اذا راجعنا تاريخنا و نحن عند عتبة ٩٥ سنة من عمر الاحتلال الذي حدث في وطننا العربي يوم ٢٠.نيسان .١٩٢٥
يوم النكسة ، اليوم الذي احتلت الأرض فيه و اختلت فيه كل نظم الحياة الحرة الى يومنا هذا .
و اذا ركزنا قليلا و أخذنا الأمور التي إدت الى ما نحن عليه ، من كل الجوانب و درسنا الظروف و الأوضاع و الوضع الاقليمي الدولي و مصالح الدول الكبرى و الاتفاقيات التي ابرمت ما بينهما و ضعف الأمة بشكلها العام ، حيث كانت أغلبية دولها محتلة من قبل الدول الاستعمارية المعروفة آنذاك و الوضع الداخلي باختلاف تركيبة تلك الدول التي كانت تعاني من فقدان الاستقلال ولو بمعناه الصوري و رسم سياساتها الخارجية ، عربية كانت أو صديقة ، قريبة كانت أم بعيدة عن وطننا ، و الممهدات و بملامحها الواضحة التي كانت تشير الى احتمالية تغيير ما أو عدة تغيرات في المنطقة التي نحن جزء لا يتجزأ منها و بالأحرى الجزء الذي لم يدخله و لم يحتله الاستعمار حتى ما قبل ٢٥ نيسان ١٩٢٥ .
كانت الأحداث غريبة من نوعها و لكن مضمونها و خلفياتها كانتا مفهومة الى حدا ما و تأثيرها المباشر المتجاوب مع الملفات ذات المخططات المعينة و المرسومة ، التي كانت على طاولة الدول الكبرى و التي بدورها كانت تستهدف أراضينا المستقلة و دول أخرى كانت بمصاف دولتنا ، التي تأثرت بعد ذلك بها .
في تلك الأثناء و في غمرة الأحداث المتسارعة اليومية و التوترات في منطقتنا العربية و التغير اليومي للمواقف الدولية ، كل دولة حسب مصالحها و على المدى الذي يخدمها ، فكانت التحالفات الغير مستقرة و تحديدا في المنطقة ، تأخذ لونها الباهت و بدات لغة المصالح المشتركة تضعف يوم بعد يوم ،
لما كان يحدث ، فالكلام عن إتخاذ الموقف الحيادي
في تلك المرحلة و كيفما كان شكله ، لم يكن منطقيا ابدا و غير وارد .
طالما كل المؤشرات كانت تدل على اقتراب ما لا يحمد عقباه ، هذا بالأضافة الى عدم وجود مواقف واضحة شفافة أولا من جانب العرب لأنهم هم ايضا كانوا يعيشون وضعا مهمشا غير مستقر و ثانيا مواقف
بعض الدول الحليفة و الصديقة .
بنفس الوقت العلاقات الدولية و التحالفات الاقليمية كان يشوبها التنافس و الصراعات و الخلافات التي كانت ظاهرة للعيان و لكن ما خلف الكوابيس هو ما اثر على المنطقة برمتها ، و ظهرت النتائج و هو الحليف الذي أصبح عدو أو جبرته الضغوطات الخفية الغير الظاهرة ، أو مصالحه أو أصابه نوع من حالة التردد و الضعف و التراجع في مواقفه .
كانت اللعبة الدولية أكبر و أوسع من كل التصورات و التقديرات و لكن ما حدث بعد ذلك كان نتيجة الاحتمالات و الفرضيات لما تؤول اليها الأحداث .
من ناحية أخرى اذا اردنا ان نعد العلل و الأسباب التي تسببت باحتلال الأحواز على يد الفرس ، فأنها كثيرة و ذات أبعاد مختلفة متداخلة و منها سياسية بحتة ، فموقع الأحواز الاستراتيجي المطل على شط العرب و الخليج العربي ، و أخرى اقتصادية و خاصة بعد اكتشاف النفط فيه سنة ١٩٠٧ و باقي الثروات الهائلة كالغاز و المياه و كافة الموارد الطبيعية و ايضا الأراضي الزراعية الخصبة .
كل هذا كان يكفي ان يثير شهية العدو التاريخي للأمة في التوسع ، كي يعمل المستحيل حتى يسيطر عليه و يحتل أرضه و بهذا العمل قد انجز المرحلة الأولى من سلسلة المراحل الذي كان قد خطط لها منذ زمن طويل و حتى بعد ذلك يبدأ بخطوات أخرى و بأدوات مختلفة ، مشروعه التاريخي أو حلمه الخبيث الاحتلالي الذي لا حدود له .
باستطاعتنا هنا ان نذكر بعض رؤوس الأقلام من بعض ما يتعلق بالأحداث بما يلي :
*
أهداف و نوايا الفرس التاريخية المتشعبة من احتلال الأحواز
احتواء و منع الدور الأحوازي في دعم الحركات التحررية و الثورات العربية المطالبة بالاستقلال و انتشارها في تلك المرحلة الزمنية و على سبيل المثال العراق و فلسطين و غيرها .
*
المراحل اللاحقة التي شاهدها و عاشها أبناء الأمة و الأحرار و الشرفاء في كل بقاع الأرض و في وقتنا الحاضر مازلنا نعيش و نعاني من الآثار المدمرة لتلك الساسيات المستمرة بحق كل الدول العربية و ما تحيط بها ، و على سبيل المثال
*
التدخل في شؤون الداخلية للدول ، اثارة النعرات المناطقية و الطائفية و نشر التوتر و العمل على ايجاد البلبلة في كل مكان ، ان سنحت لهم الفرص ، هذا بالأضافة الى القيام بالسياسات الاستفزازية للدول المستقرة و استنزاف قدراتها .
*
دعم الارهاب الاقليمي و الدولي بكل الطرق و الوسائل المتاحة و باساليب ملتوية.
كامل ناصر الأحوازي
١٩/٤/٢٠٢٠
تعليق واحد