قراءة جديدة في تاريخ قديم

توارث المسلمون جيلاً بعد جيل، أزمة أحدثت أكبر شرخ في تاريخهم ووحدتهم منذ رحيل الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، وحتى اليوم نتيجة اختلافهم على سؤال في غاية البساطة ولكن تداعياته ما تزال تتردد أمواجها في كل زمان ومكان، هذا السؤال هو “هل أن الرسول الكريم أوصى بمنصب الخلافة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه تلميحا أو تصريحا في خطبه الكثيرة في المدينة المنورة أو في خطبته في غدير خم” خاصة وأن الشيعة ومنذ نشوء التشيّع كحركة سياسية في التاريخ العربي الإسلامي وحتى اليوم، اتخذوا من قصة غدير خم عروةً وثقى وربما حائط مبكى لهم، لا يستطيعون منها فِكاكاً ولا يقبلون أي جدال بشأن صحتها مع الآخرين بل وحتى مع وقائع التاريخ المؤكدة، والتي يزعمون أنها ملفقة؟
ثم لماذا تنحصر وصية النبي الكريم في غدير خم فقط ولم تتعداها إلى غيرها من خطبه في مسجده في المدينة المنورة قبل أن يذهب إلى مكة المكرمة في حجة الوداع؟ ولماذا لم تتكرر تلك الوصية في لقاءاته مع أصحابه وخاصة الأنصار خاصة إذا كان يخشى من تآمر المهاجرين على علي بن أبي طالب؟
وبسبب بيعة المسلمين للصديق أبي بكر رضي الله عنه بالخلافة في سقيفة بني ساعدة، حصل الشرخُ الأولُ في الإسلام وما زال قائما حتى يومنا الراهن، ذلك أن نشوء التشيّع في أوقات متأخرة من قيام الدولة العربية الإسلامية، اتخذ لنفسه من ولاية علي المنصوص عليها في غدير خم شعارا مقدسا يحاجج به خصومه، ويعتبر أن إبعاد علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن الخلافة كان مؤامرة قادها الخارجون على إرادة الله ورسوله بالنص على ولاية علي وأولاده من بعده.
فما هو نصيب هذه الرواية من الصحة؟
لا أُريد أن أُجري مفاضلة في من هو الأحق بخلافة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أهو بكر الصديق رضي الله عنه أم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه؟ فليس هذا هو موضوعي لغرض الدخول في مفاضلة حُسمت منذ 1400 سنة، ثم إن له رجاله المتخصصون على الرغم من أنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى نتيجة مرضية في ما كانوا يطرحون من وجهات نظر منحازة لهذا الطرف أو ذاك أدت بالنتيجة إلى تعميق الفجوة بين الطرفين لا ردم جزءٍ منها، لكن هذا ليس معناه أنني لا أمتلك وجهة نظر خاصة مدعومة بأسانيد عقلية حول الموضوع برمته، ولكنني أردت أن أخوض في عرض تاريخي مجرد عن العواطف جهد الإمكان.
عقلا هل يمكن أن يتصور أحدٌ أن علي بن أبي طالب المعروف في تاريخ الإسلام بشجاعته النادرة، وإيمانه العميق بالرسالة الإسلامية، على استعداد للرضوخ للأمر الواقع المفروض عليه بالقوة من جانب المهاجرين أو الأنصار ويتخلى عن أمر فيه نص من القران الكريم كما يصر غلاة الشيعة، أو صدع به النبي الكريم؟ وبالتالي على استعداد للمساومة مع منازعيه حقه طلبا للنجاة؟ أو هل كان على استعداد للتنازل عن حق له لغيره مع كل ما يمكن أن يؤدي ذلك إلى حصول ثلمة في الإسلام؟
هنا يبرز سؤال آخر في غاية الأهمية، وهو هل كان علي بن أبي طالب كرم الله وجهه زاهدا في الخلافة إلى الحد الذي لا يقاوم من سلبه إياها ويخضع لسلطة أُكره على القبول بها؟
لنتعرف على حقيقة مشاعر علي بن أبي طالب في هذا الأمر علينا أن نرجع إلى خطبته الشقشقية بالنص الذي أورده الشيعة أنفسهم، إذ يقول (أمَا وَاللَّهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا ابن أبي قحافة وَإِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّي مِنْهَا مَحَلُّ الْقُطْبِ مِنَ الرَّحَى) ويضيف (فَصَبَرْتُ وَفِي الْعَيْنِ قَذًى وَفِي الْحَلْقِ شَجًا أَرَى تُرَاثِي نَهْباً حَتَّى مَضَى الْأَوَّلُ لِسَبِيلِهِ فَأَدْلَى بِهَا إِلَى ابن الخطاب بَعْدَهُ) ثم يواصل خطبته فيقول، (فَيَا عَجَباً بَيْنمَا هُوَ يَسْتَقِيلُهَا فِي حَيَاتِهِ إِذْ عَقَدَهَا لِآخَرَ بَعْدَ وَفَاتِهِ) ثم يعود للحديث عن صبره على ضياع فرصة الخلافة عنه، فيقول (فَصَبَرْتُ عَلَى طُولِ الْمُدَّةِ وَشِدَّةِ المحنة، حَتَّى إِذَا مَضَى لِسَبِيلِهِ جَعَلَهَا فِي جَمَاعَةٍ زَعَمَ أَنِّي أَحَدُهُمْ فَيَا لَلَّهِ وَلِلشُّورَى مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الْأَوَّلِ مِنْهُمْ حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَى هَذِهِ النَّظَائِرِ لَكِنِّي أَسْفَفْتُ إِذْ أَسَفُّوا وَطِرْتُ إِذْ طَارُوا فَصَغَا رَجُلٌ مِنْهُمْ لِضِغْنِهِ وَمَالَ الْآخَرُ لِصِهْرِهِ مَعَ هَنٍ وَهَنٍ إِلَى أَنْ قَامَ ثَالِثُ الْقَوْمِ نَافِجاً حِضْنَيْهِ بَيْنَ نَثِيلِهِ وَمُعْتَلَفِهِ وَقَامَ مَعَهُ بَنُو أَبِيهِ يَخْضَمُونَ مَالَ اللَّهِ خِضْمَةَ الْإِبِلِ نِبْتَةَ الرَّبِيعِ إِلَى أَنِ انْتَكَثَ عَلَيْهِ فَتْلُهُ وَأَجْهَزَ عَلَيْهِ عَمَلُهُ وَكَبَتْ بِهِ بِطْنَتُهُ فَمَا رَاعَنِي إِلَّا وَالنَّاسُ كَعُرْفِ الضَّبُعِ إِلَيَّ يَنْثَالُونَ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ حَتَّى لَقَدْ وُطِئَ الْحَسَنَانِ وَشُقَّ عِطْفَايَ مُجْتَمِعِينَ حَوْلِي كَرَبِيضَةِ الْغَنَمِ).
هل هناك كلمة واحدة في الخطبة تدل على زهد علي بن أبي طالب في الخلافة؟ بل والأهم من هذا كله أنه لم يذكر في كل هذه الخطبة كلمة واحدة من القران الكريم تؤكد حقه في الخلافة كما يزعم غلاة الشيعة من أن ولاية علي بن أبي طالب ومن بعده أولاده وأحفاده وردت بالنص عليها في كتاب الله الكريم، كما أن هذه الخطبة لم تورد شيئا مما ينسبه الشيعة إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في غدير خم في حديث وصيته لعلي بن أبي طالب بالخلافة من بعده، وجعلوا من ذلك الحديث دستورا مقدسا لا يريدون مجرد مراجعته مراجعة عقلية تعيد للأمة شيئا من وحدتها، فلو كان علي بن أبي طالب قد أخذ العهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهل يُعقل أن يتحدث بهذه المرارة عن تقمص أبي بكر وعمر وعثمان للخلافة ولا يحتج عليهم بأنه منصوص عليه في القران الكريم أو في خطبة غدير خم؟ صحيح أن نهج البلاغة المنسوب إلى علي بن أبي طالب قد تم توليفه على يد الشاعر الشريف الرضي وهو السيّد أبو الحسن محمّد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن ابراهيم بن موسى الكاظم والذي وُلد سنة 359هـ بمدينة بغداد وتوفي فيها سنة 406هـ، وبالتالي فمن جمع الخطب المنسوبة لعلي بن أبي طالب هو شيعي معروف بنسبه إلى علي بن أبي طالب نفسه ولا يمكن أن يبخس حقه في شيء أبدا، ثم هناك سؤال آخر في غاية الأهمية، وهو أن سلطة الحكم قد فقدت أدواتها برحيل عمر بن الخطاب بخنجر “أبو لؤلؤة” لعنه الله، فلماذا قبِلَ علي بن أبي طالب الاستمرار في هيئة الشورى بعد وفاة ابن الخطاب وحضر اجتماع هيئة الشورى؟ وكان بإمكانه إعلان نفسه خليفة استنادا إلى ما ذكره من أسانيد تاريخية تُثبت أحقيته بالخلافة؟ ألا يدل ذلك على استمرار شرعية الخليفتين الأول والثاني؟ على هذا أسمح لنفسي أن أقول أن الشريف الرضي أضاف من عندياته وبأسلوبه الشعري الكثير من النصوص إلى خطب علي بن أبي طالب، بل اختلق كثيرا منها لأغراض سياسية معروفة في القرن الرابع الهجري قرن التحولات السياسية والفكرية والعسكرية في الدولة العباسية.
ويلاحظ المهتمون بالتاريخ تطابقا بين موقف سعد ابن عبادة عند مطالبته بالخلافة لنفسه من دون أن يمر على خطبة غدير خم، والأنصار هم المعرفون بطاعتهم المطلقة لأوامر الرسول الكريم ورفعها إلى مستوى التنزيل، وموقف علي بن أبي طالب الذي لم يمر على تلك الخطبة.
أعود إلى موضوع السقيفة إذ يقول أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في سرد اجتماع السقيفة…..
بعد وفاة النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” أجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة، وربما جاء الاجتماع بدعوة من سعد بن عبادة زعيم الخزرج، وأوضحت الروايات أن سعدا كان مريضا ولذا قال لأبنه قيس بن سعد: إنني لا أستطيع أن أُسمع الناس كلامي لمرضي، ولكن تلق مني قولي فأسمعهم، فقال سعد بعد إن حمد الله:
(إن لكم سابقة إلى الدين، وفضيلة في الإسلام ليست لقبيلة من العرب، إن رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” لبث في قومه بضع عشرة سنة، يدعوهم إلى عبادة الرحمن، وخلع الأوثان، فما آمن به من قومه إلا قليل، والله ما كانوا يقدرون أن يمنعوا رسول الله ولا يعزوا دينه، ولا يدفعوا عنه عداه، حتى أراد الله بكم خير الفضيلة، وساق إليكم الكرامة، وخصكم بدينه، ورزقكم الإيمان به وبرسوله، والإعزاز لدينه، والجهاد لأعدائه، فكنتم أشد الناس على من تخلف عنه منكم، وأثقله على عدوه من غيركم، حتى استقاموا لأمر الله طوعا وكرها، وأعطى البعيد المقادة صاغرا داحضا حتى أنجز الله لنبيكم الوعد، ودانت لأسيافكم العرب، ثم توفاه الله تعالى، وهو عنكم راض، وبكم قرير العين، فشدوا يديكم بهذا الأمر، فإنكم أحق الناس وأولاهم به).
نلاحظ أن سعد بن عبادة رضي الله عنه أكد على دور الأنصار في نصرة الإسلام ونبيه الكريم وخدمة الإسلام الذي انتشر بفضل سيوفهم، على عكس المهاجرين الذين أمضوا نحو عشر سنوات ولم يتمكنوا من إقامة دولة الإسلام في مكة المكرمة، لأنهم لم يكونوا قادرين على حماية نبيهم بل وحماية أنفسهم في مكة، ولم يدافعوا عن الإسلام ونبيه “صلى الله عليه وآله وسلم”.
وهكذا نلاحظ عصبية جديدة أوشكت أن تُشعِل نارَ الفتنة بين المهاجرين والأنصار الذين تآخوا طيلة وجود رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم، بعد أن آخى بينهم النبي الكريم وظلت قاعدة “وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلْإِيمَٰنَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ، وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ”، سائدة في مجتمع المدينة المنورة، فكيف ثار هذا التنابز بالألقاب بمجرد رحيل الرسول الكريم إلى الرفيق الأعلى؟
ولقيت كلمة سعد ابن عبادة ترحيبا من قبل الأنصار “الأوس والخزرج” معا واختاروه لمنصب الخلافة بإجماع نادر بين القبيلتين، وبعد حصول هذا الإجماع أثار عدد من حكماء الأنصار تساؤلا مهما، “ما هو الموقف إنْ أبى مهاجرو قريش؟ فقالوا: نحن المهاجرون، وأصحاب رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” الأولون، ونحن عشيرته وأولياؤه، فعلام تنازعونا هذا الأمر من بعده؟.
ولكن لم يعرف على وجه الدقة من هذا الذي أثار التساؤل المهم، لكن رواية الجوهري أشارت إلى أن طائفةً أخرى أجابتهم قائلة: نقول لهم “منا أمير ومنكم أمير، ولن نرضى بدون هذا منهم أبدا، لنا في الإيواء والنصرة، ما لهم في الهجرة، ولنا في كتاب الله ما لهم، فليسوا يعدّون شيئا إلا ونعدّ مثله، وليس من رأينا الاستئثار عليهم، فمنا أمير، ومنهم أمير”.
وقد عدّ سعد بن عبادة هذا أول الوهن، وفيما كان الأنصار يتناقشون في أمر الخلافة، وكيف يحاجّون المهاجرين، انسل أحد الأنصار وهو معن بن عدي ليخبر عمر بن الخطاب بما حدث في السقيفة، والملاحظ أن هذا الرجل كان ذو علاقة طيبة بأبي بكر وعمر، وعلاقة سلبية بسعد بن عبادة، إذ نجده يقول لعمر: إن هذا الحي من الأنصار قد اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة، معهم سعد بن عبادة، يدورون حوله، ويقولون: أنت المرجى، ونجلك المرجى، وقد خشيت الفتنة، فانظر يا عمر ما ترى، واذكر لأخوتك من المهاجرين، واختاروا لأنفسكم، فإني أنظر إلى باب الفتنة قد فتح الساعة إلا أن يغلقه الله.
هناك روايات أخرى يسردها الجوهري في ما يتعلق باجتماع السقيفة، ولكن هذه الرواية هي الأكثر قبولا وإثارة للجدل، ولهذا أهملنا بقية الروايات وركزنا على ما جاء في هذه فقط.
ويبدو أن الأنصار فوجئوا بمجيء أبي بكر وعمر وهم لم يحسموا أمرهم بعد، فقام أبو بكر خطيبا فقال: إن الله جل ثناؤه بعث محمدا بالهدى ودين الحق، فدعا إلى الإسلام، فأخذ الله بقلوبنا ونواصينا إلى ما دعانا إليه، وكنا معاشر المسلمين المهاجرين أول الناس إسلاما، والناس لنا في ذلك تبع، ونحن عشيرة رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” وأوسط العرب أنسابا، ليس من قبائل العرب إلا ولقريش فيها ولادة، وأنتم أنصار الله، وأنتم نصرتم رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم”، ثم أنتم وزراء رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم”، وإخواننا في كتاب الله، وشركاؤنا في الدين، وفيما كنا فيه من خير، فأنتم أحب الناس إلينا، وأكرمهم علينا، وأحق الناس بالرضا بقضاء الله، والتسليم لما ساق الله إلى إخوانكم من المهاجرين، وأحق الناس أن لا تحسدوهم، فأنتم المؤثرون على أنفسكم حين الخصاصة، وأحق الناس أن لا يكون انتقاض هذا الدين واختلاطه على أيديكم.
بقية القصة معروفة وكيف آلت الخلافة إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ولكن الواقعة لا يمكن أن نسمح لها أن تمر من دون أن نتوقف لنحللها التحليل العقلي البعيد عن التقليد الذي يصنعه التعصب لهذا الطرف أو ذاك.
يتداول الشيعة قصصا عن مؤامرة قادها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لإبعاد الخلافة عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه حتى أجبره على ذلك مقتحما عليه بيته فكسر ضلع فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وفي هذه القصة إهانة لعلي وليست لعمر، فهل يُعقل أن رجلا بشجاعة علي، أن يتخاذل عن نصرة زوجته وهي ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجه من يقتحم عليها بيتها وهي من هي؟.
ثم أليس هذا أمر مثيرٌ للتساؤل أن يخرج الأنصارُ عن إرادة الراحل العظيم حتى قبل دفنه، ووصيته في استخلاف علي بن أبي طالب ومن بعده ذريته المنصوص عليه في القران الكريم كما يصرّ الشيعة على سرد هذه الحكاية.
لماذا لا يحاكم الشيعةُ الصحابي الجليل سعد بن عبادة رضي الله عنه لمطالبته بالخلافة لنفسه ولم يحصر طلبه في تنفيذ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم المزعومة في غدير خم بتولية علي بن أبي طالب؟ ولماذا لم يصبّوا عليه لعناتهم عليه كما فعلوا مع القادة الذين كان لهم الفضل في تقويض أركان الإمبراطورية الساسانية؟ بل أنهم يصورون عدم مبايعته لأبي بكر الصديق حتى وفاته على أنها تضامن مع علي بن أبي طالب، أم لأنه لم يشارك في معركة القادسية التي قوضت أركان دولة الأكاسرة الساسانيين؟ وسؤال أخير وهو “لماذا لم يتضامن الأنصار مع حروب الردة بعد مبايعة المسلمين لأبي بكر بالخلافة؟
أظن أن في الإجابة عن هذا السؤال وغيره ستحل عقداً تاريخية كثيرة تفسر لنا أسباب حقد التشيّع الصفوي على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.

مقالات ذات صلة

د. نزار السامرائي

عميد الاسرى العراقيين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى