومات العميلة الى ايران.
ولهذا أصبحت هذه تهدد المشروع الإيراني من خلال وعي شبابها وإدراكهم ان بلدهم قد سلب من قبل ايران وعملاءها وبمساعدة رجال الدين المتحكمين بالأحزاب الاسلامية كحزب الدعوة والحزب الاسلامي
العميلين. وما قامو به خلال السنوات الماضية من تدمير للعراق اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا.
ان شعورهم بان ايران تحتل العراق بشكل كامل ونتيجة للتضحيات العظيمة التي قدمها الشعب العراقي منذ عام ٢٠٠٣ ولحد اليوم. انتفض الشعب ضد كل ما جاء به الاحتلال وضد كل مخلفاته.
ان مايجري في العراق هو ثورة ضد الاحتلال الإيراني ونفوذه على جميع الاصعدة وعلى هذا الأساس فان ايران سوف لن تتخلى عن العراق بالسهولة التي نتصورها كوّن مصيرها ومصير مشروعها التوسعي في المنطقة سينتهي الى الأبد.
واليوم دعت مليشياتها الى استخدام القوة المفرطة لإنهاء التظاهرات واستخدام الرصاص الحي فقامت عصائب أهل الحق وحزب الله بهذه المهمة وسقط لحد الان خمسة وعشرون شهيداواكثر من مئه وعشرون جريح . اضافةالى ٥٠٠شهيد وأكثر من ٢٠ الف جريح
منذ بداية الثورة حيث استخدمت مليشيات الحشد الشعبي والقوات الأمنية العراقية الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع والقنابل الغازية في محاولة منها لفض التظاهرات.
وقد تمكن الثوار من الاستمرار بثورتهم المباركة التي فاقت بكل ابعادها جميع ما قرأنا وسمعنا عن الثورات في العالم وتجاوزت بقوتها وشجاعتها وأهدافها واسبابها الثور ة الفرنسية
اين موقف الحكومات العربية الاعروبي وإلا انساني والمشبوه والمتخاذل موقف لن يرتقي لمواقف الشعب العراقي اتجاه أمته العربية وقضاياها المصيرية
فقد ضحى العراقيون بالغالي والنفيس دفاعا عن الأمة العربية
فأين هم ألان من العراق والشعب العراقي. اين الجامعة العربيةالمحتضرة والمتخلفة عن كل ما يحصل
ان الثورة الان في العراق هي معركة القادسية الثالثة معركة العراقيين ضد الفرس المجوس ويجب على الجميع ان يعلموا هذه الحقيقة وان اي فشل يصيب الثورة لا سامح الله سينعكس سلبا على الأمة العربية كلها
يجب ان يعلم الجميع ان ايران هي الطرف الثالث الذي يقتل المتظاهرين وبموافقة الحكومة العراقية الإيرانية الصنع
ان ايران تحتل العراق وتمتلك القرار السياسي والاقتصادي والامني وهي التي تعين رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ورئيس البرلمان وأعضاء البرلمان وهي التي جاءت بداعش وشكلت الحشد الشعبي بأمر من المرجعية وبحجة تحرير المدن المنتفضة
وقامت بتدمير هذه المدن وتهجير سكانها وبغطاء وصمت دولي مدروس خدمة لمصالحهم كل ذلك جاء على حساب الشعب العراقي
فجاءت الثورة كضرورة موضوعية من اجل تحرير العراق والنهوض به ليعودكما كان قويا عزيزا ابيا وياخذ دوره العربي والانساني.

وثورة حتى النصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى