قبائل الدليم والسلطة العثمانية

ان بروز قوة الدليم الاكثر قوة ونفوذا واسعا تمثل
بالجيل الثالث من قبائل الدليم وتحت الرئاسة التي تمثلت :
بمشيخة:
الشيخ ارديني بن محمد بن جاسم بن محمد بن علي ……
فقد استطاع ان يجمع كل شيوخ قبائل الدليم تحت مشيخته بعقله وحكمته وفطنته
وتجسدت شجاعته وحكمته وحسن تدبيره باقامة السلم المجتمعي رغم توسع نفوذ قبيلته الواسع على الارض والمراعي ومصادر المياه
واعتراف السلطات العثمانية بهذا النفوذو بقوتهم العسكرية
وقد تجسدت هذه الشجاعة والحكمة بعقده التحالفات القبلية مع القبائل والعشائر العربية الاخرى في بادية الشام وبادية العراق منذ مطلع القرن السادس عشر الميلادي واستمر سطوع نفوذ قبائل الدليم حينما عهد لها بتامين طريق الحج القادم من اواسط اسيا مروراً بالشام وصولاً الى الديار المقدسة
وان شرف تامين قوافل الحجاج له منزلة احترام وتقدير
ورفعة شان عند الحجاج انفسهم
وعند السلطات آنذاك
و المراسلات السلطانية العثمانية من الباب العالي ((اسطنبول)) ومن بغداد مع مشيخة قبائل الدليم تدلل على ان هذه المشيخة قدكان لها من النفوذ وحسن الادارة والتدبير مماجعل السلطات العثمانية تركن اليها في تامين طريق الحج الشامي
واعترافاً بنفوذها وكانها شبه امارة قائمة.
واستمرت المشيخة بأولاد الشيخ ارديني (+)
والت المشيخة الى محمد) وابنائه من بعد
فتعاقب على المشيخة شيخ بعد شيخ .
وبتقادم السنين وتبدل حكام العراق من المماليك و الاتراك فقدأثقلت حكومة بغداد قبائل الدليم بالضرائب الثقيلة فامتنعت قبائل الدليم من دفع الضرائب وهي خارج سيطرة حكومة بغداد – العثمانية لاكثر من قرن ونصف
فاشتعلت الثورات ضد عسف وجور جباة الضرائب وتمثلت بثورات اهمها (1).
1799م/
1816م/
1818م/
1819م/
1820م/
1842م /
1910م
وبالمقابل كان حكام بغداد يجهزون الحملات العسكرية على مضارب قبائل الدليم لأجل إخضاعهم
لكنها كانت تجابها قبائل الدليم بقوة وصلابة قوية
وتلحق الهزيمة تلو الهزيمة بالقوات العثمانية

وفي عهد الحاكم {مدحت باشا} تم تقسيم العراق الى)
اقاليم ادارية تمثل ذلك :
1- سنجق بغداد /
2-الموصل/
3-الدليم /
4-المنتفق/
5-السليمانية /
6-البصرة /
7- سنجق العمارة /
8-سنجق شهرزور/
9- سنجق الديوانية
وفي عام 1870م تم الغاء هذه التقسيمات الادارية
فاصبح سنجق الدليم تابعاً لبغداد
ومع وصول الطورانيون للسلطة في الدولة العثمانية.
واجراءتها الجديدة بزيادة الضرائب على الافراد والقبائل العربية خاصة.
فامتنعت قبائل الدليم عن دفع الضرائب متحدية السلطة العثمانية في بغداد مما زاد في المواجهات العسكرية
فقدشنت حكومة بغداد العثمانية عدة حملات عسكرية لأخضاع قبائل الدليم وكانت اخر حملة سنة 1910م.
وكانت نفوس(اعداد ابناء قبائل الدليم) سنة 1800م
حسب جداول جباة الضرائب العثمانية تقدر :
بـ( 300,000الف نسمة)
وبعهد الشيخ :
عيثة بن حمد بن ذياب الخلف المحمد الرديني توسع نفوذ قبائل الدليم فأمتد من اعالي دير الزور الى شمال الفلوجة والبادية العراقية الى الفرات الاوسط
ووصل هذا النفوذ في عهد الشيخ
عبد الحميد بن عيثة ثالث شيوخ قبائل الدليم ضفاف نهر دجلة في شرق الموصل. وديالى
وشرق بغداد (المدائن)
وكان ابن قبائل الدليم في عهده مهاباً لايخاف الا من الله تعالى
امناً على نفسه وعلى ماله وعياله ومواشيه من اي اعتداء من القبائل الاخرى لانها تهاب مشيخته وقبيلته فلم يكن لها الجرأه تعرضاً لهم .
ومع بناء مدينة الرمادي في عهد مدحت باشا استوطنت بعض قبائل الدليم في المدينة واطرافها
فضربت خيامها امتدادً من دير الزور مروراً بنواحي غرب مدينة عنه وشرقها والى هيت وصولاً لشمال الفلوجة
و توسعت استيطاناً رسمياً عبر سجلات السلطات العثمانية
فسجلت الاراضي بأسم كل عشيرة وقبيلة ملكاً صرفاً بكامل حق التصرف.
وقد وتزامن ذلك مع بناء مدينة المنتفك التي تحولت بأسم الناصرية على إسم اول والي عليها وهو{ناصر باشا السعدون}.
ومع الاحتلال البريطاني للعراق قاومت القبائل العربية القوات البريطانية.
وشواهدها
معارك البصرة – العمارة – الكوت
وقدمت الشهداء قرابين فداء للعراق. ومنها قبائل الدليم التي ساهم ابنائها في معارك الدفاع عن مدينة الكوت بزعامة الفارس :
مجول العيثة الذيابي ومعه فرسان من ابناء قبائل الدليم
وقد استشهد الكثير منهم في معارك التصدي للقوات البريطانية ونذكر منهم
الشهيد:
الشيخ زيدان فرحان الفهداوي الذي استشهد ودفن في مقبرة الصويرة – غرب الكوت ومعه الكثير من فرسان الدليم
وعندما تقدمت القوات البريطانية لاحتلال مدينة الرمادي تصدى لها ابناء قبائل الدليم في معارك+)
1- شرق مدينة الفلوجة
2-شرق مدينة الرمادي –(المضيق غرب مدينة الخالدية حالياً)
وكان للشيخ حردان بن عبدالحميد العيثة دوراً بارزاً في المعارك
قاد الشيخ حردان عبدالحميد المقاومة ضد تقدم القوات البريطانية الى الرمادي
وقد دارت معارك متعددة
في الفلوجة وغربها
واخرالمعارك بين ثوار قبائل الدليم دارت في
المضيق غرب الخالدية
والدشه والمشيهد شرق مدينة الرمادي
لكن عدم تكافؤ القوة العسكرية بين الطرفين والاسلحة الحديثة لدى البريطانين
(مدافع – اسلحة متطورة وبنادق حديثة)
رجحت كفتهم على المقاومة الوطنية في لواء الدليم
وقد وقع ((الشيخ حردان)) أسيراً بعد ذلك وقامت القوات البريطانية بنفيه الى الهند : جزيرة(هنجام) ومعه الكثير من شيوخ ابناء العراق وفرسان بعض القبائل العربية التي تصدت الى القوات البريطانية الغازيةلمده سبع سنوات(7سنوات).
وكان مع الشيخ حردان منفياً الى الهند شيوخ وبعض فرسان قبيلة الجنابين سنة 1919.
1- الشيخ عاصي العويف الجنابي
2- الشيخ نوفل العويف الجنابي
3- الفارس خضير عاصي العويف الجنابي
4- الفارس علي محمود العويف الجنابي
5- الفارس منسي محمود العويف الجنابي
وبعد استكمال القوات البريطانية احتلالها لاراضي لواء الدليم و البوكمال ودير الزور – السورية
اقدمت الادارة البريطانية وفق سياسة فرق تسد على تقسيم المشيخة العامة لقبائل الدليم الى قسمين.
الاول/ على امتداد الضفة اليسرى لنهر الفرات تكون للشيخ مشحن بن حردان العبد الحميد بن عيثة الذيابي
الثاني/ على امتداد الضفة اليمنى تكون للشيخ علي سليمان بن بكر العسافي
وفي عام 1924م تمت محاكمة الشيخ الفارس حردان حيث اعلنت المحكمة قرارها ببراءته
واطلق سراحه مرفوع الراس شامخاً بعزة النفس العربية وشرف الدفاع عن العراق.
وفي عام 1925م توفي رحمه الله تعالى
بعد ان سطر في سفر التاريخ مواقف وبطولات
{اهل الصكايل للمعادي ماتهاب
هاك الرجال اهل النفوس اليعربيه }
{احنا زبيد اللي علينا أعتمادي

حنا زبيد اللي علينا التواصيف}

المصادر:

(1) =اربعة قرون من تأريخ العراق /مصدر سابق / ص228ص229

(+)و(+)= نقلاً عن المرحوم :
مطر الدرويش الخليفاوي الذي عمر عمراً يقارب ((125سنة) والمتوفي سنة 1968م.
سنجق يعني إداريا محافظة بالتسمية الحديثة
2- ينظر الوثائق البريطانية (الجنرال ولسن 1921ص256و ص285

اللواء الركن فيصل الدليمي

رئيس منظمة عين للتوثيق والعدالة

تعليق واحد

  1. الحقيقه موضوع شيق وخصوصا ما يتعلق بعاشئر الدليم
    وللأسف أرى الان اختلفت هذه العشائر بدورها الريادي بمقاتله المحتل وخصوصا البو فهد
    ويا ريت تتعمق أكثر بخصوص العشائر الحقيقية من أهل الانبار
    والعشائر التي أتت بالاحتلال الإنكليزي وغيرها من القبائل للأسف لوقت تاريخ الأنبار
    وفقك الله وسدد خطاك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى