ثمة مثل ألماني يقول إن على الرجل أن يحقق في حياته ثلاثة أشياء ، وهي أن يزرع شجرة وينجب طفلا ويؤلف كتابا.
زراعة الشجرة تعني إضافة جمال لجمال الطبيعة ، وهي تحمينا بظلالها من حرارة الشمس فضلا عما تعطينا من ثمارها اللذيذة ، كما أن البشرية تنعم بها.
وأن ينجب طفلا ليسهم في تكاثر البشرية لكي تستمر الحياة بالعطاء ، إذ لا حياة من دون بشر .
فالأبدية تكمن بالتكاثر المستمر.
وعلى الرجل أن يسهم بذلك ، فالطبيعة والإنسان مهمان لديمومة الحياة وأعطائها جمالية وأحساسا بالحياة والحب والعمل بجد من أجل استمرارها.
والكتابة وتأليف الكتب يمثلان الغذاء الروحي للإنسان وإسهام الرجل بكتابة ما اكتسبه من علم ومعرفة ومعلومات وخبرات ويدون ما لديه من خزين في ذاكرته في كتاب يفيد الانسانية والأجيال القادمة ، هو أمر ضروري جدا لكل رجل وأن لايأخذ مايمتلكه مما تبقى من ذاكرته الى لحده. فالافضل أن يموت ويترك وراءه كتابا فيه ما اختزنته ذاكرته ليستفيد منها البشر.
فعلى الرجال أن تموت فارغة ، وأن لاتموت وتأخذ معها ماكتسبته من خبرات لان هذه الخبرات لم تعد ملك الرجل ، الذي اكتسبها، وإنما أصبحت ملكا للجميع.
يسعدني أني أديت ونفذت ما جاء بهذا المثل الألماني ، فقد زرعت شجرا وألفت كتبا وأنجبت أطفالا
ونقلت ما تعلمته وما اكتسبته من خبرات الى طلابي وسأموت ، متى ما شاء الله ، فارغا خفيفا تاركا ورائي بصمة تدل علي كما فعل الكثير من رجال العلم والمعرفة.
أرسل بريدا إلكترونيا
