كيف السبيل الى بناء وطن ؟

صعب الحديث ويتشعب
في موضوع كيف السبيل إلى بناء وطن أو إلى صناعة وطن، في وطن باتت فيه غالبية الناس من مثقفين وسياسيين وعمال كادحين يعتبرون أن الحكومة فيه عاجزة عن معالجة أبرز المشكلات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والبيئية والحياتية المتفاقمة التي يعانيها أبناء الوطن.
حكومة وعملية سياسية أصبح معظم رموزها لا يمثلون إلا أنفسهم وطائفتهم، يتحكمون ويسيطرون على كل مرافق الدولة .
حكومة وعملية سياسية قائمة على المحسوبيات وعلى تقاسم الحصص بعد أن حولت الوطن الى مزارع ومحميات خاصة تعود ملكيتها إلى رموز وأركان العملية السياسية .
أما بعد وباختصار، أرى أن بناء وطن سليم ومعافى يسوده العدل والأمن والاستقرار والحياة الكريمة يتطلب توافق أركان العملية السياسية على كل ما جاء في الدستور بالرغم من سلبياته وعدم الوقوع في افخاخ تفسيرات بعض نصوصه، وإلا ليس أمامهم إلا الاتفاق على دستور جديد.
نبني وطناً عندما يكون للمواطن قيمة كبيرة لا أن يقبع في دهاليز السجون بتهم كيدية وبدون محاكمات نبني وطن عندما يكون المواطن حراً أبياً دمه وماله وعرضه مقدس وحرام .
نبني وطن عندما تعالج الحكومة مشاكل المواطن وحقوقه طيلةالسنين العجاف نبني وطن عندما ينتخب بنوه في دائرة انتخابية واحدة على كل الأراضي خارج القيد الطائفي، وعندما يصبح ولاء الفرد والطائفة للوطن مثل الأم والأب لا يمكن بناء وطن إن بقي كل فرد يفكر ويعمل لحساب طائفته، وإن بقيت كل طائفة تعمل لحسابها الخاص، لأن الفرد سيبقى يعيش حالة صراع مع الآخر، تماماً كما ستبقى الطوائف والمذاهب تعيش حالة صراع في ما بينها.
نبني وطناً عندما يصبح السلاح الشرعي بيد الجيش والقوى الامنية بقيادة وسيطرة مركزية وخندق واحد وليس خندقين او خنادق متعددة .
نبني وطناً، وكما يقول جبران خليل جبران، “عندما نأكل مما ننتج وعنما نلبس مما نصنع”، وأن لا تكون وارداتنا أضعاف أضعاف صادراتنا
نبني وطناً عندما لا يكون ولاءانا للأجنبي او خارج الحدود وجنسيتنا واحده لا جنسيتين نبني وطن عندما نقضي على ظاهرة الفقر والبطالة المستشرية، وعلى ظاهرة التسكع والتسول، وعندما لا نشاهد عجوزاً او طفلاً يبحث في مستوعدات النفايات عما يسد به جوعه، وعندما لا نجد ربة أسرة تجد نفسها مجبرة على ارتكاب الخطايا لإطعام أولادها أو لدفع قسط لمدرسة يتعلم فيها أولادها أو فاتورة مستشفى .
نبني وطن عندما يكون العراق وطن الجميع وحماية أمنه وسيادته مسؤولية الجميع .

وإلى الله ترجع الأمور

اللواء الركن فيصل الدليمي

رئيس منظمة عين للتوثيق والعدالة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى