لقد بدأت مرحلة الاستعمار الايراني المباشر

ايران عملت على تعميق الخلافات بين جميع اطراف العملية السياسية في العراق سواء بين الشيعية والسنة او بين الشيعية والشيعية لغرض اضعاف جميع الفصائل لانها باتت تخشى من تمرد العراقيين عليها وبالاخص الشيعة لانها على علم بمدى كره الشعب العراقي للنظام الايراني لهذا لم تعد تعتمد حتى على اقرب ذيولها، لذلك باتت تتدخل بشكل مباشر لأجل احكام هيمنتها على العراق من خلال إتباع استراتيجية جديدة بادخال حرسها الثوري عند اي مناسبة دينية وما اكثر تلك المناسبات على مدار السنة وهذا ما حصل اليوم حيث نشاهد حافلات ايرانية تجوب وتتجول في جميع محافظات العراق وخصوصاً كربلاء والنجف والديوانية والناصرية وكذلك في سامراء ومناطق صلاح الدين والفلوجة وهي تنقل اكثر من مائة الف شاب ايراني وباكستاني وافغاني بزي مدني ويحملون حقائب متشابهة تحوي بدلات عسكرية وامور قتالية اخرى حسب ما وصف ذلك أحد العسكرين العراقيين، والاكثر من ذلك يتعاملون مع العراقيين معاملة جافة توحي كأنهم اهل البلاد والعراقيين نازحين او مقيمين .. ونفس الشيئ حصل من قبل في سوريا بحجة حماية المزارات الدينية وايضاً التدخل في لبنان واليمن بحجة حماية الشيعة واليوم تحاول احتواء الاردن بنفس هذة الفرية .. بمعنى ان استراتيجية ايران الجديدة ليس فقط اضعاف الموالين لها او الاستغناء عنهم بالرغم من خضوعهم الكامل لها وجميعهم يتزاحمون على كسب ود قادتها حتى وصل الحال عدم قدرة أي مسؤول عراقي الاعتراض على السلوك الايراني او المطالبة بابسط الحقوق الوطنية مثل السؤال عن سبب قطع المياة عن العراق او الرد على التصريحات المتغطرسة التي يطلقها المسؤولين الايرانيين بين الحين والاخر والتي تعبر عن احتلالهم للعراق او اعتباره محافظة ايرانية كما مبين في الفديو، وايضاً يستحيل ان يتجرأ احد من المسؤولين على المطالبة بتنظيم دخول الزوار الايرانين الى العراق الذي تولت ايران بنفسها هذة المهمة وتولت حمايتهم من خلال دخول اعداد هائلة من الحرس الثوري وغير معلوم مدة مكوثهم لان دخولهم لم يكن بأرادة عراقية مما يعني ان ايران استعمرت العراق واستحمرت المسؤولين بعدما احكمت قبضتها عليه بشكل مباشر من خلال الحرس الثوري وبذلك أمست ليس بحاجة الى من يواليها او يساعدها من الذيول لانها لم تعد تأمن العراقيين وايضاً تخشى تمرد الموالين مثلما تمرد الصدر بعد ان كان الابن المدلل لايران الذي صرفت علية الملايين وزودت اتباعه بالمعدات والسلاح وبالاخير لم يعد الطفل المطيع لانها باتت على يقين ان هم الذيول والموالين السرقات وجمع اموال السحت الحرام، لهذا اصبح الهدف الاستراتيجي الجديد لايران استلام مقاليد الحكم في العراق بشكل مباشر دون وسيط او حليف او عميل يعني استعمار مباشر عن طريق الحرس الثوري لذلك من مصلحتها قتال شيعي شيعي ليكون مبرر لتواجد عسكري دائم على ارض العراق مثلما دخل الحرس الثوري برداء ميليشيات الحشد الشعبي وسيطر على المحافظات السنية بحجة مقاتلة داعش ومعروف من ادخل داعش واليوم دخل الحرس الثوري للسيطرة على المحافظات الشيعية وخصوصاً التي فيها مراقد مقدسة عند الشيعة بحجة تأمين الزوار الايرانيين وبذلك تم استعمار العراق بالكامل بعدما روضت الاكراد ايضاً بالقصف الصاروخي بحجة وجود مواقع اسرائيلية في شمال العراق، وللاسف هناك من يردد عن قصد او دون قصد ما تروجه ايران واتباعها بأن حدث عظيم بعد زيارة الاربعين سوف يزلزل الارض من تحت اقدام السياسيين الذين دمروا البلاد والعباد وسيتم كنسهم ويعود العراق الى وجهه الناصع مستندين الى مايروح ايضاً من كلام يعود الى نائبة وزير الخارجية الامريكي التي زارت العراق مؤخراً كونها وبخت برهم صالح والكاظمي وغيره من التصفيط الذي له أول وليس له آخر، بينما في حقيقة الامر نائبة وزير الخارجية الامريكية قدمت الدعم الكامل للعملية السياسية معتبره انها من منجزات الديمقراطية التي جاء بها الاحتلال وطلبت الابقاء على برهم صالح والكاظمي للاشراف على الانتخابات المزعومة .. مما يعني ان الزلزال هو تثبيت اقدام ايران بالقضاء على خصومها واستعمار العراق بالكامل من خلال نشر مجاميع من الحرس الثوري الذين دخلوا العراق بهذا الثقل وسط مصمت عربي ودولي ورضا امريكي لازاحة جميع مناوئيها بموجب اتفاق مع امريكا مقابل التوقيع على الاتفاق النووي وما عواء الكلب باسم الكربلائي الا لاشغال الناس ولفت الانظار عن ما يحصل في العراق.

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى