الوضع في لبنان، كما هو الوضع في العراق، الدولة العميقة هي التي تتحكم بالبلدين، المليشيات المسلحة والأحزاب الإسلامية التابعة إلى إيران هي التي تهيمن على الاقتصاد العراقي وعلى المواقف السياسية والأمنية، وحزب الله في لبنان هو الدولة العميقة، التي تتحكم بأمور لبنان.. حزب الله تحكم باقتصاد لبنان حتى أوصله إلى الهاوية بسبب الفساد المالي والإداري والتحكم بالعملات وتهريبها إلى الخارج، إذ بلغت نحو 15 مليار دولار، يذهب أكثرها إلى إيران، فضلاً عن التحكم بالمواقف السياسية، التي أبعدت لبنان عن محيطه العربي بحيث فرض حصار اقتصادي على البلد زاد في حجم مشكلاته الاقتصادية والمالية، وانخفض سعر الليرة اللبنانية، تبعاً لذلك، إلى مستويات خطيرة جداً، وأصبح المواطن اللبناني يعاني من شدة الفاقة والعجز عن العيش حياة طبيعية، وأدلا ذلك، بدوره، إلى زيادة معدلات البطالة وتدني مستويات العيش الكريم، بحيث زاد عديد الفقراء وانتشر الجوع والمرض والحرمان بينهم من كل شيء، وجاءت كارثة الانفجار في مرفأ بيروت فوق بقية الكوارث، التي يعاني منها البلد، مما سيزيد من معاناة الشعب اللبناني الشقيق، إذ خلّف هذا الانفجار غير المسبوق منذ كارثة هيروشيما وناكازاكي، تدمير الكثير من البنى التحتية، التي يعتمد عليها الاقتصاد اللبناني، وبالأخص قطاع السياحة، كما أحدث تدميراً هائلاً لمساكن الأهالي بحيث أصبح أكثر من 300 ألف نسمة من دون مأوى.
إن ذلك سيؤثر على الاقتصاد اللبناني المنهار أصلاً، وبنحو خطير جداً مما سيخلق زيادة في البطالة وتعطيلاً للنشاط الاقتصادي برمته، فلبنان يحتاج إلى دعم عربي ودولي، وبصفة عاجلة، وأن يذهب هذا الدعم إلى الشعب مباشرة، لأن الشعب اللبناني فقد ثقته بحكومته الفاسدة، التي سببت له مآسيه كلها، فضلاً عن أن لبنان يحتاج أن يعيد النظر بدستوره وأن يضع رؤية مستقبلية تتخطى ما يعمل به من سياسات خاطئة (طائفية وأثنية)، وأن ينهي الدولة العميقة (حزب الله) وهيمنته على لبنان العربي، وأن يعيد النظر بالسياسة المالية والنقدية للبلد، وأن يتم إجراء انتخابات مبكرة ونزيهة لانتخاب برلمان يمثل طموحات الشعب اللبناني العربي الأصيل، والأهم التخلص من حزب الله العميل لإيران.

728